21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه التاسعه



لتخطف قلبه معها وهو يوجه عينه على شفاهها .. لتقع عيناه اسيره لهما لا تستطيع التحرك الى الاعلى لرؤية عينيها ..
ليجد نفسه دون ان يدرك ممسكاً بها مقبلاً اياها , رغماً عن مشاعره ..
ليغيب الاثنان فى قبله طويله نسبياً عميقه ..
لتقوم سما بدفعه وهى محاوله التخلص منه : انت بتعمل ايه .. !
ادم يتحدث مسرعاً وكأنه ينفى تهمه عن نفسه :
اسف يا سما , صدقينى اسف مش عارف دا حصل ازاى ..
لتتركه دون ان تلبث بحرف مسرعه الى الاسفل , حيث ينتظرها سامى ..
وتوارت على ذهن ادم المخاوف , ان تقص ما حدث على ساره , او سامى , او والديها فهم يحبونه كثيراً , ليقع اثير مخاوفه ..

اسرع ادم الى الاعلى وقَبل ساره الذى وجدها نائمه , واختلى بنفسه وبهذه القبله العجيبه حتى الان فدقات قلبه لا تقف , لم يعشر بنشوة هذا الحب مع ساره والاحداث التى قد تحدثها فى الغد سما ..

وبعد أن انهك من التفكير ومرت اكثر من ساعه لو ارادت سما فعل شئ لفعلته لتهدأ نفسه قليلاً ..
وذهب الى الفراش واقترب من ساره ليجدها نائمه وترجل عنها الى يمين التخت مبتعداً , واغمض عينه , ونام قرير العين ..
ساره من جواره برأس متألمه تننظر إلي ادم لتقترب منه مُقبله وجنته : حبيبى جيت .
ادم مغلق العين يخيل لها بأنه نائم : امممم
- حبيبى اتعشيت .. ؟
- مش قادر عاوز انام بس .
- لاء علشان خاطرى انا جعانه , وزمان سما عامله اكل حلو , قوم نشجع بعض بليز .. !
- طيب .
"اسرعت ساره ورغم سرعتها الا خطاها ضعيفه فيبدو الحمل مسيطر على كل ما بها وجودها , خطواتها , حركتها ايضاً .. اعتدل ادم فى جلسته ونهض عن تخته ونظر الى ساره وهى تتجه الى غرفة الطعام بنظره حزينه ( اسف يا ساره والله ما عارف ايه اللى بعمله دا , ولا ليه بس اول مره اعرف ان ضعيف كده , سمحينى حبيبتى , صدقينى انا هبقى اقوى ومش هضعف تانى ابدااااا , مش قادر اتخيل ازاى انا كده ولا بعمل كده ليه , بس والله اسف صدقينى عمرى ما يهون عليا زعلك , انتى انسانه جميله يا ساره وقفتى جمبى ولولا انتى انا عمرى ما كنت وصلت لهنا , كان زمانى ضايع وبدور لسه على شغل وزمان بابا عمال يعايرنى , سمحينى يا حبيبتى سامحينى ) ونهض من مجلسه وهو ينوى ان يفتح معها صفحه جديده ويتناسى كل اخطاءه تلك , وان كان سما فبالنسبه له لن يراها من جديد , حتى يقوى ويعلم لم يضعف هكذا امامها ..
ساره من على مائدة الطعام وبجوارها ادم الذى ينظر اليها هائماً فى عالم اخر ..
- ادم .. ؟
- ها , نعم يا حبيبتى .. ؟
- حبيبتى , انا اسفه عارفه ان حملى وحش وانا مقصره معاك سامحنى بس مش بأيدى والله ..
- حبيبتى انا اللى اسف , بلاش تقولى كده تانى وتحسسينى اد ايه انا وحش ..
- انت ازاى تقول كده , انت عمرك ما تبقى وحش , انت اجمل واعظم زوج , انت اثبتلى ان فى راجل وفى صادق لما بيحب بيحب بجد مش علشان شكليات ولا ظروف ولا بيتخلى عن حبيبه مهما كانت الظروف , انت اعظم انسان فى عينى يا أدم بجد ..
- حبيبتى يا ساره , وانا اوعدك ان علشانك انتى بس هكون ليكى , وعمرى ابداااا ما هخونك , ولا هضيع ثقتك فيا تانى ابداااا .. سامحينى ..
- على ايه ..؟
- على اى مره زعلتك , على اى حاجه عملتها , وانا مقصدش , سامحينى ..
- حبيبى انا مسمحاك وعمرى ما اقدر ازعل منك ابداااا , ابداااا ..
وانتهى اليوم وأدم يملؤه الندم .. واكثر حديث ساره حذ بنفسه كثيراً وادرك كم هو مخطأ بحقها ..

فى منزل سما ترتدى ثياب النوم ..
سامى وهو يقبل يدها : انا بحبك اوى يا سما , انا كنت واثق ان انتى الزوجه اللى بجد هتحفظنى وتحفظ اسمى ..
ساره بألم : حبيبى وانا كمان
- ربنا يخليكى ليا ..
- ويخليك يارب , يلا نام وراك شغل بدرى , وانا مش هحضر بكره هروح لساره من بدرى ..
- ليه .. ؟
- انت عارف الحمل وكده , تعبانه وهساعدها دايما ..
- اه طيب ماشى حبيبتى ..
- تصبح على خير .. !
- وانتى من اهله ( وادار وجهه واغلق عنينه ) .
سما تنظر إلى اعلى كل ما يجول فى خاطرها قبلة ادم ونظراته لها ورائحته التى تغلغلت بها .. تقترب بيدها من شفاهها وهى تتنهد ببطئ ( حرام عليك هو انا ناقصه , انا كنت خلاص رضيت بحياتى كده ) .

فى اليوم التالى استيقظ ادم وهو ينظر الى ساره مازالت نائمه , يبدو ان حملها يأتى إليها بشدة النوم , محاولا ايقاظها ..
أدم : ساره .. ؟
ساره بعيناً ثقيله تتحدث بضعف : نعم .. !
ادم : مش هتروحى الشغل .. ؟
ساره بصوتٍ متهالك متعب :
لاء مش قادره , وزمان سما جايه تعمل البيت .. !
ادم بصوت متلعثم ومشاعر متضاربه : ماشى هقوم انا , يلا سلام ..
ساره على نفس حالتها : سلام ..

ومضى النهار وادم ينهى عمله متكاسلا حتى لا يعود الى المنزل بعد ان علم أن سما ستأتى يومياً لتباشر اعمال المنزل بدلا عن ساره واثناء ينظر الى ساعة يده كى يتأخر حتى وان اغلق عليه العمل , ولكنه لا يريد ان يراها ..
فلا يريد ان يضعف مره اخرى ..
اتى وقت وان اتى العامل : استاذ ادم حضرتك , لسه قاعد , اتأخرت وكل الموظفين مشيوا معدش غيرك .. !
ادم : طيب حاضر ..
ذهب الى احد المقاهى مسرعاً ومازال يحدث نفسه .. يجب االا اراها مطلقاً , يجب ان نبتعد عن الاثنان تماماً عن بعضنا البعض ..
ولكن ما وقع على خاطره جعل قدماه تتراخى ..
هل بعد ما حدث بينهم البارحه , سوف تأتى .. ؟
ليترك المقهى ويذهب مهرولاً الى المنزل قاصداً رؤيتها , لقد تناسى تماماً ما عزم عليه .. تناسى حديث ساره , وكم تحترمه .. تناسى انه وعد نفسه بأن يحترمها ..
ولكن ان رأها حقاً ..
وأن حدث بأى وجه سيقابلها , كيف سينظر إليها ..
بعد ما فعله البارحه ..
ولكن رغماً عنه شعر برغبه برؤيتها , فقدماه تنساق وقلبه لا يقوى على التحكم به .. ليصعد مسرعاً على الادراج غير مبالياً بشئ سوى رؤيتها , قلبه يكاد يقفز من بين اضلعه , ليعرج داخل شقته ليجد , البيت هادئ ..
يخطف نظره الى ساره نائمه كعادتها , هرول الى غرفة الطعام وجد طعامه مرتب على الطاوله , رائحتها معبئه تمنع عنه الاستنشاق ..
ليعود ادراجه خائب الرجى , متقدماً الى ساره يسألها بخوف وريبه :
ساره .. ؟
ساره : نعم حبيبى .. وبدأت ان تحاول النهوض متكاسله ..
ادم بأرتياح الى حبيبى وبلهفه يسأل عن سما :
هى سما مجتش النهارده .. ؟
ساره : لاء لسه ماشيه بس كانت مستعجله اوى ..
ادم : اه , اتكلمتو فى حاجه .. ؟
ساره : حاجه زى ايه .. ؟
أدم : يعنى الولد والحمل وتعبك دا وكده .. ؟
ساره : ايوه قالتلى كده حرام , وهتيجى بكره تودينى للدكتور ..
ادم : اه
وقرر ان يلتزم الصمت حتى لا يحدث الريبه حوله , فا ساره امرأه ذكيه جدااا , لا يريد لفت نظرها اليه ..

لتمر الايام مسايره بعضها ..
سما لا تحاول مجرد الالتقاء بأدم منذ يوم القبله ..
ادم يشعر بتهرب سما منه , وعزم على ان لا يضايقها , وان يبتعد عنها , فبكل الاحوال هذا فعل خاطئ , ويكفى ان مرت لحظة ضعفه تلك هكذا , دون ان يعاقب عليها ..
فليعمل على ان ينساها , وأيضاً سما ..

لم يفهم أدم بعد ان القدر اقوى منه , وان لم يكن هو اقوى من شيطانه , سوف يجعله يتعثر بسما كثيراً , حتى يوقعه بحبائله , فإما ان يحقق نجاحاً وينتصر , اما ان يثبت عجزاً مدمراً , فمن منا لم يحرق الحب قلبه , من لم يذق طعم الهوى حتى اسوأ حالاته , من لم يكسره نسيمه ويغرقه احياناً داخل دوامته ..

ذات يوم يعود ادم منهك , فى وقت متأخر من الليل , وهو على درايه بأن ساره وحدها ..
اتجه مباشرة الى الفراش ليجد ساره على حالها , نائمه وكأن ليس من امرأه غيرها ستنجب , لتعلو وجهه نظره منفره ..
ليتركها ويذهب الى غرفة المعيشه ليثقل بجسده المتهالك على الاريكه ..ويغفو رغماً عنه ..
ولم يخطر على باله ولو لحظه وجود سما , فرغم ضيق المسكن ولكنه من شدة تعبه لم يلحظ ولا ان ينصت لاشياء تتحرك داخل غرفة الطعام ..
لتأتى سما بعد دقائق لتفاجئ به ..
نائم كالملاك, رفعت بصرها لتجد المكان خال ..
اقتربت منه بهدوء .. لتجده غائط فى نوماً عميق , لم تشعر سوى وهى تقترب منه ..
ظلت تحدق به وهى لا تعلم ما يحدث لها , كيف له ان يجذبها هكذا .. كيف لها ان تنجذب له .. فهذا ادم زوج شقيقتها .. الن يكفى ما فعلته بحياتها .. هل مازال ملفها يحتاج لافعال مشينه جديده .. هل تحتمل بعد .. الم يكفى الى الان ..
دارت بوجهها مبتعده عن ادم ( وسامى .. سامى سامى .. سامى سبب كل اللى انا فيه , سامى وعدنى بحياه يعوضنى , سامى غشنى مقليش انه عاوز ممرضه مش زوجه , سامى وقبليه شريف مع شريف دوقت الحب ومع سامى عشت حرمان ومع ادم عشت الرغبه .. يا خوفى رغبتى تكون النار اللى تحرقنى , ايوه انا لازم امشى قبل ما اضعف اكتر ) .
اسرعت الى الباب الخارجى واذا بيد تمسك بها من ذراعها ..
سما .. !
.............................. يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق