16‏/9‏/2014

قصه قصيرة بنت من مصر


"المقدمه"

اتمنى ان يمُر اليوم دون أن اصيب بأذى .. هذه حقاً اصبحت اقصى امنياتى .. !!



************************

"1"
كعادتها عندما تفيق من نومها تأخذ هاتفها الملازم أحضانها , تقوم بتفقد صفحتها الالكترونيه "الفيس بوك"
فاصبح الامر ولع اكثر من كونه مجرد تصفح , وبعد ان تنتهى ولا تجد ما يجذبها تنتقل "للواتس أب"
احياناً تجد محادثات من صديقاتها واحياناً اخرى لا , بعد انتهاء البحث تقوم متكاسله متجه لبتديل ملابسها واخذ "الحمام " الخاص بها مستعده لتتجه إلى جامعتها

والدتها قابعه بغرفة الطعام تعد لهم الفطور وصوت غنائها يدندن برقه وعذوبه
تقترب هناء بهدوء : ماما .. ؟
تلتفت الام بوجه بشوش :
- حبيبتى صباح الفل
وتنظر نظره خاطفه على ملابس هناء :
- ايه دا انتى لبستى كمان , لسه بدرى .. !
- معلش يا ماما عاوزه انزل بدرى علشان الاقى مكان ف الباص واقعد بدل الوقفه والقرف اللى بيحصل .
- والله عندك حق , معلش يا حبيبتى لو معايا كنت جبتلك عربيه وريحتك .
- والله يا ماما لو حتى عربيه عينيهم وانا قاعده فيها هتتحرش بيا , المشكله مبقتش فى التقرب او البعد المشكله بقت ف العيون السعرانه , اللى نفسها تاكل اللى اقدامها وتفتك بيه .
- انا بزعل اوى لما بسمع كلامك دا , وبخاف عليكى جدااا , ومش قادره اكدبه لانه بيحصل معايا ياللى انا كبيره , منهم لله كل واحد يبص لواحده بالطريقه دى .
- ايوه يا ماما انا بخاف اوووى وانا ماشيه اكتر من وانا راكبه مواصله .
- حبيبتى ربنا ينجيكى , طيب استنى اخوكى يوصلك ف طريقه
- حرام عليكى يا ماما طريقه ايه بس , هو شرق وانا غرب , يلا حبيبتى ادعيلى انتى بس ربنا يبعدهم عنى .
ودعت هناء المنزل على دعوات والدتها لها وهى تخشى معاناة اليوم ومن , من الممكن ان يحدث معها , وكيف انها تخشى النزول من المنزل وممارسة حياتها الطبيعيه لمجرد أن يخدش احدهم حيائها , فقد أصبح المجتمع وبدون مقدمات متوحش جدااا .

تسللت إلى حافلتها وسعدت جدااا عندما وجدت مكان شاغر فاليوم لن يخدش احدهم حيائها ولن تضطر للاقتراب من أحد

أنتهت المواصله وتستعد" للنزول" من الباص سعيده , فاليوم دعوات والدتها كانت منجيه لها
ولكن لم تدوم فرحتها طويلاً
فعند ذهابها هجم كثيرين على الحافله محاولون الصعود " يد هذا تلمس بها جزء , والاخر يخدشها بأنامله , وأخر ممسكاً بجزء من جسدها
حتى استطاعت النزول وهى مشمئزه , تكره جسدها , كيف لهم ان يعبثوا بجسدها هكذا , وكيف لا تستطيع ان تتحدث وتقول ما يحدث
لملمت أشيائها وملابسها بأشمئزاز واسرعت لجامعتها
وقفت لحظات وكأنها تبحث عن احد وهى تخشى الجميع حولها ..
واذ بفتاه تقترب منها :
- هناء
ابتسمت بهدوء :
- هدى , ازيك يا حبيبتى
- مالك حساكى متضايقه ..؟
- سفاله كل يوم , جتهم الارف بجد
- طيب لو اقولك اللى حصلى وانا جايه ..!
- ايه ..؟
- 3 شباب خلونى بعدى تقاطع شارع وجم خبطونى واتحرشوا بيا و ............
- بتهزرى ..! , منهم لله بجد ايه السفاله دى , هما ازاى مش خايفين
- ما لو فى قانون كانت البلد نضفت
- قبل القانون يا هدى , يكون ف اخلاق , ايمان , وعى ان زى ما بتعمل كده فى واحده ماشيه , هيتعمل كده فى اختك , مامتك , مراتك , بنتك ,
- المشكله ان اكتر ناس بتتحرش بيا هما الناس الكبيره , مش بس الشباب
- يلا بلا قرف خلينا ندخل الكليه نشوف محاضراتنا
- طيب

"تسللو الى المحاضره وكانت على وشك الابتداء , وجدت المكان مزدحم والكل يجلسون بجانب بعضهم "
اقتربت الصديقتان وجلسوا على اقرب مقعد وكان الاقرب والشاغر فى منتصف القاعه , ومن الطبيعى جدا ان يجلسوا بجانب صديق , صديقه لا يهم فهنا مكان للتعليم , أناس مثقفين محترمون لن يتطاولو علي صديقه لهم ... !
جلست هناء بحسن نيه بجانب الفتى وبجانبها هدى وأذ بهذا الشاب يأتى بقدمه جانب قدمها رغم أن المكان ليس مزدحم ومن الممكن ان يفصل بينهم جزء كبير
ولكنه اصبح يتقرب منها شيئاً فشيئاً حتى ألتصق بها , لم تعطى للامر اهتماماً وعللت أنه من الممكن انه حسن النيه , فمن كثرة ما تراه بالخارج جعلها تظن ان الكل نيتهم غير حسنه , ابتعدت عنه واقتربت من "هدى" حتى كادت توقعها :
هدى : ايه يا هناء مش تخلى بالك يا بنتى هتوقعينى
- انا اسفه بس اللى جمبى دا عمال يجى جمبى وانا مش عارفه اقوله اتحرك
- خلاص بس كفايه كده , هتوقعينى
- طيب ,طيب
حاولت هناء ان تتغاضى عن الفتى والانتباه للمحاضره , فهذه المحاضره مهمه جدااا , ولم يمض سوى دقائق حتى شعرت بيد أحدهم تتحسس قدماها , عرق جبينها وتورد وجهها وقالت بصوت خافت خشيه من ان يعلم أحدهم وقاحة ما تعانيه الان من احد زملائها :
- انت بتعمل ايه .. ؟
- انا لمستك
- طيب ابعد عنى بدل ما افرج عليك المحاضره كلها
اكمل هو بنفس انخفاض صوتها وتحدث بهدوء :
- طيب انتى الخسرانه , كنت فعلا معجب بيكى , بس واضح انك غبيه ومتخلفه
وترنح بجلسته بعيداً عنها
أنتهت المحاضره ف هذه القاعه الكبيره على عدم استفادة هناء بأى كلمه قالت , فكان ما يثير أشمئزازها هذا الشاب , كيف له أن يقول او يفعل مثل تلك الامور ف الحرم الجامعى , فهذا مكان له قدسيته ويجب احترامه .. !

*********************

أثناء جلوس هناء وهدى فى " كافيريا" الجامعه أتى أحدهم وطلب من هناء ان يتحدث إليها وكان هو صاحب النصيب الاكبر من الاهانه فقد جمعت كل ما حدث اليوم به هو فقط , ليقف الشاب مذهول ما يسمع , فلم يبدر منه سوء لها كى تفعل ما فعلت ..
أدهم : انا عملت ايه , دا انا كنت عاوز اتكلم معاكى عن المحاضرات اللى فاتت , قولت يمكن تفدينى , كنت فاكر انك ارقى من كده , أسف لكلامى معاكى
تركها وذهب مسرعاً دون أن تجبه ولو ببنس حرف
هدى : انتى غلطانه يا هناء , هو كان عملك ايه علشان تهنيه كده , الولد دا مؤدب , وكل الجامعه عارفه عنه كده .. !
صاحت بها بعينين زائغتين , وعيون تلمع بالدموع , لا تعلم ان كانت نادمه , ام انها على اقتناع تام بأنه ليس هناك فتى جيد :
- مفيش حد كويس كلهم كلاب , كل ولد عامل زى الكلب المسعور عاوز ينهش اى جزء من اى بنت ويجرى
- حرام عليكى يا هناء , مينفعش اللى بنشووفه ف الشارع ومن قلة منحدره يخلينا نقول ان الكل سئ .. !
- لا الكل سئ
- يعنى باباكى واخوكى سيئين ..؟
- بابا واخويا لاء طبعاااا
- طيب ولنفرض انهم كويسين يبقى ليه مفيش زيهم .. !
- لاء مفيش زيهم , بابا واخويا بس هما اللى لسه انقيا
- ايه ضمنك , ما انتى مش بتشوفيهم ماشيين ف الشارع
- تقصدى ايه ..؟
- اقصد انك لازم تكبرى بقى وتحللى الدنيا , مينفعش تحكمى على الناس , ولو حكمتى بقى يبقى تحكمى على الكل .
- انتى عاوزه تقولى ان بابا واخويا ايه يعنى .. !
- انا اللى اعرفه أن ..........
وفكرت أن تقص هدى على هناء ما فعله شقيقها معها عندما ذهبت إليهم ولم تجدها , ولو آن الله لم يقف معها فلا تعلم ما كان ليحدث لها وقتها , ولكن حالة هناء لا تتحمل صدمات جديده , فذهبت لموضوع اخر كى تتهرب من الاجابه :
- يعنى عمرك ما تتجوزى .. ؟
- ايوه طبعا عمرى ما هتجوز
- انتى اتقعدتى ودا وحش اوووى محتاجه دكتور نفسى .
- لا انا محتاجه امشى من البلد دى

تركت هناء هدى بعد معاناه بأنها أخطأت بحق هذا الفتى وبأنها قامت بأذلاله ولم يكن يجب ان تفعل
مما جعلها نادمه , فحقاً هو لم يستحق منها ما فعلت , وأيضاً لم يرفع عينه بعينها وهى يحدثها , ويجب عندما تسنح الفرصه يجب ان تعتذر منه
ولكن هل ستقوى على فعل ذلك , هل من الممكن ان تثق بكائن اسمه ذكر على وجه الارض , ام ان هدى محقه واصبحت مريضه ويجب ان تعالج لكرهها للرجال .. !

"يتبع"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق