21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه السابعه

لتقع عينها على احد المدعوات فتاه تقرب ادم فى السن .. نظراتها تملكها الاستهزاء , لتختبأ برأسها داخل بنيته العريضه ..
أدم : مالك يا ساره .. !
ساره : مفيش حاجه يا حبيبى ..
على مقربه منهم .. تجلس سما شاردة الذهن .. تنظر إلى ساره وادم , ولكن فى الحقيقه هى لا تراهم ..ترى نفسها فقط ومعها شريف ..
تتخيل وهى معه فى منزله .. كيف يلامس يديها .. كيف عاشت معه كل هذه المشاعر المقبله عليها الان شقيقتها .. كيف ستحيا من جديد ..
سما(ازاى هقدر اكمل حياتى , اختى الكبيره لسه بتبتدى وعلشان هى كويسه , ربنا كافئها بأنسان كويس وكمان صغير , وواضح انه بيحبها جدااا , ازاى ممكن اعيش يارب انا ندمانه اووووى , بس ممكن تسامحنى , عارفه ان خطأى كبير وعظيم جداااا , بس انا مش عارفه اعمل ايه ’ اوعدك يارب مش هعمل اى شئ يغضبك تانى , يارب سامحنى واغفرلى ) .

بعد أنتهاء العرس وكل منهم يسمع مالا يطيب خاطره , او يرى نظره فى اعينهم تتأكله .. يذهبون إلى منزل الزوجيه ..
شقه ذات الطابق الرابع مكونه من حجرتين وصاله .. مستأجرها يقف على مدخلها , مرحباً بهم ..
بعد أن ودعوا الجميع واصبحوا داخل الغرفه الخاصه بالزوج والزوجه ..
نظرت ساره فى خجل , وأذا بأدم يقترب منها فى نهم مقبلاً اياها .. لتبدأ أولى ليلاهم سوياً .. لينتهى اليوم الاول كزوجين سعيدين ..
فى اليوم الثانى نهض أدم من نومه باكراً قبل استيقاظ ساره ..
أعد اجمل مائدة طعام للفطور , وذهب بسعاده إلى غرفه النوم حيث تغفو ساره ..
أقترب منها ليغفو بجوارها , وأخذ ينظر إليها بكل شغف ..
لتتفتح عيناها وكأنها وروداً تعلن عن نضارتها وممتلأه بالحب ورحيق يعطر له يومه ..
نظرت إليه مبتسمه : حبيبى
أدم مقبلاً يدها : حبيبتى صباح الفل , يلا عملت اجمل فطار ليكى ..
ساره تتثاوب , لتنظر إليه نظره ساحره : انت ازاى جميل كده .. !
نظر إليها مطولا وتحدث فى شوق : علشان متجوز أجمل انسانه فى الدنيا ..
- حبيبى انا مش قادره اصدق ان اللى انا فى دا حقيقه ..
- ههههه بعد ما اتجوزنا كمان ولسه مش مصدقه .. ؟
- والله يا ادم بجد , مش مصدقه كل اللى انا فيه , ازاى كل احلامى تتحقق كده .. !
- حبيبتى علشان انتى جميله وقنوعه اوووووى , مش مصدقه .. بس لو واحده غيرك مكنش كل حاجه تبقى سهله , انتى مكنش ليكى اى طلبات يا ساره اتنازلتى عن حاجات كتير اوووى علشان خاطرى , انتى جميله كبيره اوى فى نظرى ..
ساره تعود بذاكرتها لليلة البارحه , لتتذكر التمتمات حولهم من الاقارب ونظراتهم التى كانت تتأكلهم ..
لتطردهم من خيالها ..
مُحاوله فقط ان تسعد , وان تجعله لا يرى امرأه مهما حيا أجمل منها ..

تمر الايام متواليه , هم يعيشون بسعاده بعيدااا عن الجميع , إلى ان اتى يوم العوده للعمل ..
ارتدوا ثيابهم , استعدوا للرحيل ..
ساره وهى تنحاز جنباً إلى جنب أدم , نظرات الجميع تؤلمها , فالجميع يعتقدها شقيقته الكبرى ..
أدم يحتضن يديها بين يديه كطفلته وهم داخل حافلة الباص ..
تنظر إليه تتحامى به ..
ينظر إليها يجد بها امرأه أحتلت عيناه قبل قلبه لا يستطيع رؤيه , من هم اجمل منها ..

ساره من على مكتبها تتحدث إلى زميلتها فى العمل : دينا لو سمحتى ممكن تمضيلى الورق دا .. !
- بس كده عينيا .. ( اثناء امضاء دينا للاوراق تحدثت بصوت خافت ) .. ها الجواز حلو .. ؟
- اه الحمد لله .
- طبعاً ازاى يبقى وحش وانتى واخده شاب زى القمر , وكمان الكل بيشكر فى اخلاقه , وايه صغير كمان , صبرتى ونولتى يا ساره والله ..
بضيق تحدثت بنفس نبرة صوتها المنخفضه : الحمد لله .
دينا بخبث : صحيح , معندوش اخ يا ساره .. ؟
ساره بنفاذ صبر : ليه يا دينا .. !
- عندى بنت اخويا يا ساره عندها 32 سنه ومتجوزتش , وتلاقى اخوه زيه بيبحبوا الكبار , يمكن يقبل بيها .. قوليله ينوبك ثواب .. !
- خلصتى الورق يا دينا .. ؟
- اه خديه , بس متنسيش بقى .. انتى اديتنا الامل .. هيهيهيه
ساره تتجاهلها وتمضى فى طريقها بضيق ..

***********************

داخل الجامعه تقف سما وحيده شاحبه , فكل من ينظر إليها , تظنه على علم بماضيها ..
تتوارى على الانظار متجهه الى المدرج الخاص بها , تقدمت الى مقعدها وجلست وهى تنظر حولها فى ريبه ..
وبعد انتهاء المحاضره اجهزت للخروج , اثناء سيرها فى ممشى الجامعه اوقفها احدهم ..
فتنظر إليه خائفه .. دكتور سامى المدرس الخاص بمادة المحاسبه لديها هذا الصف ..
سامى : أنسه سما , ممكن كلمتين .. !
سما بخوف ووجه شاحب اصفر لونه : نعم .. ؟
سامى : معلش ممكن نتكلم مع بعض كلمتين بس على انفراد .. ؟
شحظت عيناها وحملقت , انسدل على جبينها ماءً يهرع خوفاً , حتى اصبحت لينه هشه أن كام احد بتحريكها فقط ستقع كومه هشه على الارض ..
سامى : انسه سما , حضرتك تعبانه ولا ايه .. ؟
سما تهز رأسها بالنفى (ياترى عاوزنى ليه اكيد عرف , اكيد الكلب دا فاضحنى وبقت سيرتى على كل لسان اكيد نظرات الكل بتاكل فيا , منك لله سا شريف منك لله ) .
سامى : يا انسه سما .. !
سما محاوله التماسك وبرعشه تغلب على حروفها : حاضر ..
ليتوجه الاثنان الى مكتبه ..
سامى بأبتسامه : اتفضلى اقعدى .. !
سما تستغرب أبتسامته ماذا يقصد منها ( اكيد عرف اللى حصلى , اكيد هو كمان طمعان فيا , مش عارفه اقول ايه بس ) ..
سامى : انسه سما , انا عاوز اسألك سؤال وتجاوبينى بصراحه ..
تتصب عرقاً اشد وبذعر شديد : على ايه ..؟
سامى بنظره تخترق عيناها : ايه رأيك فيا .. !
بدهشه : نعم .. ؟
لقد توقعت الكثير , ولكن ليس ان يكون بهذه الجرأه , كم هو فظ وجرئ .. وقفت وهى تحاول الخروج ..
سامى لا يدرى ما اصابها : انسه سما مالك .. ؟
سما : ممكن امشى .. !
سامى : شكلك فهمتينى غلط , انا اقصد رأيك فيا لو اتقدمتلك .. ؟
سما تعود لرشدها عروقها البارزه فى جبينها عادت للاعتدال , تشنج اعضائها تراخى , ووقفت تنظر فى دهشه ..
سما : أتقدمتلك .. !
سامى : ايوه كنت بس حابب قبل ما ادخل البيت وانا فعلا مشدود ليكى ولاخلاقك ودايما وجودك لوحدك ورزانتك ان ارتبط بيكى بس حبيت اشوفك الاول .. ؟
وكأن طاقة القدر وانفتحت , كيف تكافئ هكذا ابعد حياه بشعه مثل التى كانت تعيشها سوف تحصل على شخص مثل سامى .. ؟
سامى بلهفه : مسمعتش منك رد على سؤالى أنسه سما .. ؟
سما بخجل تتورد وجنتاها لتنحنى برأسها فى خجل وهى غير مدركه ,تريد النهوض , لا تعرف ما يجب قوله , هل تستطيع القبول به , حقيقتها لن تعرف .. ؟!
وسط ارتباكها , اعتلت وجه سامى ابتسامه فخجلها وارتباكها هذا ليس سوى قبولاً لما عرضه عليها , فحيائها هذا يؤكد له انه على حق ..
همت سما بالنهوض ووسط خجلها : بعد اذنك يا دكتور .. !
سامى بسعاده غامره : اكيد اتفضلى , وان شاء الله , قريب هكون عندكو ..
سما تسرع بالخروج متخبطه فى الباب الخارجى ..
سامى تعلو وجهه ابتسامه رائعه ( الحمد لله هى كمان واضح معجبه بيا , ايه الخجل دا لسه بنت بتخجل كده) .

بعد مرور اياماً متتاليه متكرره تشبه بعضها ..
أصبحت ساره انفعاليه جدااا , عندما يتحدث احد ولو بمحض الصدفه وذكر ادم او زواجهم اصبح عدواً لها , وكأنه يعبر لها عن مدى سوء اختيارها وصغر عُمره , وكيف هى ليست ملائمه له , ففرق السن كبير وواضح , ان لم يكن لها فللكل ..
اصبحت لديها العقده , واصبح تكبيرها داخل عقلها اكبر ..
أصبحت عدوانيه , فظه ..
أدم وساره يدخلون المنزل بعد يوم عناء وشاق جدااا , ليجلسوا بجسدهم المتعب على اقرب اريكه جانباً إلى جنب ..
بعد أن التقط انفاسه قليلاً , اقترب من ساره فى نهم وبدأ ان يقبل وجنتاها ..
ساره بسعاده ولحظه حميميه تنسيها مشاقة هذا اليوم , انغرست معه بشورها به ..
ابتعد عنها ادم بعد قبله بسيطه وقال وهو ينظر اليها محباً :
ليه يا ساره بقيتى عصبيه الفتره الاخيره . !
ساره : بصراحه يا أدم , نظرات الناس قتلانى , عاوزه اسيب الشغل .. !
- ايه .. !
- عاوزه انقل وانت لو تحب انقل معايا .. ؟
أدم منفعلا : اه وانا بقى الشخشيخه اللى هتقوليله يلا نشتغل هنا هيقولك حاضر , نسيب هنا برضو حاضر , اه ما انتى اللى مشغلانى بقى .. والمفروض اقول سمعاً وطاعه صح ..؟
- ايه الكلام دا , لاء طبعاً مقصدش كده .. بس بجد مبقتش قادره اشتغل هناك اكتر .. وانا شايفه نظراتهم ليا وليك بتاكل فيا ..
- انتى مكسوفه منى .. !
- طبعا لاء ازاى تقول كده , انا عمرى ما اتكسف منك ابداااا ..
- انا نازل .
- لاء مش هتنزل يا ادم , فيها ايه لما ننقل , هو يعنى الشغل دا حلو فى ايه احنا طالع عينيا اصلا , ومستنيه تريقه مبتجيش ابدااا .
- ساره بلاش اتكلم معاكى دلوقتى علشان متزعليش , انا هنزل شويه وارجع , ونقل انا مش هتنقل , مكسوفه منى سيبينى , وارتاحى , انما عمرى ما هبقى اداه فى ايد مراتى تقولى هنا وهنا ..
- ليه يا ادم بتفكر فيها بالشكل دا .. ؟
- قوليلى افكر فيها بأى شكل .. !
- ان انا عاوزه مكان تانى يعلينا يا ادم مش دا ..
- ومن امتى كلامك دا , هو انتى فكرانى مش واخد بالى من احراجك لما بتعرفيهم عليا ان زوجك , اقولك حاجه انتى فى البيت معايا , مستمتعه ايوووه حبيب وسن حباه , اقدام الناس كنتى بتتمنى حد اكبر منى , انتى ازدواجيه , مش عارفه انتى عاوزه ايه اقدام الناس , عاوزه هيئه وفى البيت سن محتاجاه وحابه تعيشى فيه .. صح .. ؟
ساره بذهول كيف له أن يقرأها هكذا , بالفعل هى تخجل كثيراً ان تقدمه الى احدهم , تعتلو وجهها نظره الريبه من رد فعل احدهم , تشعر امامه بالنقص .. ولكنها تعزم على ان تخالفه الرأى وتنكر ما يقول كى لا تفقده , هى لا تستطيع ان تتخيل الحياه دونه ..

- ماتتكلمى , ولا كلامى اكدلك انى صح .. ؟
- لاء يا ادم طبعا مش صح , انت حبيبى وجوزى وعمرى , انا مقدرش اتخيل حياتى ابدااا من غيرك . ان ابقى عاوزه اسيب الشغل دا ايه علاقته بأن انا بتكسف والكلام المجنون دا , انا نفسى اكبر وانجح والشغل دا مش عارفه اتقدم فيه .. !
- خلاص سسيبيه يا ساره , بس انا مش هسيبه ..
ساره بترت حروفها كلمته ( اجل هذا هو الحل يكون هو لديه مكان وهى لديها اخر , هكذا لن تخجل من نظرات الجميع لهم وسوف تتقدم وتعيش ف هدوء , دون ان تحرجها نظرات احدهم ) ..
ساره : ماشى يا ادم انا هقدم على نقلى مكان تانى وخليك انت فى الشركه زى ما تحب ..
- ماشى , اللى يريحك ..
وتركها وتوجه الى غرفتهم , كى يبدل ملابسه ..
اعتلت وجهها ابتسامة رضا , واسرعت اليه تتود اليه وتساعده على تبديل ملابسه , من اجل ان تحد من غضبه وتهدأ من روعه ..

اليوم الخميس الساعه الثامنه مساءً ..
فى بيت سما ..
تتزين من اجل قدوم سامى وعائلته , بمساعدة ساره .. والوالده فى غرفة الطعام تعد ما ستقدمه للزوار ..
فى غرفة الضيوف يجلس أدم والوالد ..
والد سامى بأبتسامه : ازيك يا ادم عامل ايه .. ؟
ادم : الحمد لله يا عمى , بخير وحضرتك .. ؟
الوالد : اهو ماشى الحال ..
واذ بهم ينصتون لطرق على باب المنزل ..
الوالد بسعاده : شكلهم هما ..
أدم : أستقلبهم انا ..؟
الوالد بأبتسامه : طبعا انت دلوقتى ابنى , وتتكلم فى اى شئ مش عاجبك كمان .. !
ادم بفخر ونظرة رضا , كانت كلمات الاب وليده شعور داخلى لديه بالثقه , فهو لم يجد هذه الموده والثقه مره واحده من ابيه , فلم يكن منه سوا الاستهزاء والضعف دوماً ..
اعتدل فى انحناءته وتقدم الى الباب فى كل شموخ وبدأ ان يستقبل سامى وأسرته وبعد التحيه ودخولهم الغرفه المعنيه تركهم وذهب يطلب من الام ان تأتى لتعد الطعام ..
اقترب أدم من الام ليتابع خطواته ليقع ناظره على سما .. !
وقف محله , لتتابع عينيه براءة وجهها .. لتقدم ساره على سما لتحل محلها فى الرؤيه لديه ..
ليعود الى رشده ويتذكرها .. ليذهب مستقبلا الضيوف ..

بعد التعارف الاهل تقدمت سما ومعاها ساره .. لتقدم إليهم المشروب ..
ليغيب أدم بنظرات عميقه مع سما , كيف تبتسم , كيف تتحدث بخجل ..

********** يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق