21‏/6‏/2014

نيران الرغبه الحلقه الثانيه



فى منزل ادم يعود الاهل ومازال منخرطاً فى قبول هذه والتعرف على الاخرى , مستمتعاً بأنجذاب
واذا بصوت ابيه يعلو وهو يحدث زوجته :
- ادخلى شوفى ابنك الفاشل اللى بقى عنده 25 سنه ومش نافع غير فى النوم شوفى صحى من النوم ولا لسه ..
- يا ابو ادم يسمعك مش كفايه اللى هو فيه حرام عليك ..
- هو اللى زى دا عنده دم يا شيخه خليه ينزل يشتغل اى شغلانه يجيب منها اى قرش يحسسنى ان خلفت راجل , دا محصلش اخته البنت ..
- يا شيخ حرام عليك هو يعنى ساكت حرام عليك هتبقى انت والزمن المنيل دا عليه ..
- والله ما حد جيبلنا الفقر غيرك انتى ودلعك فيه يا شيخه روحى خليه يتحرك اصل ادخل اضربهولك والله ..
- يا لهوى حصلت تضربه يعنى احنا نرجع من الشغل تعبانين وانت تسد نفسنا وتبهدلنا كده ,ادخل نام وملكش دعوه بيه يلا ..
يقترب الاب منها بغضب يرعب قلبها يقترب اكثر وهى تعود للوراء رهبه وخوف , بمنتهى العنف بكلتا يديه وعلى جسدها الشاقى المتعب طوال اليوم , وطيلة هذه السنين وبدأ يضربها بقسوه ..
بألم وأنين:
- يا مفترى .. حرام عليك , كمان هتضرب منك لله سيبنى ..
صوت والدته المتألم الباكى المظلوم يخترق اذنه نهض عن كرسيه كى يذهب لنجدتها ولكنه توقف وتراجع مره اخرى وجلس على كرسيه وبكلتا يديه على اذنيه كى يمنعهم من سماع استنجادها وما هى غير مدافعه عنه .. ؟؟

عادت ساره الى منزلها وهى مصدومه (ابعد كل هذا العمر) هذا ما ستكافأ به , زوج لا تستطيع حتى ان تجلس بجواره ولو للحظات صعدت وبدأت تقترب اكثر من باب منزلهم , وإذا بشقيقتها الصغرى , ترحب برجوعها ..
وضعت ساره حذائها جانباً فى مكانه المعتاد وألتفتت الى اختها بضيق :
الله يسلمك يا سما , ايه رجعتى من الجامعه بدرى النهارده يعنى ؟
لتذهب وراءها سما , وتقول :
لاء انا مروحتش النهارده خالص
- ليه .. ؟!
- مكنش ورايا محاضرات عادى يعنى , ايه مالك .. ؟
تبتعد عنها متجهه لغرفتها , وبتعجب :
- مالى!
- شكلك متضايق او متغيره حصل حاجه ... ؟
- بالعكس
وبسخريه وهى ترفع يدها ساخره , قالت :
- اتقدملى عريس لقطه

*************************


أدم فى منزله يحاول ان يتعايش مع صوت ابيه داخل أذنه ولكنه لم يستطع فصوت خطواته بات قريباً جداً من باب غرفته واذا به يدخل عنوه , فزع وانتفض من مجلسه , نهض من امام حاسوبه وهو يتمتم :
اووووف هنبدأ بقى .
الاب بعصبيه وعنف :
- ااااه قاعدلى قدام الزفت , ما انت مش نافع غير فى النت طول الليل , والنهار ما انت لاقى حمار يشتغل ويأكلك , وانت تنام وتقوملى اخر النهار بمزاجك ...
أدم بأسى وصوت منكسر:
- والله انا طول اليوم بدور على شغل ومش لاقى اعمل ايه بس .. ؟
الاب بغضب :
- طول اليوم امتى وهما كل اللى بيشتغلوا دول لقوا شغل ازاى انت لو عندك دم كنت اشتغلت اى شغلانه بدل ما انت عايش بس علشان تمص ف دمى يا ريتك كنت بنت وارتحت ...
حقد داخل عين أدم وألم يعتصر قلبه ويبعد عنه :
- ارحمنى مش كل ما تشوفنى تقولى نفس الكلام حرام عليك.
- دا على اساس انك عندك دم .. ! انت لو بتحس متورنيش وشك ولا تاكل ولا تنام ف البيت دا غير لما تبقى قادر على الاقل تصرف على نفسك .
بدأ أدم يشيح بنظره ويلوح بيديه عله يرحل عنه ..
هاجمه الاب بعصبيه وبدأ يقتلع حاسوبه ويدمر اجزائه وقال:
- انت بتشوح بأيدك يا **** والله لاربيك وادى الكمبيوتر, واكل مشوفكش على السفره معايا دا انت محصلتش تبقى بنت
ترك الاب الغرفه ورحل , وهو ينعته بأقبح الالفاظ ورحل بعيداً يبدو انه داخل غرفته الان , ولكن ..
صوت والدته الباكى المعذب مع من هم مثل والده , رجال لا يتعاملون سوى بعدوانيه , لا يعرفون سوى الالفاظ المشينه لا يتحدثون سوى بالأيدى , اراد ان يخرج لها يخفف عنها , ولكن من يخفف عنه فألامه قد فاقت كل حد , ذهب الى باب غرفته احكم اغلاقه جيدا وعاد مره اخرى يحاول ترميم جهازه وانقاذ ما يمكن انقاذه ..



تجلس على تختها وف يدها ورقه مدون بها رقم هذا الشاب الاسمر الذى اذا ابتسم لا يظهر سوى لون اسنانه يشبه العتمه الليليه
وقفت لتتسائل , زواجى به وطلاقى وانا معى مولوداً منه يأنس وحدتى حتى اكبر ام بقائى هكذا ف هذه الحياة البائسه , ولكن !
لا استطيع فأنا لم استطع النظر الى عينيه ألمتنى رؤيته , كيف سأعيش معه , وايضا لم يجذبنى فيبدو عليه كبر السن ..
ابعد كل من ذللتهم واشعرتهم بأنهم لا يصلحون لملكه مثلى ان اكافأ هكذا .. ؟
ام انه عقابً من الله لى لانى تمنعت وانتقدت كلاً من طلب ارضائى !
انا الان ابنة الثلاثين , ولا زلت سجينة سن العشرين , لا استطيع تخيلى مع من يكبرنى , او من هو مثل سنى فلم اعد أجد حياتى سوى مع شابً يعوضنى معه مراهقتى لحظات طفولتى , وعفويتى يمتعنى بأنوثتى عشقاً لى , وتعويضاً لى عما فات من عمرى.
شعرت داخلها برغبه ملحه بأن تأتى بورقه وقلم كعادتها , وتصيغ مشاعرها المسيطره عليها .
بدأت تسطر سطورها ..
يامن عشقت العمر معه ان اعيش وارتوى
اعيش بين اضلعه كانفة فى رحاب حبه لارتشف
معه عشق القلوب كله فأذا بروحى تذوب فى دنيا هائمه
دنياه هو ومن شفاه تقبع على عنقى
تعلم علامات حباً لنجدتى
من براثين وحدتى
هائمة فى معاناة شوقى لحباً عشت عمرى من
اجل حبه يوماً ارتوى ..

******************************

يجلس على كرسيه مره اخرى يعاود نفس الكره , بعد ان قام بأصلاح ما افسده والده الا ان فأرة الحاسوب تعطلت ولكنه , وجد البديل فى لوحة المفاتيح ..
لحظات واذا بشقيقته , تدخل وتطلب منه الجلوس معه قليلا
اقترب منها فأذا بها تبادر بأعطاءه النقود
بحزن :
- خلاص انا بقيت كده ف نظركو كلكو, انتى فاكره ان ممكن اخد من اختى الصغيره فلوس , مش معنى ان مشتغلتش انى مش عندى كرامه واقبل اخد منها فلوس , انا منزلتش اوى كده ولا كرامتى ضاعت كده ..
اية , بحزن ولمعه ف عينيها :
- انا والله ما اقصد ان اقلل منك بس انا رجعت من الشغل ماما حكتلى اللى حصل وانا مش عايزاك تحتاج لبابا ف اى حاجه ..
- انا اسف يا حبيبتى والله مقصدش ازعلك بس انا اعصابى تعبانه اوى , انا دوخت النهارده مفيش حد عايز يشغلنى ابداً ولا حتى محاسب ف محل ..
أية ربت على كتف ادم بلمسه حنونه :
- حبيبى انا واثقه انك هتشتغل قريب , ووحياتى متزعلنيش وتاخد الفلوس منى , حتى اعتبرهم سلفه لحد ما تشتغل وتردهوملى ..
لحظات مميته مرت عليه تميت داخله بالبطئ , ولكنه إلتزم الصمت وهى تترك المال وترحل , لانه يعلم انه بحاجه اليه ..
رجع مره اخرى الى حاسوبه واذا بفتاه تبادر بالاجابه على حديثه , بأنه يريد التعرف بها..
وبدأ يراسلها بخيبة أمل ويرسل لها وترسل له حتى اندمج معها , نسى وقته , واذا بالدقائق تسرع , وهو يسعد لدرجة شعر بالارتياح كثيراً معها وبقربها ..
تذكر انه لم يسألها ما هو سنها فبادر بسؤالها ..
تظهر اجابتها على الشاشه انها ابنه الحاديه والعشرين اى اصغر منه بـ 4 سنوات , ندم على تسرعه وارتياحه معها , واغلق حاسوبه نهائياً دون اعتذار , ليحدث نفسه , لم فعلت هذا ! , هل حزنت لان سنها يناسبنى ..!

**********************

سما " شقيقة ساره" ترحل عن المنزل واذا بعيناً تفترسها , وتتبع خطواتها , حتى صارت فى طريقً مظلم تماماً , تشعر بأقدام احدهم تقترب من وراءها , تنظر فى خوف لترى ... !
اقترب منها ,, دفعها الى الحائط ,وقام بتبادل القبلات معها الذى لم ترفض فعلته ..
شعروا بأحدهم يقترب منهم فأبتعدوا سريعاً عن بعضهم البعض , متجهين سوياً الى المكان الذى يقبع به تسللوا خلسه , خوفاً من ان يراهم احداً سوياً ....

.............. يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق