16‏/9‏/2014

حنين حذيفه PDF

 يارب تعجبكو ومنتظرة ارائكم




http://urls.mfo.cc/ng77

قصه قصيرة لماذا انت


"4 والاخير"

فى نفس اللحظه بتقوم هدى من على كرسى ف البلكون اللى جمبه على صوته , وبكل عطف :
- اساذ , مالك
محمد بعيون كلها دموع وقهر :
- انا , تعبان اوى
هدى بألم لدموعه وحالته المآساويه , بتتكلم بتعاطف وصوت كله طيبه , رق معاه قلبه :
- مالك , احكيلى لو مش هيضايقك
- هحكى , اصل انا نفسى اطلع اللى جوايا , اوى
- اتفضل
"واخدت كرسى قربته من السور الفاصل بينهم وقعدت عليه تسمعله " , اتكلم محمد بيآس ودموع زى الشلال المنهمر مبتوقفش :
- حبيبتى ومراتى , وكل دنيتى خلاص بتفكر تمشى وتسيبنى , انا السبب , انا اللى خلتها تمشى
هدى بعطف وتأثر :
- طب اهدى بس وقولى فى ايه

بعين حمرا بيبص لهدى وكأنه اتصدم فجأه :
- واقولك ليه , انتى مين , ليه بتتكلمى معايا اصلا , ابعدى عنى
"وسابها وجرى على اوضته دخل وسابها "
بتبص عليه , ايه اللى حصل , هى عملتله ايه , مش هو اللى قرر يحكى , حصل ايه , ليه بيعمل معاها كده
ورغم جرحها من تصرفاته , الا انه مستفزها , نفسها تعرف حكايته ايه , ولازم هتعرف , انتظرت دقايق , سمعت تكسير جاى من اوضته , وحد بيصرخ بصوت عالى , شكله منهار , وقفت تحاول تشوف مقدرتش تشوف حاجه , لحظات وجت دعاء
دعاء بأستغراب لمنظر هدى وهى بتحاول تتسلق السور بينهم وبين محمد :
- هتقعى فى الشارع يا حاجه
هدى بخضه وأحراج :
- ايه , هقع ليه
- مش عارفه ليه والله
- طيب , عاوزه ايه يعنى
- مالك , وبقالك ساعه مختفيه هنا ليه , يلا عاوزه انام
- اقعدى شويه على الكمبيوتر , انا عاوزه افضل هنا شويه
- هتسهرى ف البلكونه , دا انتى غريبه
- لو سمحتى يا دعاء سيبينى لوحدى
- طيب , طيب , هروح انا انام احسن
- اه احسن
فضلت هدى الفضول متملكها نفسها تخطى السور وتروحله تهديه , اد ايه قلبها موجودع عليه , غريبه هى مستغربه نفسها , ليه متعاطفه كده , هو ميستاهلش منها تعاطف , ليه قلبها موجوع عليه كده , ليه وليه , وقفت ليه عنده وهو خارج البلكون تانى ووقف اقدامها , وبطريقه عفويه مسك ايدها اللى على السور الفاصل بينهم , ضغط بقوه , جسمها ارتجف , ايه بيحصلها , هو عاوز ايه , نظرات كلها قهر , اتكلم بألم :
- هموت , انجددينى , متسيبينيش اموت يا......... , انتى مين ؟
هدى بألم من ضغطة ايده :
- اسمى هدى , وبجد انا عاوزه اساعدك , بس سيب ايدى
بص على ايدها وايده اللى مسكاها بعنف وبدأت ملامحه تهدى من عصبيتها وتتراخى :
- انا اسف , اسف اوى , بس انا بموت , انا حبيبتى بتروح منى وانا مش قادر اسيبها , مش قادر اقولها يلا مع السلامه , مجرد انها هنا حتى ولو مجرد جسد انا مطمن ان فى امل , ازاى عايزنى اخليها تمشى , ازاى اموتها بأيدى , ازاى
- مش فهما حاجه ؟
قعد محمد على الكرسى بتراخى وهدوء وبدأ يتكلم بعصبيه اقل :
- انا موتها علشان اسكر , موتها علشان بعدت عن ربنا , موتها علشان كان نفسى ادوق الكاس , قالتلى مش هكون معاك , بلاش تروحنى معاك وانت سكران , عملت فيها ابو الرجوله ورفضت , انا رفضت علشان اموتها , كانت خايفه منى كانت حاسه ان هموتها , بس مرضيتش تكسر بخاطرى , وجعتنى اوى , ياريتنى سمعت كلامها , ياريتنى ما جربت , مجرد بعدت عن ربنا لحظه موت اجمل حاجه حصلتلى فى حياتى , ربنا خلانى ادوق العقاب بسرعه , مدنيش فرصه حتى افوق , خلانى اتوجع فى اغلى ما ليا
"رفع دماغه للسما "
- ليه يارب مخدتنيش انا , انا يارب اللى كنت استاهل الموت مش هى , هى رفضت ان اشرب , رفضت ان اغضبك
هدى بألم :
- اهدى بس يا استاذ محمد , دى اعمار , حرام تقول كده , انت اكيد غلط ,بس مفيش انسان موصوم ما الغلط !
- بس غلطى موتها , ضيعها منى , ربنا مدنيش فرصه اتوب , ليه يارب , كنت خدتنى انا
- حراااااااااام عليك , انا متعاطفه معاك بس اللى بتقوله دا حرام , ربنا حنين , وكريم , وعطوف , وصدقنى هو عمرها , ممكن ارتبط بحادثه زى دى علشان تفوقك , بس مش انك تلوم ربنا , دا ربنا مسبب الاسباب , قول الحمد لله
- الحمد لله انها ماتت وسابتنى !
- انك عايش وقادر تتوب وتستغفره , انك قادر تقول يارب والله يرحمها وتدعيلها , بس انت بتقول م شويه انها عاوزه تسبنى , ودلوقتى بتقول ماتت , مش فهما !
- هى عايشه بأجهزه اهلها والدكاتره عاوزين يشيلوها ويشيلو روحى معاها , هى لو مشيت انا هموت , مش هعيش , هكون انسان ميت
- بس كده حرام عليك , انت لازم تعيش علشان ربنا , ربنا كريم , روح اتوضى وصلى , واطلب منه من قلبك اووووى , استغفره , وقوله ياااارب انا توبت وندمت , قوله يارب رجعهالى من غيرها هضيع , شوف ربنا هيعمل ايه , جرب ألجأله وانت واثق اوى فيه من جواك وشوف هيحصل ايه
- هيحصل ايه !
- لاء دى على اد قربك من ربنا وصدقك من اللى هتطلبه وايمانك من ان ربنا جمبك وهيحققلك مرادك , بس ثق فى ربنا وانه جمبك
- انتى شايفه كده
- جرب !
- حاضر , بس لو محصلش ورجعت
- متقولش لو , قول يارب , قربله علشان ربنا خلقنا , ربنا حنين علينا , ربنا طيب ومش هيوجعنا , قربله علشان هو ابقى ليك من اى حد , ان مرجعلكش اللى بتحبهم , كفايه قربتله ..!
- انتى كلامك جميل اوى , وبيريح القلب , انا حاسس ان حاجه جوايا اهدى !
- انت بس بعدت شويه وكنت محتاج ترجع
- ارجع لمين
- لربنا , ربنا ميتنسيش , ربنا جمبنا وبيحبنا , خليك دايما جمبه , هو اقربلك من نفسك !
- حاضر , هصلى , وهترجاه , وهستغفره , ويارب ترجعلى
- خليك انانى اووووى فى قربك ليك اترجاه اوى واتذلل , يمكن !
- حاضر , حاضر

دخل محمد بسرعه اتوضى وصلى وفضل يدعى كتير ويبكى

***************************

هدى بعد اسبوعين , احوالها متغيره , ابتسامتها هاديه قاعده واقدامها حاتم
حاتم بسعاده :
- بجد يا هدى هتدينى الفرصه !
- انا , مش بكرهك بس انا جوايا حاجه متغيره , لازم تعرفها يا تقبل بيا كده يا تسيبنى وتهرب
- ايه ؟
- انا حبيت واحد من اول نظره , حبيته فى يومين بس !
- حبيتى , مين دا !
- مش مهم مين , المهم ان قلبى اتخطف وراح لواحد عمره ما هيكون ليا , هو دلوقتى بيعيش احلى وقت فى حياته , رجعتله حياته , رجعله حبه , رجع لربه , ورجع معاه نبض قلبه
- مش فاهم
- مش مهم , المهم ان انا عاوزه ابدأ حياه جديده معاك , بس هيكون فيها هو , مش هقدر انساه , بس مش هيعيش وياخد مساحه كبيره , لان ملحقش يكون جوايا ذكريات جوايا , مجرد حكايه
- بس
- مش هتقبل انا مش هزعل حقك
- لاء انا بس بوعدك , انك هتنسيه , مش هيكون هو , هيكون بس اناا , قلبك ذكرياتك حنينك هقدر استولى عليهم ليا , ليا انا وبس
- متأكده من دا وجداااا
- بحبك , ومسيرى اخليكى قلبك يدق زيى بيا , زى ما بيدق قلبى بيكى
- متأكده والله

فى اوتيل شيك ..
قاعد محمد وزوجته , بيتعشوا ..
بتدخل هدى وحاتم وبتشوف محمد اللى اول ما شافهم ابتسم , وقام يرحب بهدى
هدى لحاتم , محمد يا حاتم
حاتم بأستغراب:
- محمد مين ..؟
- محمد , هو !
بنظرات خاطفه بصله حاتم بسرعه وكأنه بيشوف مين هو , وايه بيميزه , ابتسم بسرعه واخدها من ايدها برقه , واتجه ليهم بعفويه
هدى بأستغراب وهما ماشيين :
- بتعمل ايه يا حاتم
حاتم بحب :
- لازم تعرفى انه مش مهم , لازم قلبك يتأكد ان الرعشه اللى فى شفايفك دى مش هتلمسك فى وجوده , لاء هى موهومه , اصلا هى مش لحد غيرى
هدى بتقرب منهم وهى مش قادره تفهم حاتم .
وقف محمد يسلم بأبتسامه :
- الملاك , " وجه عينه لزوجته " الملاك يا حبيبتى اللى حكتلك عنها
الزوجه بسعاده :
- اهلا وسهلا , انا محمد حكالى عنك كتير جدااا
هدى بأبتسامه :
- حاتم , عارف , انا عرفت لماذا انت !
حاتم بأستغراب :
- يعنى ايه لماذا انت ؟؟
هدى بأبتسامه قربت منه :
- انا طلبت من ربنا بكل ترجى اسعد وانساه .. !
محمد بيحاول يسمعلهم هو وزوجته مش عارف هى بتهمس لحااتم بصوت خافت , وكملت :
- شوفتك فى الحلم يومها , شوفتك بتمدلى ايد الحياه , استغربت وقولت ليه اشمعنا انت , ليه انت بالذات اللى تبقى السعاده وياه .
حاتم بفرحه :
- شفايفك بترتعش فى وجودى !
- وقلبى مش هينبض غير ليك , سامحنى
- قلبى مسامحك , اصله بيحبك
- بحبك , وهعيش عمرى كله بس احبك ..

"تمت"

قصة قصيرة لماذا انت


"3"

هدى بخوف : معاه مطواه معاه مطواه
محمد بتحدى بيقرب منها وبيضربه وبيوقع المطوه من ايديه , بعد ما نجح فى ضربهم جرى كذا حد مسكوهم وقيدوهم واتصلو بالبوليس
هدى بأعجاب واضح وخوف واضح برضو :
- متشكره اوى لحضرتك , بجد حضرتك انقذتنا
سابهم ومشى بسرعه وكأنه افتكر حاجه
هدى وهى بتبص عليه وبتحاول تتماسك :
- ايه دا , استنى
دعاء وهى بتبص عليه :
- اول مره تعمل حاجه عدله من يوم ما شوفتك
هدى وهى بترتجف :
- ليه كده يا دعاء , دى بدل شكرا
- هو عبرنا , دا عمل اللى عليه وجرى
- الله اعلم ظروفه بقى , حد غيره عبرنا , بصراحه طلع شهم
- انتى هتجنينى كنتى من شويه مش طيقاه
- واللى عمله دلوقتى يخليه ايه , حد اتحرك غيره , الله اعلم كان حصلنا ايه دلوقتى
- خلاص بقى متفكرنيش , الا فين ماما او اخواتى او بابا الا محدش طلع ولا قال ايه حصل
- تلاقيهم نايمين , انا هخاف اروح
- اطلعى معايا بس
- بس
- اطلعى بس ومتقلقيش

************************

قاعد محمد على كرسى اقدام الدكتور وهو بيقول :
- ازاى يا دكتور , بتقول ايه , ازاى تشيله لاء , هى هتفوق , مقدرش انا عايش على امل انها هتصحى
- يا أستاذ محمد انت كده بتعذبها , انت كل اللى بتعمله عذاب ليها , حرام
- العذاب اللى بجد انها تمشى وتسبنى , انا من غيرها هموت , هعيش اندم ان مش انا اللى مُت !
- دا قدرها
- انا اللى استعجلت نهايته , انا اللى سكرت طينه ومشيت بيها على طريق كل موت ,انا اللى عاندت وسوقت وانا سكران
- صدقنى اعمار
- وممكن عقاب
- حرام كده , ارحمها , وارحم نفسك , واهرب لربنا يريح قلبك
- وقلبى انا يموت ..؟
- انت حر , فكر يا استاذ محمد ورد عليا
- مش هفكر ومش هرد
- أهلها موافقين يوقفو الاجهزه
- اهلها ملهمش يتدخلو , هى مراتى انا خلاص , انا اللى اقول يحصل ايه
- ربنا يهديك ويصبرك
أتحرك مذلول , بيجر رجليه , عينه زايغه , روحه غايبه , وقرب من اوضه فى اخر الممر , وفتحها ودخل
بهدوء قرب من سريرها والاجهزه متركبه ليها , اتكلم ودموعه بتجرى على خده :
- اوعى تخليهم يسلبوكى منى , اوعى يا منار يخدوكى منى , انا من غيرك هنتهى
, ليه مصممين يحرمونى منك , ليه القدر حالف بيتنا ابداااا ما يجمعنا , ليه انا وانتى مش عارفين نبقى سوا .

**************************

بعد ما أتصلت هدى بالبيت عندهم وعرفتهم اللى حصلها , قررت انها اليوم دا هتقضيه مع دعاء , وتنام معاها
دعاء وهى بتجهز السفره :
- هدى , يا برنسس هدى , اتفضلى يا هانم الاكل جهز !
هدى بسرحان :
- طيب
- يا شيخه لاء تعبتى , يلا يا هدى علشان عاوزه انام
- طيب , يلا
بتقعد هدى وبياكلو سوى وهى بتحاول فعلا متفكرش فى محمد وتصرفاته , بس مجرد محاوله انها تفكر فيه بيليها تتعلق بيه , ويخترق قلبها ويتمركز فيه من غير ما تشعر .

**************************

فى اوضته قاعد محمد , ماسك صور كتير ودموعه مغرقه وشه , بيرجع بخياله لبعيد
فى فندق شيخ , تحديداً فى شرم الشيخ , قاعد محمد ومعاه منار ولابسه هدوم نوم رقيقه , بيتكلم بحب :
- تعالى نشرب حاجه من اللى ف التلاجه يا منار , ايه رأيك نجرب ..؟
- لاء يا محمد حرام طبعا
- هنجرب بس هو انا بقولك هنعاقره طول العمر
- بلاش , احنا هنسافر كمان ساعتين , خلينا نرجع بالسلامه
- بس انا نفسى اجرب بصراحه
- حرام
- هتوب تانى , مش يمكن لما ادوقه اكرهه , واعرف ليه هو حرام
- لما ادم خرج من الجنه , كان برضو شيطانه بيوسوسله زيك انه يجرب , ويدوق
- حرام عليكى بقى , مش بتحبينى , سيبينى اجرب
- احنا هنمشى على طريق وانت اللى هتسوق
- انا راجل , مش هيأثر عليا
- انت حر

بيرجع للواقع وبيخرج بسرعه للبلكون وهو بيحاول يشم هوا نضيف , وبيكل قوه ودموع وقهر : يارب كنت خدنى انا , ليه هى وانا لاء ,ليه العقاب القوى دا , يارب سامحنى واغفرلى يارب

فى نفس اللحظه بتقوم هدى من على كرسى ف البلكون اللى جمبه على صوته , وبكل عطف :
- اساذ , مالك
محمد بعيون كلها دموع وقهر :
- انا ..............................

"يتبع"

قصة قصيرة لماذا انت


"2"

بتقرب هدى ودعاء من الدوريه بتشوف العسكرى والظابط وبتشوف حاتم واقف مع الظابط
هدى بضيق :
- أتفضلى ارخم حد اهو
- ليه بس كده يا هدى دا حاتم دا ....
- ايه ..؟
- ولا حاجه يلا نمشى
- انتى معجبه بحاتم يا دودو ..؟
- ايه لاا , مش كده , هو بس حرام انك بتشتميه
- لاء انتى معجبه بيه
- يلا يا هدى نمشى بقى
بيقرب حاتم اول ما بيشوف هدى قاعده فى عربيتها , وبأبتسامه :
- دودو انتى هنا , ايه المفاجئه الجميله دى ..؟
هدى بضيق :
- اهلا يا حاتم
- رايحه فين ..؟
هدى بفتور :
- هو انت عاوز حاجه يا حاتم ؟!
بأحراج لاحظته دعاء عليه اتكلمت بسرعه :
- ازيك يا حاتم ..؟
حاتم بيحاول يدارى أحراجه :
- اهلا يا دعاء , ازيك
- الحمد لله كويسه
سكت الكلام , واستعدت هدى للحركه بعربيتها , اللى خلى حاتم اتحرك علشان تعدى , وكله آسى من تصرفها .

دعاء بضيق من هدى :
- هدى انا زعلانه منك
- ليه ..؟
- لان انتى المفروض مش انتى اللى تعملى دا , ميصحش هو معملش فيكى حاجه وحشه علشان تعامليه بأزدراء كده ..!
- عارف ان مبحبوش ومصمم يتجوزنى , احترمه ليه بقى ..؟
- مش ذنبه انه حبك انتى دون الجميع , ومش ذنبه ان قلبك محبهوش , بس مش عقابه يكون قلة ذوق وسخريه
- يعنى اعمل ايه , اعامله كويس ويتعشم فيا وارجع ازعله ..؟
- لاء عامليه عادى لو تطلب الامر اتكلمى معاه , وان مترجعش عن تصرفاته يبقى حقك , انما متعامليهوش وحش وانتى مش بترتى الكلام بينكو ..!
- طيب
- طيب ايه ؟
- هتكلم معاه , خلاص
- ربنا يحميكى يا هدى يا حبيبتى , انتى كده هدى الطيوبه
- بس انتى ليه مهتمه , ومتقوليش عادى انا عرفاكى
- انا فعلا معجبه بيه , بس لو اخر واحد فى الدنيا مش هاخده
- ليه بقى ..؟
- لان مش مستعده اخسر صاحبتى علشانه
- وليه تخسرينى بالعكس , دا احنا هنقرب اكتر
- هنقرب والشك بينا يكون , هعيش على يقين انه بيفكر فيكى , هتدخل بينا الغيره , الاعجاب والحب يتعوض , صديقتى اللى كانت ليا طول العمر متتعوضش
- حبيبتى ربنا يخليكى ليا يا دودو , يلا بقى نروح
- ههههههه ايه الدخله دى , نروح مين , يلا نروح نتغدى
- بس مش جعانه
- هتجوعى لما تاكلى البيتزا اللى بتحبيها , يلا بينا
- طيب , يلا

****************************

بتدخل هدى ودعاء المطعم
دعاء وهى بتمسك المنيو :
- هتطلبى ايه يا هدى ..؟
- شور مارجريتا
- طويب , وانا بالسى فود
بعد دقايق استعدت هدى ودعاء للبيتزا بتمسك هدى اول قطعه وبتاكل دموعها غصب عنها لمعت فى عينيها , بتكمل دعاء اكلها وهى بتبص على هدى اللى لجمتها
- ايه يا هدى بس مالك
- مفيش
- برضو افتكرتى اللى عمله محمد
- انا زعلانه خالص
- متوعليش يا حبيبتى , اللى حصل عادى انتى علشان بس حساسه اوى
- لاء مش من حقه
- انا هعرفه شغله , هزعقله والله بس متوعليش
- لاء انا فى حاجه غريبه اوى , انا عاوزه اعرف ماله
- بتهزرى, وانتى يشغلك فى ايه
- شاغلنى
- اوعى يا هدى
- اوعى ايه ؟
- تكونى يعنى مشدوداله , اصلها بتبدا كده , استنكار وكره فى انجذاب , فى عند , ف حب , ف مش قادره خلاص تبعدى
- ايه اللى بتقوليه دا , ايه الخيال الاكشن دا لاء طبعا
- طيب ايه
- عاوزه اعرف ايه الشخصيه الغبيه دى , وليه الاسلوب والازدواجيه اللى فيه دى
- ملناش دعوه ميخصناش
- لاء ليا دعوه
- احيانا بيكون انك تبقى بعيد عن حاجه من غير ما تدورى وراها افضل
- بس انا واثقه من نفسى وانه مجرد فك شفره
- ممكن ناكل بقى الجمبرى بيغرينى , وتبطلى كلام عنه بجد سيرته بتنرفز
- طيب , طيب


*******************************

بيرجع محمد بيته وف ايده اكياس طلبات البيت
بدأ يظبط كل حاجه مكانها بمنتهى الملل
بيحط كيس فيه عنب , جه كلمه بصوت نسائى بعقله , اغسله الاول يا محمد اغسله بلمون علشان الميكروبات
رجع تانى بالعنب واخده حطه فى وعاء واخد ليمونه وعصرها وبدأ يغسله والدموع بتلمع , لو بس ترجعى ,لو بس صوتك ميبقاش فى عقلى بس , لو يرجع تانى يحييلى حياتى
دقايق وسمع صوت التليفون :
- الو , ايوه يا دكتور , حاضر انا جاى على طول , حاضر سلام

**************************

هدى وهى بتسوق بخوف :
- دعاء العربيه دى بالشابين اللى فيها ماشيين ورانا .
- لاء هتلاقيهم بس نفس الطريق ولا حاجه
فجأه بيكسروا عليهم بعربيتهم , اللى بسرعه بتجري بيها هدى
هدى برعب : يا مامى مش بقولك ماشيين ورانا , عاوزين ايه مننا
دعاء بتحاول تهديها :
- يا بنتى خلاص قربنا من البيت متقلقيش , سوقى بس بسرعه
- احنا اتأخرنا بره , الوقت بقى متأخر اوى
- ولا متأخر ولا حاجه احنا لسه الساعه 8 , سوقى بس بسرعه
- انا هموت من الخوف
- اجمدى بقى وركزى , لنعمل حادثه , ومهما حصل متقفيش
- طيب

*********************

بتنزل هدى ودعاء من عربيتهم ولسه عربيه ماشيه وراهم طول الطريق
هدى : دول لسه ورانا حتى لحد البيت
دعاء بحزم : يا بنتى دول عيال سيس هما بس فرحانين بنفسهم , احنا فى شارعنا دلوقتى يجرو
- مش واضح يا دعاء , واضح انهم مش كويسين
- انزلى بس
بتنزل هدى ودعاء , وبيقرب منهم ولدين بينزلو من العربيه وبشكل غير طبيعى بيمسكوهم :
- تعالو معانا يا بطه منك ليها
دعاء بصوت عالى :
- انت يا بن ****** انت وهو انتو فى شارعنا
هدى بدموع : سيب ايدى سيبنى
بينزل محمد وهو شايف دعاء وهدى وولدين شكلهم شارب ومش طبيعى ماسكينهم وكذا حد واقف فى الشارع والبلكون ومش بياخدو موقف
قرب منهم بكل براءه , سيبوهم
الولدين : امشىي يلا من هنا
محمد بضيق من كلمه ولا :
- طيب لو مسبتهومش دلوقتى متلوموش غير نفسكو
الولدين بيضحكوا لبعض :
هتعمل ايه يعنى هى البلد دى بيتعمل فيها ايه اصلا
هناخدهم واقدام عينيكو ومش هتقدر تتكلم
محمد بيهجم عليهم وبينزل فى اللى ماسك دعاء ضرب , وبعد ما خلص ضرب فيه قرب من اللى ماسك هدى
هدى بخوف : معاه مطواه معاه مطواه

"يتبع"

قصه قصيرة لماذا انت


"1"

فى فيلا صغنونه بأحد شوارع الاسكندريه بتلبس هدى طقم شيك وهى بتستعد للخروج , بتسمع تليفونها بيرن , بترجع شعرها البنى الحرير على كتفها , وبلمسات رقيقه على وشها كانت أجمل بنوته ببشرتها البرونزيه الجميله , وبترد :
- ألو , ازيك يا دودو , انتى فين يا بنتى , طيب , طيب أنا نازله على طول وجيالك , اهو , يلا سلام
بتخرج هدى وهى بتلقى نظره خاطفه على لبسها وبتبتسم , وبتاخد مفاتيح عربيتها وبتنزل على السلالم وهى بتنادى :
- مامى , أنتى فين
الام من الليفينج : أنا هنا يا حبيبة مامى
بتدخل هدى وبتشوف مامتها قاعده مع حاتم وبتتغير أبتسامتها لضيق
حاتم بنظره سريعه :
- هدى أزيك
بضيق وهى بتقرب من مامتها وتطبع بوسه على خدها :
- كويسه "وبتجاهل" مامى انا خارجه هشوف دعاء بره , باى
- ماشى حبيبتى
حاتم بلهفه : اجى أوصلك ..؟
- لاء شكرا معايا عربيتى , سلام
بتمشى هدى وهى بتنفخ :
- أوف دا انت غتيت
حاتم بحزن :
- نفسى يا عمتو , نفسى تحس بيا وتوافق بقى
- هى مرفضتش يا حاتم , سيبها تفكر
- ردها واضح يا عمتو , الرد بيبان وهى واضح انها مش مرحبه خالص
- متفضلش تفكر فى كل حاجه كده يا حبيبى , سيبها لوقتها , انا واثقه انها هتوافق هى هتلاقى احسن منك فين يعنى , اطمن
حاتم بحزن : ياريت , يااااااريت اطمن , وتبقى ليا

****************************

فى شارع هادى بتركن هدى عربيتها وهى بتدى كلاكس ورا بعض , وبعد اكتر من 6 مرات بيخرج ولد من العماره وهى واقفه فى عربيتها وبمنتهى قلة الذوق
- أنتى يا أنسه مش كل يوم تيجى وتعملى دوشه , كده ميصحش فى ناس عايشين هنا , عيب كده ..!
هدى بتنزل من عربيتها :
- حضرتك بتكلمنى انا ..؟
- شايفه حد غيرك فى الشارع , حد غيرك بيقلقنا كل يوم بصوت عربيته ؟!
- على فكره ميصحش كده
- اللى ميصحش اللى بتعمليه , انا حذرتك
- بس انا بنادى لصاحبتى !
- فى اختراع اسمه موبايل والله , يبقى فى ذوق شويه , انا حذرتك
بتنزل دعاء وبتشوف هدى وشها أحمر , وعينيها كلها دموع بتقرب منهم :
- ف ايه , ايه يا استاذ محمد , حضرتك عاوز ايه منها ..؟
بيمشى محمد من غير ما يرد على دعاء وهو بيرمق هدى نظرات كلها ضيق وسابها ومشى
هدى بينزل غصب عنها دمعه على خدها
دعاء بحزن :
- مالك يا هدى , قالك ايه قليل الذوق دا ؟
هدى باحراج بتركب عربيتها بسرعه وبتجرى دعاء تقعد جمبها :
- أهنى يا دعاء , قالى كلام جارح اوى وأن انا مزعجه اوى , زعلنى اوى يا دعاء , ليه هو قاسى كده , انا معرفوش
- معلش يا دعاء هو قليل الذوق متزعليش , معروف انه مخه تعبان وكل العماره بتكرهه اصلا
- انا مش هجيلك هنا تانى
- ليه يعنى , متقوليش كده بدل ما انزل اتخانق معاه دلوقتى
- لاء , خلاص هنروح فين
- روقى طيب
- قولى بس هنروح فين
- شور النادى
- طيب

قاعده هدى ودعاء مع شلتهم , هدى حزينه بتفكر فى شئ بعيد , عينيها غايبه وحزينه , على عكس هدى اللى طبيعتها مرحه وكلها حب وحياه ودوشه
بتقرب منها دعاء :
- هدى حبيبتى روقى بقى !
- انا كويسه اهو , بس عاوزه امشى
- لاء مش هتمشى
- علشان خاطرى يا دودو , بجد مش قادره اقعد , مزاجى وحش جدااا
- طيب يا هدى يلا حبيبتى , مش عاوزاكى بس تتضايقى علشان الحيوان دا
- خلاص يا دعاء مش تفكرينى بيه
- دا على اساس انك ناسيه يعنى ..!
- خلاص بقى الله
- طيب يلا بينا

بتوصل هدى دعاء ونظراتها على بيتها والدموع بترجع لعينيها تانى وهى بتفتكر ازاى هانها
تسيبها دعاء وتدخل العماره , وتلف هدى تمشى , بتلاقى حد بينزل من عربيه وبيقول
- يا أنسه ..؟
هدى بتوتر وهى بتبص فى مراية عربيتها شافته ملحقتش تفكر ردت بسرعه وبألم :
- ايه حضرتك نسيت تهزقنى بحاجه , وافتكرتها ..؟
- انا أسف
هدى بأستغراب :
- نعم ..!
سابها ومشى من غير ما يرد عليها
وقفت هدى تبص عليه وهو بيبعد وهى بتكلم نفسها :
أقسم بالله الشخص دا مجنون , أكيد مش طبيعى

**********************************

فى اوضه بيبدل محمد هدومه وهو متضرر جدااا
وكل تفكيره , ليه كنت قاسى كده مع البنت دى , وليه جذبتنى , جذبتنى ايه , مستحيل تجذبنى انا مش قلبى مات , ايوه مات خلاص مبقاش ينفع
غير ملابسه وهو متضايق جداااا
ازاى المشاعر دى يحسها , ازاى يتعاطف مع واحده , اياً كانت الواحده دى مينفعش
أخد لابه وبدأ يقلب فى صوره , اد ايه كان وقتها مبسوط
اد ايه كانت جميله , كان بجد بيحبها , كان معاها هى وبس حاسس انه عايش

********************************

بترجع البيت بتشوف مامتها قاعده منتظراها
هدى بهدوء بتدخل تقعد جمبها , بتتكلم الام بطيبه :
- متأخرتيش يا حبيبتى ؟!
- اه يا مامى النادى كان زحمه شويه
- اه , طيب اجبلك عصير
- لا , انا بس عاوزه اطلع اوضتى شويه
- طيب , بس عاوزاكى
- متقوليش حاتم يا مامى بليز
- ليه بس يا هدى , دا بيحبك
- بس انا مبحبوش , انا نفسى حد يخطفنى , يخلينى احبه من غير ما أشعر , عاوزه معاه انسى نفسى
- وحاتم فى ايه يخليكى متحبيهوش
- قلبى مقدرش أقوله حب وأكره , عمرها ما كانت كده , الحب مش ضغط زرار حب , هى مشاعر بتلمس اعماقك بتخطفك , بتبقى مش عارفه بتعملى ايه , انا نفسى حد يسرقنى منى
- وليه حاتم مش اللى يسرقك , على الاقل نعرفه
- قلبى معرفهوش , محبهوش , محسهوش , حبى جوايا يكبر علشان حبيبه كبره مش علشان انا بوجهه
- طيب يا حبيبتى اللى تشوفيه , بس هيظهر امتى
- مش مستعجله يا مامى , يظهر براحته
- وان مظهرش ..؟
- مش هدفن مشاعرى يا مامى لمجرد اعيش , صدقينى مش هعملها
- ربنا يسعدك ويفرحنى بيكى
- يارب يا مامى يارب , هقوم انام بقى شويه
- هتنامى برضو , ولا لاب وموبايل
- مش عارفه
- حساكى متضايقه
- لاء مامى , مرهقه بس

بتطلع هدى وبتدخل اوضتها وكل تفكيرها فيه , اواى بهدلها كده ورجع تانى يقولها انا اسف , ليه هو بيزعقلها ورجع يصالحها , ليه مستناش يكلمها
والاهم ليه هو شاغل تفكيرها



***************************

تانى يوم جه واول حاجه عملتها انها اتصلت بدعاء , مش عارفه ليه بتعمل كده , كل اللى كانت بتفكر فيه تروحلها , يمكن تشوفه وتعرف أيه حكايته
وصلت للبيت شافته نازل
احمر وشها وعينيها زاغت وقفت مش عارفه المفروض تعمل ايه , ولا ليه هى اصلا موجوده هنا
قرب منها بهدوء
نزلت من عربيتها وهى مش عارفه بتعمل ايه وأتكلمت :
- انا
- انتى محتاجه تتكلمى , وانا مش مستعد اسمع , بعد اذنك
وسابها ومشى , وقفت مش متخيله اللى بيحصلها , ايه دا وليه بيعمل معاها كده , قفلت عربيتها وطلعت بسرعه لدعاء وهى مش قادره تفهم ليه , ليه المشاعر الملغبطه دى
دعاء وهى قاعده اقدامها على تربيزه السفره :
- يا بنتى اهدى , هو مين دا اصلا علشان يضايقك كده
- انا اللى عملت فى نفسى كده , انا كنت عاوزه اعرف ليه زعقلى ورجع تانى اعتذرلى
- ما قولنا مجنون , وانتى اجن ليه يشغلك كده , دا انتى عمرك ما خرجتى بدرى كده حتى واحنا ف الجامعه ..؟
- مش عارفه والله ليه , بس الفضول الغيظ , الالم , كرامتى مش عارفه
- خلاص اهدى طيب وبطلى عياط
- مرتين يا دعاء , مرتين يحرجنى ويعاملنى بمنتهى القسوه , ليه كده
- عادى والله انا شايفه انه عادى , معروف عن محمد دا اصلا انه ميطاقش , وانتى حظك جه فيه
- بس انا مش قادره انسى كلمته وهو بيقولى شكلك عاوزه تتكلمى وانا مش مستعد اسمع , وسابنى ومشى
- معلش , انتى غلطانه
- انا ليه ..؟
- علشان دا مش حد تتكلمى معاه ويلا بقى معلش يا حبيبتى , فكك منه بقى وقومى ننزل شويه
- دلوقتى ..؟
- لاء , بكره , انا هلبس
- انتى رخمه اوووى

بتسوق هدى وجمبها دعاء وهى بتحط ميك اب فى المرايه
دعاء بعصبيه : ما تسوقى كويس يا بنتى مش عارفه اظبط ايدى
هدى بضيق : الدنيا زحمه اعمل ايه يعنى , شكل فى كمين اقدام
- طيب

بتقرب هدى ودعاء من الدوريه وبتشوف .......

"يتبع"

قصه قصيرة بنت من مصر


"4 والاخير"
تابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ...........
نظرت هدى بعينى هناء , وفكرت بشكل حدسى مفاجئ , هل تستطيع ان تفعل بهناء هذا .. ؟
راقبتها الوالده فى فضول :
- كملى يا هدى ..؟
وضغطت كفاً على كف وتابعت :
سببهم كل ولد مبيراعيش ربنا ف اخته , سببهم ان كل بنت بتبقى ماشيه مرعوبه وهى واثقه انها لو اقدامها قرار تمشى من بين شلة كلاب ولا تمشى من بين شلة ولاد , تتفضل عض الكلاب ولا تحسيس الولاد لجسمها وكلمه تجرح بيها أنوثتها وتشير أشمئزازها وانتهاكهم حريتها ..!
قاطعتها الام واضافت :
- بس ايه علاقة كلامك بمازن , مش انتى بتقولى جايه تشوفيه وأنكو متواعدين على ما فهمت ..؟
تابعت وهى تنظر إليه ويبدو واضحاً عليه الندم , او خائفاً , خانها وقتها أن تدرك ما رأت داخل عينيه ولكنها عزمت على أن تجعله يأنب نفسه أكثر ويكون هذا اقوى درس له
- أنا كلمت مازن يا طنط اقوله يقف جمب هناء , وان معانا شاب بيحبها جداا , بس هى بترفض خايفه , خايفه يكون كل ولد زى اى شاب بيفكر يأذى بنت بس وبينسى ان ليه اخت ممكن تكون متعقده وخايفه

زفر مازن بصوت مسموع وتكلم بشئ من الخوف , القلق , وكأنه بأمتحان صعب , لم يكن من الصعب ادراك ذلك , فكان خوفه وتلعثمه أكبر دليل :
- انا اسف يا هناء ان مش حاسس بيكى , مكنتش متخيل أنها وصلت لكده
وحدق فى هدى وقال بصوت هامس :
- انت صديقه كويسه , شكرا ليكى
ظلت "هدى" برهه تنظر إليه هل حقاً ما فعلت كان كافى ليستيقظ الضمير بقلب انسان تمكن منه شيطانه .. ! , ممكن ان تشعر بالرضا الان , ام انها أخطات بضعفها أمام هناء وتجاهلت ما كان يخطر ببالها , تطلعت إليه وهى يحن على شقيقته ويخبرها أنها لن يؤذى فتاه بعد الان , وانه سيكون حليفها دوما ولن يتركها تعانى مره اخرى وحدها , وأبتسمت ابتسامة رضا , فيكفيها ما ترى الآن .

فى ظل دهشة الوالده وهناء من فعل هدى الذى لم يكن متوقعاً , اعتذرت منهم وودعتهم بأنها سترى هناء بعد قليل بالجامعه :
هناء وهى بجانب شقيقها :
- استنى هلبس وننزل مع بعض
أومأ مازن برأسه , وقال :
- لا هوصلك انا النهارده وكل يوم
وتابع وهو ينظر لهدى :
- وانتى كمان يا هدى خليكى هوصلكو سوا ..؟
- لاء معلش , انا ورايا مشوار تانى , بعد اذنكو .

نظر مازن إلى هدى وهو يرمقها بأهتمام :
- استنى يا هدى عاوزك ..؟
- اتفضل ..!
تابع معها حتى أقتربو من باب المنزل وتحدث بصوت ناعم , لطيف :
- انا أسف يا هدى , عارف ان كنت قذر معاكى , وانتى مأذتنيش اقدام أهلى , متشكر جداا
- صدقنى معملتش كده علشانك , أنا كنت جايه وعامله حسابى فعلااا احطلك نهايه اقدامهم النهارده , بس اللى فعلا لجمت لسانى هناء , هناء اللى لو عرفت أن اخوها بيحاول يسرق شرف صاحبتها كانت ماتت فيها
- انتى ادتينى الدرس اللى عمرى ما هنساه , أتمنى يكون قلبك كبير وكريم وتسامحينى وتفتحى معايا صفحه جديده لأنسان مش هيقولك بحبك , لا انسان عاوز انسانه زيك تكون زوجه ليه , عاقله ومحترمه , والاهم متأكد من أخلاقها
- معلش يا مازن بس انا مبفكرش فى الكلام دا دلوقتى , وروح بقى علشان متتأخرش عليهم , اختك محتاجه ترجعلها الثقه ان فى لسه خير , دا اهم حاجه تشغلك دلوقتى
فتحت الباب وذهبت
تركته بين ندمه وقلقه على شقيقته , هل ساءت حالتها لهذه الدرجه , كيف لاحدهم أن يعبث معها .
ومشاعر أخرى متضاربه كلا منهم يشكل ألماً داخل قلبه , قلبه الذى لم يكن يستطيع الشعور بشئ من ذلك , فلم يكن هو سوى شاب متحرش أخر ممن يتحرشون بشقيقته وغيرها من الفتيات , فأدرك بأنه يجب ان يبدأ هو أولاً بالتغيير , وأخذ بيدِ شقيقته والبرهان لها بأن ليس كل الرجال وحوش

********************

عندما اقتربت هدى من جامعتها , وجدت أدهم واقفاً يبدو من عينيه الزائغتين انه ينتظر قدوم شخصٍ ما , وعلى غير المتوقع عندما رآها , أقترب منها سريعاً
- ازيك يا هدى
- الحمد لله كويسه , وانت ..؟
- الحمد لله تمام
- هى فين
- هناء ..؟!
أدهم بأبتسامه خجوله , فلهذه الدرجه يبدو عليه الاشتياق :
- ايوه
- مش عارفه هتيجى امتى , بس نصيحه قرب منها يا ادهم , هى دلوقتى عندها استعداد تعرف وتحس , بس بلاش كرامتك من تصرفاتها تألمك لازم تعرف أنها محتاجه أخ وأب اكتر من كونه حبيب
- مش عارف ليه نفسى تحكيلى ليه هناء بالخوف دا , وليه دايما تحذرينى من القرب منها
- هقولك
- اتفضلى
- طبعاً انت عارف المجتمع اللى احنا عايشين فيه , وازاى ان بنت تمشى بين مجموعة شباب منحلين , او تركب باص او او ..؟
- فاهم
- اهو كل المهازل اللى زادت اووى فى مجتمعنا مؤخراً افقدت هناء الثقه ان لسه فى انسان محترم , بيحب بصدق , انسان عمره ما ضايق بنت , انسان مأذاش بنت بأنوثتها
- بس انا فعلا عمرى ما عملت ولا هعمل كده , ولا عمرى بصيت لبنت غيرها , عمرى ما فرق معايا البنات والجو دا , وأكبر دليل وصلنا رابعه جامعه وبحبها من اولى وعمرى حتى ما اعترفت ليها ولا حاولت اكلمها غير لما هانتنى
- عارفه يا ادهم مش محتاج تتكلم عنك , كل الجامعه عرفاك , المشكله مش انت , المشكله هى وثقتها اللى ياااارب ترجعلها فى يوم من الايام
- هترجعلها , انا هعمل المستحيل علشان ارجعهالها واول خطوه هتكون بأنى هدخل البيت
- بجد , عندك استعداد , لسه سنك صغير ..!
- انا وحيد ومش صغير ولا حاجه انا 21 سنه ومش ليا جيش وحالتى الماديه الحمد لله كويسه مش وااو بس كويسه , هفاتح اهلى وان شاء الله يوافقو ..!
- يارب ان شاء الله , بجد تبقى اجمل خطوه
- ان شاء الله , هسيبك انا دلوقتى , وبجد شكرااا ليكى يا هدى جدااا

كشفت عيناى أدهم عن سروره الذى لا يخطئ أحد ليدرك كيف هو صادق فى عشقه , ظلت تنظر إليه وهو يبتعد عنها , خطواته سريعه وكأنه يسابق الزمن , لتبتسم وتدرك بأنه هو من سيجعل "هناء" تؤمن بأن هناك حباً واشخاصاً جيدين ..!

*************************

ظل مازن مرافقاً لشقيقته اياماً مطوله , اصبحوا اشد تقارباً , اكثر صراحةٍ , لم يعد يتطاول على فتاه , اعتدل سلوكه وحاول ان يقوى من إيمانه بأن يتجه لعقيدته وإيمانه على حق , ترك أصدقائه الذين كان اسوءهم بعدما يائس من سيرهم على خطاه الصادقه , وتجاهل حديثهم بأنه لن يدوم ايمانه مطولاً , مما زاده عزيمه بأنه لن يعود مره أخرى مطلقاً .


**********************

كان أهتمام مازن بشقيقته , هو بداية خلاصها من اوهامها ومخاوفها , فقد كان حريص على عدم تركها بمفردها
عرض عليها ترحيبه بهذا الادهم , وأنه بحث ورائه وأنه فتى جيد حسن السمعه
فأصبح واضحاً بعد تغير شقيقها العجيب والغريب , لم يكن من الصعب أن تسمح لقلبها بأن يثق فى أخر
فكيف لشقيق كشقيقها أن يتحول عن معاصيه , ولا يكون من الطبيعى انسان بطبيعته جيد ..

كان هذا ما يثير شكوكها , وجعلها تتقبل فكرة ان يكون لديها رفيق درب , فيجب ان تحاول وأن كان السئ طغى , أن تسمح للجيد أن ينتصر , وكان هذا مبررها

بالفعل آتى يوم زيارة أدهم لمنزلهم
تفننت هدى بوضع المساحيق لها بأحترافيه , لتخرجها بأبهى صوره ممكنه , فهدوء ملامحها جعلتها تبدو رائعه
أقتربت هناء من هدى بعد أن اقتربت من باب الغرفه , وقامت بمعانقتها :
- انتى اجمل صديقه ف الدنيا كلها , عمرى ما كنت اتخيل نفسى اتخطب واتجوز لولا انتى بجد
- انا ,ليه ..؟
- مازن حكالى حقيقة اللى حصل , واللى كان كفيل منك وقتها انه ينهينى ,بس لمجرد خوفك وحرصك عليا غيرتى كلامك كله
- مازن حكى ..! ازاى ..؟
- مازن متغيرش ظاهرياً بس يا هدى , مازن اتغير بجد وفعلا هو بيحيك ياريت تديله الفرصه واوعدك مش هتندمى ابدااا
- انتى اللى بتقولى كده يا هناء ..؟
- انتى السبب , لولا انتى مكنتش بصيت للدنيا بمنظور فى تفاؤل كنت ضعت , وشوفى دلوقتى انا هتخطب وبحب وبيحبنى وهعيش سعيده , ومش بخاف من حد تانى
- بس
- اديله فرصه علشانه علشان يفضل مازن وعلشانك علشان عارفه انه هيصونك , ومعتقدش ممكن يرجع للغلط تانى ..!
- خلاص سيبك منى بقى خلينا فى فرحتنا بيكى النهارده بس
- نفسى نفرح سوا وتطمنيه ..!
وأثناء حديثهم وجدوه مراقباً لهم منصت جيد لكلامهم والتساؤل يعلو وجهه
هزت هدى كتفيها وأبتسمت أبتسامه رقيقه معلنه قبولها
مما جعله بدل ملامحه العابثه , إلى ملامح شديدة السعاده , وظل حيث هو يكتفى بالنظر إلى الاثنان , يتعانقان بود مُتمنين لبعضهم الافضل .. !!

كان الشقيق هو بر الامان لشقيقته ومنجيها ليس بالكثير ولكن فقط بالموده .. !!
فقط بالموده جعلها تثق بأن الدنيا ما زالت بخير

-تمت-

قصة فصيرة بنت من مصر


"3"

بدا على وجه هناء الريبه والفزع عندما بدأت تخيل لها نفسها بأنها زوجه لاحدهم , فيصاحبها اغماءه طفيفه جعلتها تأبط "كتف" هدى .
هدى : مالك يا هناء ..؟
- حاسه ان بطنى بتوجعنى , مش عارفه اتخيل الكلام دا .
- بصى يا هناء اللى اعرفه انك هتندمى جدااا على أدهم فعلا لو مدتلوش فرصه , وسمحتى لقلبك يحب ويدق ويعرف يعنى ايه حب شريف محترم .
- بس انا ......
- انتى لو مش هتقدرى يبقى لازم تروحى بجد لدكتور , وانا مستعده اجى معاكى , عارفه يا هناء انتى لو كان حصل معاكى ربع الحاجات اللى كانت بتحصل معايا كنتى زمانك دلوقتى انتهيتى , انتى لازم تبقى اقوى وتميزى شويه بين الوحش والحلو وان زى ما فى انسان مش كويس في كتير كويسين , لازم تؤمنى بدا علشان بعدين متتعبيش فى حياتك .
- طيب
- طيب ايه
- هحاول اثق فى ادهم , بس لو طلع مش كويس هكره حياتى كلها
- اوعدك انه هيكون كويس جدا
- وايه مخليكى متأكده كده .. ؟
- مش هقولك علشان هو معروف عنه الاخلاق والاحترام , لاء هقولك علشان انا واثقه ان ربنا هيقف جمبنا ويقولك ان الدنيا لسه بخير .
- خلاص يا هدى
- خلاص هتديله الفرصه
- اه , بس مش هكلمه
- نعممممم ..!
- ايوه انا مبحبش الجو دا هقل فى نظر نفسى جدا , انا بس هحاول افكر فيه كأنسان بيحبنى , واحاول افكر ان انسانه محتاجه تثق فى انسان زيها ومش كلهم كلاب .. !
- خلاص اتفقنا , وكده يبقى انتى بدأتى تفكرى صح



أتى الصباح وأتى معه الاحساس بالحياه , فالليله الماضيه لم تكن سوى أعادة برمجه لقلبها كى تجعله يصدق ان هناك مازال الامل بغدٍ افضل بجوار شخص من الممكن ان يجعلها تثق بأن الرجوله والاحترام مازالت موجوده .
وقفت أمام المرآه وعلى غير عادتها تأملت ملامح وجهها وجسدها , فمنذ فتره بعيده لم تفعل , فكانت تكره كونها أنثى , أحست أنقباض فى قلبها عندما تذكرت لمسات الذكور لها واحست دغدغه فى معدتها ترفض أن تتذكر ما عانت بهذا الجسد وكيف يثير أشمئزازها .
وجدت والدتها تجلس امام شاشة "التليفزيون" اقتربت منها , تجذب معها اطراف الحديث , محاوله للهروب من تفكيرها :
- ماما
- ايه يا حبيبتى .. ؟
- بتعملى ايه
- بعمل ايه ..! بشوف فيلم الخطايا هيجى بعد الاعلانات
- اه , بحب الفيلم دا اوى
- طيب شوفيه معايا لو موراكيش حاجه ..؟
- اه محاضرتى متأخر هشوفه شويه .
جاهدت هناء محاوله منها أن تتناسى "كلام" هدى لها , ولكن مهما فعلت ومهما اندمجت مع احداث هذا السيناريو امامها , فهى لا تستطيع , فقلبها وعقلها يرفضون مجرد ان تعيد هيكلة حياتها وتحاول الثقه بأحدهم

********************

على الرغم من حسم أدهم قراره ,أنها لن تشغل تفكيره مره أخرى ومهما حدث لن يقترب منها مطلقاً , الا انه وعندما تسلل إلى "الجامعه" أخذت عيناه تبحث عنها هنا وهناك رغم غليان الدم فى عروقه مما فعلت به , فلا يستطيع جعل قلبه ان يقسو عليها , فالقلب يرغمنا احياناً على فعل اشياء تخالف العقل تماماً .

************************

استيقظت هدى وعلى وجهها نظرة عابثه , فقد حسمت قرارها بشأن مازن ولن تجعل الامر يطول اكثر من ذلك
تناولت هاتفها وحدثته :
- ايوه يا مازن
- مين ..؟
- انا هدى , مش عارف صوتى
- ايه دا بجد , كنت متـأكد انك هتكلمينى , بس رقمى ..؟!
- من هناء
- اه بس ازاى طلبتيه
- مطلبتوش اخدته بس
- اخيرااا يا هدى بدأتى تحسى بيا
- انا عاوزه اشوفك
- ياريت , فين ..؟
- فى اي مكان تختاره .. ؟
- طيب , شويه وهكلمك
- ايه رأيك نتقابل عندكو فى البيت
- بجد .. ؟
- ايوه بجد ولا عندك اعتراض
- لا طبعااا ياريت , خلاص تعالى ..؟
- ماشى , كمان ساعه هكون عندكو
موافقتها تلك ايقنت داخل مازن انها تريده وبأنها لانت له , وأصبحت تشتاقه وستنساق فى لذة العشق معه , هذا هو الانتصار العظيم ,الذى يليق به .
أغلق الهاتف معها , وهاتف صديقه كى يخبره إنجازه وأنه على حق فليس هناك من فتاه تستطع مقاومته .
وأسرع محاولاً الوصول لشئ بأن يجعل والدته وشقيقته يتركون المنزل , اقترب منهم وجلس بجانب شقيقته , التى اسرعت بدورها وابتعدت عنه لتجعل مسافه كبرى تفصل بينهم :
- ماما , انتى مش هتخرجى النهارده ..؟
- لا ليه ..؟
- اصل اصحابى جايين
- وهما اصحابك يجوا احنا نخرج , عيشنا وشوفنا والله
ادرك حينها بأن الامر ليس بهين , فحديثه اصاب والدته بالاستياء , فرغبته بخروجهم لم تجعله ينتقى كلماته واسرع بسؤال شقيقته :
- انتى مش وراكى جامعه النهارده ولا ايه ..؟
- ورايا بس لسه بدرى
- اه , ماشى
تركهم وأسرع كى يهاتف هدى كى تغير وجهتها ويتقابل معها خارجاً , تناول هاتفه واجرى الاتصال ولكن ليس هناك من مجيب , مره وأثنان وثلاث , وبعد قليل سمع صوت باب المنزل وهناء ترحب بهدى , لم , لم أتت بتلك السرعه , فلم تمر الساعه التى اتفقوا عليها , لم اسرعت هكذا فقد اضاعت عليه اليوم فرصة الفوز بها .
وسمع صوتها تسأل عنه , مما زاد من حيرته , لم تقوم بالسؤال عنه وامامهم , فبادر بالخروج
هدى وهى تقف امامه :
- ايه يا مازن مش أتفقنا هنتقابل هنا , مش تيجى تسلم عليا
تصبب جبينه عرقاً , فلم يجد فى نفسه القوه على الكلام او حتى السير اكثر تجاههم , اعتلت عينيه الدهشه وشيئاً من الخوف , وتقدم بخطى بطيئه , ما الذى تريد قوله , ولم تفعل ذلك امام والدته وشقيقته .
فتابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ..............
"يتبع مع الجزء الرابع والاخير"