21‏/6‏/2014

نيران الرغبه الحلقة الاولى


المقدمه
عندما تصبح الرغبه شيئاً يتملك بنا , يجعلنا مغيبون عن وقائع اضرارها , سوف نخطئ كثيراااا كما فعل ابطالنا .. وخطأنا البسيط هو مجرد بدايه لسلسه من الكوارث ..

الحلقه الاولى
______________

هذه فتاه فى العقد الثلاثين من العمر , تجلس داخل الحافله بجانب النافذة ذات شعر املس وعينين داكنتين . اتعلمون بم تفكر الان .. ؟ سنرى..
تنظر بحقد خلال الزجاج الجانبى لها , وتقول عابثه : يا ترى حياتى هتفضل كده لامتى مش هتجوز خلاص ! ولا هلاقى حد يحبنى ,انسى ان اعيش حياه بطلها هو , هفضل لامتى استحمل دى تقولى انتى متجوزتيش ليه واللى تخاف منى علشان فرحها يكمل واللى منى خايفه اخطف عريسها واللى خايفه تقولى انها حامل , امتى بقى اتجوز زيهم ويسبونى فحالى ليقطع تفكيرها , صوت عامل الحافله الذي ينادى بمكان تواجده بدأت تلملم أشيائها وبيدها حقيبتها وتترجل استعداداً للنزول , اثناء مرورها احتكت بأحداهم خدش حياءها , التفتت لتعاتب وتثور, نظرت لعينيه المجرمتين الحانقتين , بشفتيه التي تلهث كحيواناً يريد افتراس فريسته , أيقنت داخلها انها الخاسره ان تفوهت وثارت .
فبادرت بالنزول سريعا وهى تتمتم : ايه القرف دا جتكوا البلا عليكوا وعلى اشكالكو حيوانات توجهت وهى غاضبه منفعله إلى مكان عملها ..

اضطرت ان تقابل زملائها , هذا وذاك وهم ينظرون إليها نظرات مفترسه طمعاً , انثى لم تتزوج بعد , محرومه , وبأنه من الممكن ان يفترسها أياً منهم وتقبل ان تطالب ان تعيش انوثتها معه , ويعوضها حرمانها ..
اقترب احداهم وعينيه تتأكل جسدها الممشوق , وقال :
اذيك يا ساره عامله ايه .. ؟
بأبتسامه مصطنعه :
- تمام ..!
- ايه اتأخرتى ليه النهارده .. !
- اتأخرت ازاى وعلى مين .. ؟
بنظرة حنونه تلمس القلوب , سوى قلبها , قال :
عليا اصل انتى متعرفيش انا بحب ابدأ بيكى يومى ازاى .. ؟
نظرت اليه بحده : انت انسان حــيـــ
ليأت صوت مبهم خافت من الخلف ليجعلها تصمت رغماً عنها , فهذا الصوت لزوجة هذا المغفل الذى يتودد إليها ..
تنظر إلي ساره بأسلوب جاف حاد , وتقول :
اذيك يا ساره .. ؟ وأكملت بغضب إلى زوجها :
- ايه يا حبيبى اللى جابك هنا مش هتمضى .. ؟
الزوج بأرتباك :
- كنت بركن العربيه يا شهد ما انتى عارفه ..
ساره بأشمئزاز تركهم وهى تحدث شهد :
انا هطلع مكتبى يا شهد ..
شهد : اوك وانا وراكى على طول .
بدأت تتسلق الادراج , وتدنو من درجه تلو الاخرى , وامامها نظرة صديقتها شهد تؤلمها من الاعماق فليس لها الحق ان تشك بها او ان تحقد عليها وزوجها هو من يقترب دوماً منها وهى لا تقابله سوى جفاء ..
وقفت لحظات امام غرفتها وهى تستجمع قواها محدثه نفسها قائله :
بمجرد دخولى دى هتسكت والتانيه هتخاف تجيب سيرة خطيبها ورشا هتخاف تقولى على عريس امبارح عملت ايه معاه ما هى لو كانت عايزه تقول كانت قالتلى من امبارح صديقه عمرى يا خساره حتى هى يلا مش هتيجى عليها هى يعنى ..

وعلى الصعيد الاخر يبحث "ادم" فى جميع الشركات عله يجد ملاذً له ويصبح له عملاً كى يتجنب معاملة والده المتبلده له ظل يبحث هنا وهناك ولم يلبث ان يظهر له بصيص امل حتى يتطاير منه , ليعود مره اخرى خائب الرجا , مذلولاً لابيه , سيطلب منه ان ينعم عليه بقليل من المال بعد معاناه منه واهانه قاسيه سيحصل على ما يجعله يجتمع بأصدقائه على احد المقاهى ..

عاد أدم , تسلل لغرفته , وكان جميع من بالمنزل ما زالوا بأماكن عملهم الاب والام وحتى الاخت الصغرى ..
دخل واخذ بحاسوبه وبدأ يتصفح مواقعه الالكترونيه واحداً تلو الاخر باحثاً عن ما يهدر به وقته ..
وظل يفكر .. محدثاً نفسه :
هعمل ايه يعنى ما يقدر على القدره غير ربنا انا بدور مش قاعد بس مش هموت نفسى يعنى انا هفتح وهقرأ وهعيش حياتى عادى جدااا ..
ظل يتحدث مع ذاك ويتفحص صورة هذه , يرى السمراء والبيضاء , تتوارى الى عينيه الجميله والقبيحه, اثار فنفسه ان يضيع وقته بأن يلهو مع احداهن حتى تهون عليه مرارة ايامه وبدأ يبعث لكل من تعجبه او لا بأرسال طلباً بالصداقه ومن تقبل تكون هى العتيده التى تستأنث معه وحدته وتهون عليه ليلته ..

تجلس هناك على مقعدها تدون ف دفاترها وتعمل بأجتهاد كى تنال العلاوه الذى ترجوها وتبتعد عنهم , علها تجد من لا ينظرون اليها نظرة "العانس" وقفت قليلاً لتنظر إليهم وهى تسمع صوت ضحكاتهم المتعاليه , نظرت اليهم لتجدهم يضحكون عليها ويتوارون عنها كى لا تراهم ..
وقفت لحظات وهى تبرر لنفسها بأن يوم ذهابها عنهم بات وشيكاً انهت عملها التى لم تعد تحتمل البقاء به , وذهبت مسرعة الى محطة الحافله المعتاده , رأتهم ينظرون لها وكأن اعينهم تخترق ثيابها ..
نظراتهم اليها تكفى لارضاء غرورها كأنثى ولكنها كارهه غاضبه ناقمه عليهم جميعاً ,مرت لحظات واذا بالحافله تأتى ويمتلئ بها وبالكثير غيرها ..
يأتى من جوارها صوتاً متلعثم يبدو وان هناك شئ مهم يريد اخبارها به ..
استمعت اليه فى دهشه واذا بها تنظر الى شاب غليظ الشفتين اسمر اللون ينظر اليها فى تمنى ..
تنظر اليه حانقه خوفاً ان يكون مشاكساً بأستغراب وهى تستمع , قالت :
نعم ؟!
بخوف وارتباك وانزعاج من صوتها العالى :
شششش وطى صوتك
وبدأ يتحدث , يبدو عليه الارتباك :
انا متابعك من زمان ومعجب اوى بيكى, انا كنت براقبك , عايز اتقدملك ..
وسط ذهولها مما تسمع ابتعدت بعينها قليلاً , شارده للحظات , وعادت مره اخرى اليه تحاول ان تستوعب , رغم صعوبة استيعابها ان تدركه شريكاً لحياتها فكيف وهى لا تستطيع تحمل رؤيته للحظات كيف ستعيش معه عمرً كاملاً ..
عاد مره اخرى ليردد على مسامعها :
ايه رأيك اجى ازوركوا امتى ان شاء الله .. ؟؟

************* يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق