21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه العاشره


اسرعت الى الباب الخارجى واذا بيد تمسك بها من ذراعها ..
سما .. !
لتلتفت بخوف : ايوه .. !
- رايحه فين , مش تقوليلى انك ماشيه .. ؟
- اسفه يا ساره , بس سامى واقف مستنينى تحت معلش ..
- اه , ماشى حبيبتى .. ربنا يخليكى يارب ..
سما بأبتسامه باهته تسرع الى الخارج .. لترخى من خطواتها ..
- ساره .. ؟
- نعم حبيبتى .. !
- ادم نايم على كنبة الانتريه , دخليه الاوضه شكله راجع تعبان ..
- ايه دا بجد .. يا حبيبى اكيد تعبان صح , هو بيرهق نفسه جدااا فى الشغل ..
هرولت ساره الى الداخل لترى ادم .. فى ظل سما ما زالت تستمع لقبلات ساره المتلهفه على ادم وكأنه ابنها الصغير وليس زوجها ..
اسرعت سما الى الخارج ... ما هذا الذى تشعر به .. هل ما تشعر به الان انها تغار .. هل ما يحدث معها هذا حقاً .. كيف لها ان تغار على زوج شقيقتها من شقيقتها ..
لتتوقف على ذات الدرج الذى قبلها ادم عليه لتستعيد قبلته لتغمض عينها هائمه ..
( لا لا لازم افوق اللى انا فيه دا دمار .. دا مجرد احساس وقتى بسبب سامى .. واللى عمله شريف .. ايوه انا اكيد مجرووحه انما انا عمرى ما اخون ساره , انا عمرى ما اذيها , ايووووه شعورى تجاه ادم مش غير شعووور احتياج وانا هعدمه , انا ايووووه غلط كتييير بس عمرى ما اكمل الخيانه كده ابدااا .. عمرى ما اخونك كده يا ساره , عمرى ما اخون سامى .. ايوه سامى مهما عمل بس هو انسان وثق فيا ووثق ان هشيل اسمه وهحترمه فى غيابه ووجوده , ايوووووه انا هبقى اد التحدى وهفوووز علشان انا قررت ابقى انسانه كويسه ومش ههز ثقة ابدااا حد فيا ابدااا ) .
وهمت سريعاً بالنزووول لتجد سامى منتظر أياها داخل سيارته امام المبنى ابتسمت ووعلمت بأن وجوده هنا بهذه السرعه وهذه اللحظه ما هو سوى تأكيداً بأن ما عزمت عليه هو الصواب ..
سامى بسعاده : حبيبتى وحشتينى ..
- بجد يا سامى وانت كمان .
- الله حلو اوى اللهفه اللى شايفها فى عينك دى اول مره اشوفها .
- ومش هتبقى اخر مره ابدااا يا حبيبى .
- ربنا يخليكى ليا ياااارب , كل يوم بشكر ربنا انه رزقنى بيكى ونعم الزوجه ..
- هكون ونعم يا سامى , صدقنى عمرى ما هخذلك بس عاوزه منك طلب ..
- ايه يا حبيبتى ..
- نفسى يا سامى بس نتبنى طفل , نفسى فى حد بس يسلينى ..
اشتدت قدمه على البنزين حتى اسرعت السياره كثيرااا وتصبب جبينه عرقاً ..
- سامى ايه براحه , هنعمل حادثه كده ..
- مينفعش يا سما .
- ليه بس يا سامى مينفعش ليه .. !
- احنا بقالنا كام شهر بس متجوزين , لما حد يعرف اننا لسه مش بقالنا غير كام شهر متجوزين وبنفكر نتبنى طفل هيبقى شكلنا ايه بس .. ؟
- واحنا مالنا بالناس , بس ..
- لو العيب فيكى كنت حسيتى إلمى يا سما ..
- انا اسفه يا سامى , خلاص انسى كلامى ..
- اقولك انا عندى فكره ..
- ايه .. ؟
- ايه رأيك نستنى كام شهر ونقول انك حامل وكده كده محدش بيشوفنا كتير وشويه واخد اجازه ونسافر ونقول انك هتخلفى .. ؟
- وبعدين .. !
- نتبنى طفل بقى لسه حديث الولاده ونقول ابننا ..
- حل جميل فعلااا وانا موافقه عليه ..
اخذ يدها وقربها من شفاهه وهى ينظر للطريق ..
- حبيبتى يا سما ربنا يخليكى ليا .. مستعده تعملى اى حاجه بس علشان تسعدينى ..
- ياااارب اقدر بس اسعدك يا سامى , واكون الزوجه اللى بجد تحفظ بيتك واسمك ..
- انتى كده يا سما انا واثق ..
- حبيبى ..
- روحى انتى بجد .

*****************************

اثناء نوم ادم .. وبجواره ساره
ادم : ساره .. ؟
- ايوه حبيبى .. ؟
- هى سما جيت النهارده .. !
- اه يا حبيبى مشيت وانت كنت نايم .. انا قولت انك شوفتها ..؟
- شوفتها امتى .. للاسف لاء انا محستش بنفسى غير ولا غير لما صحتينى انتى بس ..
- اه يبقى اتكسفت منك علشان كانت مستعجله ومشيت على طول ..
- اه ممكن ..!
- مالك يا ادم , حاسه انك بعيد عنى اوى ..؟
- انا بعيد ليه .. حملك بس يا ساره انتى دايما يا نايمه يا تعبانه ..
- عارفه يا حبيبى انا اسفه اوى ..
- لاء يا حبيبتى مش بقولك علشان تتأسفى , انا بحلم باليوم اللى هشووف فى ابنى ولا بنتى .. بس انتى اللى بتقولى ان بعيد ..
- انا ندمانه ان حملت علشان بعدت عنك .. انا مقدرش ابدااا ابعد عنك ابدااا ..
- بعد الشر دا البيبى دا اجمل حاجه حصلت , وان شاء الله يخلينى اعقل واكبر وانضج كده ..
- حبيبى يارب تبقىاكبر وانجح انسان فى الدنيا يااارب
- ساره .. ؟
- نعم يا حبيبى
- ساره والله انا بحبك , والله انا مش وحش , عارف ليا غلطات بس والله انا مش وحش ..
ساره قلقه : مالك يا ادم ليه بتقول كده ..؟
ادم حزيناً : مش عارف مالى يا ساره , بس حاسس ان تايه , حاسس ان مش انا , سهل اوى اتغير .. مش عارف ,
- ادم انت قلقتنى اوى عليك .. ؟
- لاء يا حبيبتى متقلقيش , انا عارف ان مش مثالى بس عمرى ما هزعلك ابدااا .
- ادم اوعى تخونى يا ادم , صدقنى يوم ما هتخونى هموت فيها , اوعى يا ادم تكسرنى فيك ..
- مقلقيش يا ساره ..
- لاء يا ادم بجد دا مش قلق .. دا تحذير انا من غيرك هموووت , انت حلم حلمته واستحملت كتير عشانه ومستعده استحمل اكتر كمان بس الا خيانه والغدر يا ادم , ادم اتوسل اليك لو مش عاوزن قولى هقدر بس الا الخيانه .. وصدقنى قبل ما انتهى هخونك .. هعرف يا ادم انك بتخونى وهخونك ..
- ايه اللى بتقوليه دا اوعى تقولى كلمه هخونك دى تانى , انتى اتجننتى ولا ايه ..
- انا اسفه يا ادم , بس انت مش متخيل انت بتمثلى ايه .. انا مجنونه بس بيك ,وواثقه اوى فيك ..
- خلاص يا ساره نامى بقى ..
- انا اسفه
- نامى يا ساره نامى , بلاش كلام اكتر علشان متزعليش منى ..
- يا ادم
- انتهينا .. !
- اسفه
نظر الى فضاء امامه وهاجسه يخيل له خيانتها .. هل ساره من الممكن ان تخون .. ! , لا لا هذه عائله محافظه ليس من الممكن ان تفعل ذلك , هى مجرد تحاول مضايقتى .. واكبر براهاناً على حسن سلوكهم سما .. هذه الفتاه الرائعه .. لم تحاول رؤيتى , وايضاً لم تثرثر حول ما فعلته معها .. فهى فتاه ناضجه تحترم رغم حداثة سنها .. ! .. اجل اجل ساره ترهبنى فقط .. ولكن اطمئنى حبيبتى لن افعل مطلقااا ما يمكن ان يضايقك مطلقاً .. انتى لا تستحقين منى ذلك .. وايضاً سما .. ( سما سما .. ليه كل ما افكر فيكى سما دايماً تغلب تفكيرى ليه دايما مشغوول بيها كده , امتى وليه وازاى استولت عليا كده , والله ما اقدر افهم ايه اللى بعمله , انا مش عارف ازاى بفكر , معقول انا اتعلق بيها كده ليه هتجنن بس واشوفها .. ليه لما بيجى سيرتها بتعب وبلاقى قلبى بيألمنى وبيتألم .. ليه يا سما ايه خلانى التفت ليكى ما انتى كنت اقدامى .. ازاى شايفك بنظرتى ليكى دى .. وازاى مش قادر اجرح ساره وبحبها وبفكر فيكى .. ازاى وازاى وازاى .. ومش لاقى اى اجابه اعمل ايه بس علشان اعرف اخرة اللى انا فيه ايه .. ) .

*********************************

بعد مرور يومان اتت سما إلى منزل ساره كى تساعدها كعادتها ..
ساره متأنقه تستقبلها بأبتسامه ووجه شاحب : سما حبيبتى ازيك ..
- انتى لابسه ليه , خارجه .. ؟
- اه رايحه للدكتور ماما مستنيانى تحت , معلش بقى يا سما انتى هتبقى لوحدك .. ولما تخلصى اكل ادم والبيت اقفلى وامشى لان هتأخر ..
- لاء لاء هاجى معاكو احسن ..
- لا يا سما معلش .. علشان ادم هيرجع مش هيلاقى اكل ..
- حاضر
- ليه اتضايقتى .. ؟
- مش حابه بس ابقى لوحدى .. !
- معلش يا سما , انتى اختى وبكره ان شاء الله اساعدك لما تحملى يااارب
- ماشى يا ساره , خلاص انزلى انتى وانا هخلص بسرعه وامشى ..
- براحتك يا حبيبتى هو ادم اقدامه ساعه ويرجع ..
- ماشى يا ساره ان شاء الله قبل الساعه هكون ماشيه ..
- ليه يا عبيطه دا اخوكى استنيه وجهزيله الاكل بقى ..
- لاء لاء انا هخلص الاكل وهنزل يا ساره معلش .. والشقه ابقى اكملها بكره هحاول اظبط بسرعه كده حواليا ..
- ماشى حبيبتى اللى يريحك .. باى
- باى ..
بعد نصف ساعه اتى ادم الى المنزل متعباً .. يعلم ان ساره ليست بالمنزل اذااا النزل خال .. اقترب من اريكته المفضله واتكأ عليها واغلق عيناه ..
بعد قرابه ال 15 دقيقه من وصول ادم .. نظرت خارج المطبخ بهدوء فهى تشعر بوجود ادم وتمنت الا يدنو من غرفة الطعام مطلقاً .. بعد ان شعرت بالسكينه داخل المنزل اسرعت بخطئ هادئه نحو الخارج .. لتتذكر حقيبة يدها لتتأفف وتعود بخطواتها الى حيث ادم ..
انتشلت حقيبتها فى سلام .. ونظرت اليه ..
لتهرول الى الخارج مسرعه .. ولكن ..
قدماها عجزوا عن الرحيل خارجاً وقفت للحظات لا تعرف بما تفكر ولكن رؤيته تجبرها على اطالة النظر به قليلاً ,, فالنظر اليه ليس جرماً هى فقط ستعود اليه محاوله اقناع قلبها انه شخصاً لا يعينها .. ففى النهايه هو ملكاً لشقيقتها .. يجب ان تكف عن التفكير به والرهبه كلما رأته او شعرت بوجوده ..
يجب ان تقدم على تلك الخطوه وتنهى تلك المهزله تماماً , وتتعامل معه زوج شقيقه فقط .. فكل ما يحدث معها من خوف واختلاط مشاعر كلما رأته امراً غير صائب مطلقاً ..
اقتربت منه .. اخذت تنظر إليه ..
ودون ان تعى اخذت تتأمل به هائمه .. قلبها ضرباته تشتد .. عروقها تنبض .. عيناها لا تقوى ان تسقط عن رؤيته ..
لتسرح اطراف اصابعها داخل خصلات شعره الناعمه ..
وبعد وقتاً ليس بقصير شعرت بما فعلت سحبت يدها على غفله , وقامت لتسرع بالهروب قبل ان يراها ..
لتجد يداً تقبض بها توقفها وتضمها اليها ..
لتجده ادم يقبلها ويحتضنها حتى كاد ان يعتصر عظامها , شوقاً ولهفه ..
لتفوق من نشوتها وتتحدث بأقتضاب : ايه دا .. ؟
لم يكن هذا السؤال الذى انتظره ادم منها , فقد ظن بعد ان رأها بعيناً شبه مغلقه انها هى ايضاً لا تتحمل البعد عنه , وانها هى الاخرى لا تعرف ما يحدث معها , حاول ان يقرأ فى عينيها دخيلة نفسه ويعرف مقدار صدق قولها , والى اى مدى هى غاضبه ..
ولكنه وجد عينيها تستعطفه ان يأخذها مره اخرى داخل احضانه وييرويها من بحر حنانه ..
طأطئ برأسه وأضطجع بظهره مره اخرى على ظهر المقعد خجلاً , وارتبك وتلعثم ثم قال :
انا اسف يا سما , بجد مش عارف وقت ما بشوفك ايه اللى بيحصلى , انا بحب ساره والله بحبها , ومش هقدر فى يوم ازعلها , بس انا ضعيف جدااا , مش ببقى عارف انا بعمل ايه ولا ليه , انا كل اللى ببقى عاوزه ان اخدك بين دراعاتى وبس .. اسف
سما بدهشه تنهدت طويلا , وذهبت لتجلس بجواره مما اثار الدهشه فى نفس ادم .. وتحدثت فى صوت هادئ ولهجه مرتبه :
انا حاسه بيك يا ادم , مش عاوزاك تعتذر ولا تتأسف , انا رجعت وانا عارفه ان انا وانت اضعف من بعض ..
انا محتاجه اتكلم مع حد بس مش هينفع هنا .. محتاجه احكيلك كتير .. بس هنا .. !
ينظر ادم بدهشه وتعلو وجهه نظره مبهمه : تتكلمى معايا انا .. ؟
سما بدأت الدموع تتجمع داخل عينيها : ايوه انت
اعتدل ادم فى موضعه وأحتضن يديها :
سامعك , وهنا اأمن مكان .. اتكلمى ..
بدأت سما تقص من يوم ان ألتقت بشريف وما فعله معها , حتى تقدم سامى , وشعرت به خلاصها من القاع التى كانت به , وقررت ان تكرس حياتها من اجله هو فقط , ولكن لم يكن هذا فتى احلامها , الم يشك اياً منهم رغم انها مر عليها وقتاً طويل لم لم يبقى داخل احشائها طفل ..
ادم بدهشه يحاول ان يستوعب ما يجده من حقائق صادمه بحق سما , هذه الفتاة التى لم يلحظ وجودها سوى يوم خطبتها .. !
كيف لها ان تكون عاهره هكذا , كيف لفتاه ظنها رائعه فى كل شئ , ان تكون بهذه الدنائه , واذا بصوته ينبعث متحشرجاً فى صدره , وقال بخيبه :
- ماله .. !

***********يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق