21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه الـثانية عشر



ساره وهى تودع غرفة المكتب تلتفت بأستغراب : نعم ..؟
- مش كل الناس سعدا انهم يلاقو شريك حياتهم بسهوله , ولازم اللى يلاقى انسان جميل اوووى زيك يحافظ عليه ..
- شكرااا ليك ..
- بقول الحق , ودا مش من فراغ بقالنا كتير سوا ممكن مش بنتعامل مع بعض كتير , بس دىشهادة الجميع وحقيقه انتى شخصيه تستحقى كل التقدير ولاحترام ..
- شكرااا لحضرتك جدااا .. دى شهاده اعتز بيها .. بعد اذنك ..
- اتفضلى , وان شاء الله هستنى يوم تعزمينى تعرفينى على زوج حضرتك ..

********************************

تجلس سما على اريكتها تشاهد التلفاز ولكنها حقاً لا تنتبه له ولا تعلم عما يتحدث , تظل وحيدة شريده , يبدو على وجهها البوؤس والحزن دوماً وايضاً يبدو عليها الاضطراب والارتباك ..
ليدخل سامى يرى فى عينيها حزن باهت .. عيناها مظلمه حزينه ..
ليضع حقيبة يده فى حزن فكل اعتقاده ان كل احزانها تلك سببها هو ..
اقترب منها بخجل وحزن يعتلى وجهه وعينان تلمع : سما .. ؟
انتبهت اليه لم تلحظ وجوده ولم تشعر به وهو يتسلل المنزل ابتسمت : حبيبى , محستش بيك .. !
- شكلك كنتى سرحانه .
- اه شويه .
- طيب ما تيجى نخرج .. ؟
- لاء لاء مش عاوزه .
- طيب روحى لاختك , ليه مبقتيش تروحى ليها .. ؟
- عادى .. !
- طيب يا سما , انا السبب فى حزنك دا صح .. ؟
- لالالا ليه بتقول كده بس .. !

***************************

فى منزل ساره تجلس هى وادم على مائدة الطعام بعد يوماً مهلك الى ساره التى لم تعد تقوى على مشقة المنزل ..
ساره محاوله التماسك تقول لادم : عملت ايه فى الشغل , وزمايلى عاملين ايه .. ؟
بأقتضاب وبالٍ مشغول : بيسألو عليكى وبقولهم كويسه..
- اه , طيب , طيب انت ايه جديدك .. ؟
- مفيش جديد ..
- ادم .. انت كويس .. !
- اه ومش هكون كويس ليه .. ها قوليلى انتى عملتى ايه , اتوافق على الاجازه .. ؟
- اه المدير بتاعى ذوق اوى , وعلى فكره عاوز يتعرف عليك .
- يتعرف عليا .. ! , ليه يتعرف عليا ليه .. ؟
- عادى خلاص بلاش ..
- لاء لازم افهم ايه الاهتمام دا انه يتعرف عليا غريبه يعنى .
- مش غريبه ولا حاجه يا ادم مدير وبيقدرنى ونفسه يتعرف على زوجى ..
- اه اد ايه بقى المدير دا , وكويس انه بيقدرك يعنى ..
- فى الاربعينات يا ادم ( ولمعت عينيها مما شعرت من غيره تولد لدى ادم فأكملت ) وشخص تحس انه فوق الوصف جدااا ..
( ترك طعامه بعصبيه ونهض وهو يحاول كبت غضبه )
ساره: ها قولت ايه يا ادم , اكلمه يجى يتغدى معانا يوم .. ؟
- اه وليه لاء , انا حابب اتعرف عليه ..
- خلاص هكلمه بكره يجى يتعرف علينا ان شاء الله ..
- طيب هنزل شويه ..
- ماشى ..
فى منزل سما تجلس هى وسامى محاوله طرد فكرة بأن ما يجعلها شاحبه هو .. بل بالعكس فهيا لا تشعر بالامان والسعاده سوى جواره ..
سما : صدقنى يا سامى , انا فعلا ماليش غيرك ..
- طيب قومى نخرج .
- مليش مزاج يا سامى والله .. خلينا فى البيت احسن ..
- علشان خاطرى يا سما , تعالى متعشى بره او نعمل اى حاجه انا مش قادر اشوفك متضايقه كده .
- حاضر يا حبيبى لو خروجنا هيأكدلك ان كويسه نخرج ..
- ماشى حبيبتى يلا اجهزى ..
- طيب احضرلك الاكل الاول .. !
- لاء يا سما هناكل سوى بره .
- ماشى ..

****************

على الكورنيش يقف ادم ببنيته العريضه ..
شريد وحيد .. يعتلى وجهه نظرة الخوف .. يبدو كمن تحول ..
وفى دخيله نفسه يحاول ان يبرر ما يشعر به .. كيف له ان يعيش هكذا حياه ..
- معقول اللى عرفته عن سما يخلينى افقد الثقه فى كل اللى حواليا كده .. ؟
مين هى سما عرفتها امتى , شوفت منها ايه .. ساره عمرها ما تخونى , ساره انسانه كويسه , انا متأكد من اخلاصها وحبها ليا , لو هى زى سما كانت كلمتنى على طول , كانت قبلت بيا من غير بيت .. !
انا هتجنن ليــــه يا سما , ايه خلانى انجذبلك , ايه خلانى اعرفك , ايه خلانى افكر فيكى , ليه اللى حكتيهولى يوصلنى للمرحله اللى انا فيها دى .. !
انا لازم انسى , انا ساره غير سما , ايوه اخوات بس ساره متخونيش , بس مديرها دا ايوه مديرها وكلامها عنه , لالالا انا الغيره والخوف وعدم الثقه عمونى , ساره متعملش حاجه وحشه ايوووه ساره عمرها ما تعمل حاجه وحشه انا متأكد ..

***********************

اصبح الاحتياج لدى سما يتغلب عليها يوماً عن يوم .. كيف لها ان تحيا هكذا .. كيف لها ان تعيش دون ان يكون لها ابناً .. هل ان تعيش زوجه محرومه هكذا هذا عقاب الله لها بسبب اخطائها مع شريف .. ولكن سامى ..
هذا الملاك الذى لم ترى منه ما يسيئ إليها مطلقاً , هذا المخلوق الرائع الا يشفع لها ان تظل معه طوال حياتها .. وان تتغاضى ان اى متع من متع الحياه ..
ما هى الحياه سوى موده وعطف وحب وأحترام ..
وكل ذلك لدى سامى وأكثر .. اجل مجرد ان تأتى بطفل سوف يغنيها عن كل مشقه تجدها ..
لتجد سامى مقبلاً عليها مبشراا..
سما تأخذ منه اوراق : ايه دا يا سامى .. ؟
سامى مبتسماً كعادته مرحاً : دول اوراق الجواز علشان السفر ..
بسعاده غامره : بجد يا سامى , بجد هنسافر اخيرااا .
- ايوووه حبيبتى بس مش دلوقتى حالياً هنقول انك حامل فى الشهر ال 3 مثلا وبعدين وانتى المفروض 7 شهور نسافر وابقى اتصرفى اى حاجه كده تكبرى بيها بطنك , واتفقت كمان مع دار للايتام اننا هنكفل طفل منهم .. قرب ما نيجى ننزل من السفر .. هنيجى نقعد فى مصر اسبوع مثلا ونقول انك ولدتى ونجيبه ونيجى ..
- الله يا سامى احلى خبر انا سمعته فى حياتى ربنا يخليك ليا .. بس افرض
- ايه .. ؟
- افرض وقتها مكنش فيه اطفال حديثى الولاده .. !
- سألت حبيبتى نفس سؤالك ..
- اه .. ؟
- مديرة الدار .. قالتلى .. القلوب انعدمت وكل يوم طفل اقدام الدار ,, الايمان القليل والحرمان اللى بقينا فيه من مال ومطلبات الحياه البسيطه اللى مش قادرين يقوموا بيها , بقت بتخلى الناس يموتوا ولادهم مش بس بيرموهم ..
- لا حول ولا قوة الا بالله ..
- انا شوفت اطفال كان نفسى اجيبهم كلهم يا سما , ألمونى اوى ..
- يا حبايبى ..
- ربنا يرحمهم برحمته الواسعه .
- يارب



**********************

فى منزل ادم وساره يدخل ادم ومعه بعضاً من المأكولات الجاهزه ..
ساره مرتديه ملابس انيقه ويبدو عليها كبر الحجم وكأنها تحمل بين احشائها 4 ابناء وليس ابنه واحده تأتى مبتسمه ..
ساره : معلش يا ادم تعبت ..
- هو لسه مجاش .. !
- لاء على وصول ..
- صحيح نسيت اقولك .. !
- ايه .. ؟
- مش سما كلمتنى وقالتلى انها ..
( مقاطعاً اياها بلهث وصوت مضرب )
ايه .. ؟
- قالتلى انها حامل فى الثالث ومكنتش عارفه يعنى من يوم زواجها .. !
- نعم .. ؟
- نعم ايه .. !
- ازاى حامل مش فاهم هو مش سامى .....

************ يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق