21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه الثامنه


بعد التعارف الاهل تقدمت سما ومعاها ساره .. لتقدم إليهم المشروب ..
ليغيب أدم بنظرات عميقه مع سما , كيف تبتسم , كيف تتحدث بخجل ..
لتقاطع نظراته الهائمه هذه ساره , وهى تجلس جواره تغلبها سعادتها بيوم ارتباط شقيقتها , بشخص مثل سامى واسرته التى يبدو عليهم الثراء والرقى ..
ليبتسم طارداً داخله ما يفكر به , وهذه اللحظات العجيبه التى تسيطر عليه , كيف , ومتى , اصبحت سما , تلفت انتباهه , فهو يكره هذا السن ولم يلفت انتباهه يوماً , انه مجرد انجذاب ابله لعدم رؤيته لها من قبل .. !

بعد الاتفاق على كل شئ وتقديم المؤكولات التى تدل على كرم اهل البيت , استأذن سامى وأهله بالرحيل وأصبحت سما بالفعل مرتبطه به ..
يجلس ادم وساره بجانبه , وامامهم تجلس على اريكتها سما الخجوله متوردة الوجنتين .
ينظر إليها لا يعرف ما يحدث له ولكنه لا يستطيع ابعاد نظره عنها ابدااا ..
ساره بأبتسامه : انا اتبسط اوى بيهم يا سما , واضح انهم ناس كويسين جدااا ..
سما بخجل : ايوه فعلا سامى معروف عندنا فى الجامعه , انا لحد دلوقتى مش مصدقه ..
أدم كلمات سما احدثت الحزن والخيبه داخله , شعور الغيره يتولد لديه احساس بالقمع والقهر , لا يستطيع ان يستوعب ما يحدث معه , ولما هذه المشاعر المختلطه عليه , كيف , ومتى .. اصبحت سما تشغل باله , لم هو مهتم هكذا بخجلها وطريقة تحدثها , كيف يغار عليها هكذا .. !
ساره بأبتسامه تتمايل على كتف أدم وتقول : يارب يا سما تعيشى سعاده زى اللى ادم معيشنى فيها , ويكون جميل زيه ..
سما يزداد خجلها وتكتفى بأمائه من رأسها ..
أدم ينظر إلى ساره محاولاً بتر سما من رأسه والا يستمر بطرح هذه الافكار بعقله تماماً ..

يهم أدم بالنهوض : يلا يا ساره اتأخرنا ..
يأتى الوالد من الداخل وتعلو وجهه ابتسامه :
خليكو شويه يا أدم معانا .. !
أدم يحاول عدم رؤية سما متجهاً الى الخارج : كفايه كده يا عمو , ورانا شغل الصبح ..
الوالد والوالده : خلاص يابنى , مع السلامه ..
اثناء سير أدم وساره ..
ساره بأبتسامه : مالك يا ادم ؟؟
أدم بفزع : مالى , مالى فى ايه .. ؟
- اتغيرت ملامحك فجأه كده , وحساك اتضايقت ومشينا بسرعه , حصل حاجه ضايقتك .. !
- لاء خالص بالعكس , دا عمو دا جميل اوووى احسن من بابا حتى ..
- الحمدلله بابا فعلا بيحبك اوى ..
- وانا كمان بحبه جداااا .

تمر الايام متتاليه , أصبحت ساره حامل فى الشهر الثانى , وانتقلت بالفعل من عملها .. ومن وقتها وأصبحت حياتهم رائعه هادئه من جديد ..
الا عندما اتت والدة ادم ووالده لزيارتها ..
الام بنظره خائبه متضايقه : مبروك يا ساره , والله اتبسط انك حملتى من غير مشاكل ..
ساره تعلم بأن والد ادم لا تتقبلها وهذا يبدو جيدا من كل لقاء يجمعهم سوياً : الحمد لله .
- ايه الدكتور قالك ايه , سنك طبيعى للحمل , اصل انا اسمع يعنى ان الحمل اول مره بعد ال 30 سنه بيكون صعب وكده ..
- لاء الحمد لله هو قالى ان طبيعيه الحمد لله , بس حاملى جايلى نوم ..
- اه طيب , يلا هخرج انا اقعد بره مع الحاج وادم ..
- وانا هاجى مع حضرتك ..
- طيب
ساره تذهب وراءها وهى تبتسم وبتردد اوقفت الام وهى تخرج من باب الغرفه
ساره : طنط .. !
الام بأستغراب : نعم ..
بخجل وحب : طنط انا بحبك جدااا , وعلشان خاطر ادم كمان بحبك زياده .. ممكن معلش يا طنط تعتبرينى بنتك , وتحاولى بس تحبينى , حتى لو فيا حاجات مش عاجبه حضرتك بس انا بجد نفسى اعيش مرتاحه واللى حواليا بيحبونى , وبيتمنولى السعاده ..
الام بحزن : انا يا بنتى مش بكرهك بس .. اقولك خلاص انسى هنفتح صفحه جديده سوا .. متزعليش ..
ساره تقترب من الام لتغمر بحنانها : ربنا يخليكى ليا يااااارب ..

بعد وقت طويل .. لا تحزن ساره الا ان اجتمعت مع ادم فى مكان عام .. وسماها احدهم بالاخت الكبرى لادم ..
أدم لم تخطر على خاطره سما ولا لمره واحده فى فتره طويله الى حد ما ..
سما تناست تماماً شريف , وعاهدت نفسها ان تصبح زوجه خلوقه , محافظه على بيتها , وتحافظ على زوجها ..

لتمر الايام واذا باليوم المنتظر .. يوم زفاف سما وسامى ..
أنتهى الزفاف وسط حقد من الاصدقاء عليها , فقد تزوجت من رجل بمعنى الكلمه رائع بكل شئ ..
بعد اول يوم يمر كزوج وزوجه ..
ذهب أدم وساره الى منزل سما .. كى يباركو لها هذا الزفاف السعيد كشقيقه كبرى وزوج شقيقه حنون ..
سامى يجلس مرتدى ملابس منزليه.. وساره فهى ترتدى ملابس انيقه جدااا ..
الكل يجلس سعيد , سوى سما فيوجد على وجهها نظره عميقه لم يشعر بها سوا ادم .. لينظر إليها بفضول , محاولا ان يفهم ما وراء ذلك العمق داخل عينيها ..
لتستأذن ساره مصطحبه سما معها الى الخارج , متجهين لغرفة النوم الخاصه بسما ..
ساره بأبتسامه : احكيلى حصل ايه ..!
سما مبتسمه : ايه يعنى , عاوزه ايه ..؟
- يعنى مبسووطه معاه .. ؟
- اه الحمد لله , كان شكلنا باين كده , وانتى بتشدينى على هنا .. !
- يابنتى عادى فكك يعنى
- لاء لاء سامى وادم كما يقولو ايه بايخه يلا نخرجلهم ..
- اوك بس عادى على فكره دى حاجه معروفه ان بيتسأل عنها ..
- بس كان شكلنا وحش ..
- سيبك من الكلام دا , المهم انتى مبسووطه صح .. ؟
- اه الحمد لله , سامى انسان جميل ويستاهل كل خير
- طيب الحمد لله طمنتينى .. يلا نخرجلهم ..
- يلا ..

اثناء اقتراب سما وساره ..
تلاقت اعين أدم وسما لاول مره بهذا الفضول ..
فمنذ ان تزوج ساره ولم تتعمق سما فى ملامحه مطلقاً , كانت داخل دوامتها , محاوله التشبث بالحياه مره اخرى ..
ادم ينظر إليها للمره الاولى , عيناه داخل عينها ولكن ليس هو فى مرمى رؤيتها ففكرها مشغول , فهى غائبه فى عالم أخر .. مما زاد من حدة نظراته لها ..
سما تعود من شرودها لنظرات رائعه تمتزجها مع أدم , لاول مره تجد عيناه بهذه الروعه , ابتسمت ابتسامه خجله من نظرته لها ..
ليفوق هو من شروده بها ليعلم بأبتسامتها .. بأنها شقيقة زوجته فقط ...
واذ بهِ فجأه يستأذن بالرحيل , وكأن افعى لدغته , ما الذى يحدث له كلما رأها .
ساره : أيه يا ادم مستعجل ليه .. !
ادم بدون النظر اليها .. يخطو خطاه للخارج فى عجله وفعل مريب من قبله ..
كيف يبدو هذا النهار كليله كالحه , فيتوقف الزمن , لم قلبى يخفق بشده هكذا لها , فبنظره واحده منها اختل توازنى , هل هذا التفكير لا يشبه تغوص يداى بالطين , هل وهل وهل ..
كم هذه الاسئله كيف لها أن تطرأ خاطرى , الا تميز يا عقلى ما تعنى لك .. !
تحاول ساره اللحاق به محاوله التشبث بذراع ادم ,حتى نجحت وهو غائب فى عالم اخر , عالم به هو وصراع عقله ...

بعد الكثير من الكلمات من قبل ساره , أستدار إليها وجدها ترقبه , وقد ارتسمت على وجهها ابتسامه , يبدو أنها كانت تتحدث فى موضوع شيق .. أنصت إليها محاولاً ان استوعب ما فاته واللحاق بها فى الحديث والهروب من تفكيره الشاذ والغريب , المرفوض كثيراً من قبله معها ..
وأكملت ضاحكه :
- شوفت سامى , ذوق ازاى , واضح انه انسان خلوق بجد , وكمان سما بتشكر فيه جدااا , بس اللى معجبنيش لبسه هاهاهاها شوفت كان لابس ترننج تقيل ازاى , تحس انه كان خايف يبرد ..
لينساق ادم معها فى حكاويها ويعودا الاثنان إلى المنزل متناسياً تماماً ما بدر الى خاطره تجاه سما ..
وقفت ساره فى غرفة الطعام تعد وجبة العشاء ..
وأذا بأدم مهدداً مازحاً :
ايه كل دا بتعملى العشا .. !
لتنتفض ساره من مكانها وتتلوث يدها بالبيض لتراه مبتسماً خلفها ..
لتتحدث فى ثوره :
كده عجبك يعنى .. !
ليقترب حاضناً اياها :
ايوه عاجبنى , ايه هتعملى ايه يعنى .. !
ساره : حضنى دا هيبهدل هدومك .. البيض فى ايدى ..
ادم بيضمها بقوه اليه : وانا عاوز احضنك مش مهم ..
ساره بأبتسامه : انت مجنون
أقترب منها مقبلا اياها : انا بحبك ..

الان وبعد مرور اكثر من أربعة اشهر , اصبحت ساره متعبه كثيراااا من أعراض الحمل ونضج الجنين داخلها ولكبر سنها واول والحمل الاول لها , كان الامر غير هين تماما عليها , مما استدعى منها أن تطلب العون من شقيقتها الوحيده سما ..

داخل منزل ساره ..
تبدأ سما ترسم اول خطى لها بالمنزل , فيبدو عليه يحتاج الكثير من الجهد كى تعيد ترتيبه وأحيائه ..
بعد ان انهت غرفة الاستقبال وغرفة المعيشه ,, توجهت الى غرفة الطعام ..
بدأت ان تعد وجبات بسيطه مع تجميل المطبخ بلمسات انثاويه رقيقه ..
وبعد الانتهاء , مر عليها سامى لترحل معه .. واثناء نزولها على ادارج المنزل تقابلت هى وأدم ..
بدهشه لم يكن يتوقع قط ان يراها : سما
سما تملكها خجل شديد تقول :
اذيك ادم .. ؟
ادم يدقق بها غير مصدقاً بأنها هى وأمامه .. ! , فهو فى الاونه الاخيره يحاول الابتعاد تماماً عن مجرد الاقتراب منها , ليقع تحت تأثير مشاعر مختلفه , وعلى وجهه سحابة غياب عن الواقع ..
اأنتى حقاً امامى .. ! , اراكى , اشعر بك , اجدك قريبه الى هذا الحد , كيف لى ان احيا وهذه المشاعر المختلطه الممزوجه بالاعجاب وفى نفسى فرحه ظاهره , ويأس مبهم , وأمل خفى .
كيف لى ان اختل هكذا كلما رأيتك , كيف انجذب إليك الان , فأنا كنت من اشد الكارهين لسنك , لجسدك الهزيل , كنت دوماً اعشق من هم مثل ساره ..
ساره .. أجل ساره , كيف لى ان افعل هذا بها , يجب طرد شيطانى , لا يمكن جعله ينتصر على هكذا , يجب الحد منه على استطع ..
وصوت سما يقول : ادم .. !
لتخطف قلبه معها وهو يوجه عينه على شفاهها .. لتقع عيناه اسيره لهما لا تستطيع التحرك الى الاعلى لرؤية عينيها ..

*************** يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق