21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه الـحادية عشر


كيف لها ان تكون عاهره هكذا , كيف لفتاه ظنها رائعه فى كل شئ , ان تكون بهذه الدنائه , واذا بصوته ينبعث متحشرجاً فى صدره , وقال بخيبه :
- ماله .. !
بمنتهى الالم :
- سامى عاجز .. !
ادم يحاول الاستيعاب :
- بجد .. ؟
- اه بجد .. بس انتى ازاى تقولى سر بينكو زى دا .. ؟
- نزلت من نظرك صح .. !
- مش عارف يا سما , بس انتى المفروض مطلعيش سر جوزك غير لو انتى خلاص هتسيبيه .. انتى هتسيبيه .. ؟
- لاء سامى ميستاهلش ..اسيبه .. سامى طيب اوى , بس مش عارفه ايه حصلى خلانى احكيلك كده .. ؟
- انا مش عارف اقولك ايه , بصراحه مش قادر اصدق اللى بسمعه ..
- كرهتنى صح .. ؟
- ................
- يمكن دا كان احسن حل , يمكن ربنا خلانى اضعف واحكى علشان المهزله اللى كانت بتحصل دى تنتهى , انت تفوق وانا اندم ..

واخذت سما حقيبتها .. وغادرت الى الخارج .. تسير وقلبها يخفق بشده وتمنت لو عادت الى الوراء قليلاً وسحبت ما قالته .. لو كانت على درايه بأنها سترى تلك النظره داخل مقلتيه لما تفوهت بحرفاٍ واحد ..
يجلس ادم على اريكته لم يحاول اللحاق بسما .. فالافكار ومزيج المشاعر المختلطه التى تجول بقلبه وخاطره لا يستطيع ان يتسوعب ما قالته منذ قليل , ليجلس شارد الذهن , غارب البال .. محطم لما ظن بها حسناً ..

*****************

عادت سما الى منزلها لا تستطيع الكف عن البكاء .. لا تستطيع ان تعى ما يحدث لها ..
كيف لها حمقاء , ان تروى ما ستره الله عنها ان تفضح شناعتها هى تلك ..
كيف سيفكر بها ادم الان , بأى عيناً ستراه من جديد ..
( انا ازاى عملت فى نفسى كده هشوفه ازاى تانى , مش مهم اى شئ طيب ممكن يحكي لساره .. ؟ .. لالالا يحكيلها ايه هيقولها عرف ازاى .. انا عملت ايه فى نفسى بس .. ايه اللى بيحصلى بس لما بكون جمبك .. ايه اللى خلانى متغيره ومتلخبطه كده من وقت السلم واللى حصل ايه .. ايه .. ؟!
لترتجل برأسها على وسادتها متألمه , خائفه .. لتنظر فى شجن .. ازاى هقدر امحى اللى حصل دا .. !!

****************************

تعود ساره الى المنزل وادم ما زال على حاله ..
لا يعلم ما به ..
بما يشعر ..
غضب .. ! , غيره , ألم , ام ندم على ما فعل وانجذابه لسما .. ام خوف وعدم ثقه .. !
ساره تقترب منه بأبتسامه : ادم حبيبى انا عرفت نوع البيبى .. !
ادم يرفع وجهه الى الاعلى ينظر بعينين يائستين الى ساره .. إليست تلك ساره شقيقة سما .. ؟
الن تخوننى هى الاخرى .. ؟
ساره : ادم انا حامل فى بنوته هتبقى زى القمر زى باباها ..
ادم بحزن : بنت تانى .. لاء لاء ..
- مالك يا ادم , انت مش كان نفسك فى بنت .. ؟
- البنات دلوقتى مش كويسين , البنات خاينين , لاء انا مش عاوز بنت ..
- ايه اللى انت بتقوله دا يا ادم , ازاى تقول كده , اختك بنت ومامتك بنت وانا بنت كلنا بنات وطلعنا محترمين عارفه في بنات كتير بقت وحشه بس مش كل صوابعك زى بعضها .. !
- بس انا مبقاش عندى ثقه فى حد .. ؟
- والله انت ضيعت فرحتى وانا اللى قولت هطير من الفرحه حرام عليك ..
- انا مش عارف اقولك ايه انا بس مصدوم ..
- فى مين .. ؟
- ها لاء مش فى حد ..
- ساره انتى عمرك ما تخونينى ابدااا صح .. ؟
- قولتلك امتى يا ادم ممكن اعملها ..
وقف واخذ يعنفها بقوه : قولتلك متكلميش كده تانى , بقولك اسكتى بقى اسكـــــــــــــتى .. !
- انت هتضربنى يا ادم .. للدرجادى .. ؟
- انا مش عارف مالى , انا مش عارف , انا نازل تحت ..
- استنى يا ادم ..
ولكنه اسرع بالابتعاد عن سما وهرول الى الخارج وكأنه يهرب من واقعه .. محاولاً تغيير الهروب من المنزل عله يقتنع بأن كل ما يحدث حوله مجرد اكاذيب واهيه ..

وبعد اكثر من ثلاث ساعات عاد ادم خائب الرجى متألم , لا يشعر سوى بجسده المتألم المشتاق للراحه على تخته ليرتجل عليه فى سلام ..
ساره من على الاتجاه الاخير تبكى فى صمت .. لم يكن هذا الاستقبال الذى توقعته وحلمت به فى يقظتها عندما تخبر ادم بأن المولوده هى فتاه ..
لم ادم متغير هكذا .. انا اعلم بأن هناك شيئاً ما .. اجل هناك شيئاً يحدث .. اجل انا اعلم .. ادم يخوننى او انه على الاقل على وشك ..
( يااااه يا ادم لو كنت بتخونى او حتى بتفكر صدقنى هتندم جدااا , انا لازم اراقبك , ايوه لازم اعرف فيك ايه وايه مغيرك كده بقالك فتره ) .
ومضت الليله بسلام ادم على حاله جعل جسده يشعر بالسكينه والراحه اما عقله وقلبه بلى ..
اما ساره فداخلها يصمم ان هناك شيئاً عظيماً يحدث دون علمها .. وعزمت على التأكد من ظنونها ..

ثم مرت الايام هادئه , راكده ..
لاادم يرى سما .. ولا سما تحاول ذلك ..
فكلما طلبت ساره من سما معاونتها فى المنزل تعللت سما بشئٍ ما ..

ساره فى عملها ذهبت كى تمضى بعض الاوراق المتعلقه بأنقطاعها عن العمل الفتره القادمه ..
المدير رجلاً فى اوائل الاربعينات ذو لحيه هادئه رائعه ووجهاً هادئ مريح ببملامح مصريه عميقه وسمره اصيله قال مبتسماً : انا حزين على اجازتك دى استاذه ساره , بس ربنا معاكى ان شاء الله ..
ساره مبتسمه : شكرااا , بس الظروف غصب عنى ..
- ربنا معاكى يارب , ويكون ولد رائع زى والدته ..
- لاء هى بنوته الحقيقه ..
- الله انتى عارفه انا بحب البنات جدااا .
- ربنا يخليهم لحضرتك يارب
- يخليلى مين .. ؟
- بنات حضرتك .. ؟
- انا مش مخلف
- اسفه
- اسفه ليه , انا مش متجوز خالص .. وبعدين انا جربت حظى مره ومحصلش نصيب ..
- اه ربنا يسعد حضرتك ان شاء الله ..
- ويسعدك انتى كمان استاذه ساره .. وبجد يا بخت زوج حضرتك بيكى , ياريت اتعرف بيه قريباً .
- ان شاء الله وميرسى لحضرتك ..
- اتفضلى يا استاذه الاجازه , بس ياريت نشوفك ..
- ان شاء الله , بعد اذنك ..
- استاذه ساره .. ؟
ساره وهى تودع المكتب تلتفت بأستغراب : نعم ..؟
- مش كل الناس سعدا انهم يلاقو شريك حياتهم بسهوله , ولازم اللى يلاقى انسان جميل اوووى زيك يحافظ عليه ..

*************** يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق