16‏/9‏/2014

قصة فصيرة بنت من مصر


"3"

بدا على وجه هناء الريبه والفزع عندما بدأت تخيل لها نفسها بأنها زوجه لاحدهم , فيصاحبها اغماءه طفيفه جعلتها تأبط "كتف" هدى .
هدى : مالك يا هناء ..؟
- حاسه ان بطنى بتوجعنى , مش عارفه اتخيل الكلام دا .
- بصى يا هناء اللى اعرفه انك هتندمى جدااا على أدهم فعلا لو مدتلوش فرصه , وسمحتى لقلبك يحب ويدق ويعرف يعنى ايه حب شريف محترم .
- بس انا ......
- انتى لو مش هتقدرى يبقى لازم تروحى بجد لدكتور , وانا مستعده اجى معاكى , عارفه يا هناء انتى لو كان حصل معاكى ربع الحاجات اللى كانت بتحصل معايا كنتى زمانك دلوقتى انتهيتى , انتى لازم تبقى اقوى وتميزى شويه بين الوحش والحلو وان زى ما فى انسان مش كويس في كتير كويسين , لازم تؤمنى بدا علشان بعدين متتعبيش فى حياتك .
- طيب
- طيب ايه
- هحاول اثق فى ادهم , بس لو طلع مش كويس هكره حياتى كلها
- اوعدك انه هيكون كويس جدا
- وايه مخليكى متأكده كده .. ؟
- مش هقولك علشان هو معروف عنه الاخلاق والاحترام , لاء هقولك علشان انا واثقه ان ربنا هيقف جمبنا ويقولك ان الدنيا لسه بخير .
- خلاص يا هدى
- خلاص هتديله الفرصه
- اه , بس مش هكلمه
- نعممممم ..!
- ايوه انا مبحبش الجو دا هقل فى نظر نفسى جدا , انا بس هحاول افكر فيه كأنسان بيحبنى , واحاول افكر ان انسانه محتاجه تثق فى انسان زيها ومش كلهم كلاب .. !
- خلاص اتفقنا , وكده يبقى انتى بدأتى تفكرى صح



أتى الصباح وأتى معه الاحساس بالحياه , فالليله الماضيه لم تكن سوى أعادة برمجه لقلبها كى تجعله يصدق ان هناك مازال الامل بغدٍ افضل بجوار شخص من الممكن ان يجعلها تثق بأن الرجوله والاحترام مازالت موجوده .
وقفت أمام المرآه وعلى غير عادتها تأملت ملامح وجهها وجسدها , فمنذ فتره بعيده لم تفعل , فكانت تكره كونها أنثى , أحست أنقباض فى قلبها عندما تذكرت لمسات الذكور لها واحست دغدغه فى معدتها ترفض أن تتذكر ما عانت بهذا الجسد وكيف يثير أشمئزازها .
وجدت والدتها تجلس امام شاشة "التليفزيون" اقتربت منها , تجذب معها اطراف الحديث , محاوله للهروب من تفكيرها :
- ماما
- ايه يا حبيبتى .. ؟
- بتعملى ايه
- بعمل ايه ..! بشوف فيلم الخطايا هيجى بعد الاعلانات
- اه , بحب الفيلم دا اوى
- طيب شوفيه معايا لو موراكيش حاجه ..؟
- اه محاضرتى متأخر هشوفه شويه .
جاهدت هناء محاوله منها أن تتناسى "كلام" هدى لها , ولكن مهما فعلت ومهما اندمجت مع احداث هذا السيناريو امامها , فهى لا تستطيع , فقلبها وعقلها يرفضون مجرد ان تعيد هيكلة حياتها وتحاول الثقه بأحدهم

********************

على الرغم من حسم أدهم قراره ,أنها لن تشغل تفكيره مره أخرى ومهما حدث لن يقترب منها مطلقاً , الا انه وعندما تسلل إلى "الجامعه" أخذت عيناه تبحث عنها هنا وهناك رغم غليان الدم فى عروقه مما فعلت به , فلا يستطيع جعل قلبه ان يقسو عليها , فالقلب يرغمنا احياناً على فعل اشياء تخالف العقل تماماً .

************************

استيقظت هدى وعلى وجهها نظرة عابثه , فقد حسمت قرارها بشأن مازن ولن تجعل الامر يطول اكثر من ذلك
تناولت هاتفها وحدثته :
- ايوه يا مازن
- مين ..؟
- انا هدى , مش عارف صوتى
- ايه دا بجد , كنت متـأكد انك هتكلمينى , بس رقمى ..؟!
- من هناء
- اه بس ازاى طلبتيه
- مطلبتوش اخدته بس
- اخيرااا يا هدى بدأتى تحسى بيا
- انا عاوزه اشوفك
- ياريت , فين ..؟
- فى اي مكان تختاره .. ؟
- طيب , شويه وهكلمك
- ايه رأيك نتقابل عندكو فى البيت
- بجد .. ؟
- ايوه بجد ولا عندك اعتراض
- لا طبعااا ياريت , خلاص تعالى ..؟
- ماشى , كمان ساعه هكون عندكو
موافقتها تلك ايقنت داخل مازن انها تريده وبأنها لانت له , وأصبحت تشتاقه وستنساق فى لذة العشق معه , هذا هو الانتصار العظيم ,الذى يليق به .
أغلق الهاتف معها , وهاتف صديقه كى يخبره إنجازه وأنه على حق فليس هناك من فتاه تستطع مقاومته .
وأسرع محاولاً الوصول لشئ بأن يجعل والدته وشقيقته يتركون المنزل , اقترب منهم وجلس بجانب شقيقته , التى اسرعت بدورها وابتعدت عنه لتجعل مسافه كبرى تفصل بينهم :
- ماما , انتى مش هتخرجى النهارده ..؟
- لا ليه ..؟
- اصل اصحابى جايين
- وهما اصحابك يجوا احنا نخرج , عيشنا وشوفنا والله
ادرك حينها بأن الامر ليس بهين , فحديثه اصاب والدته بالاستياء , فرغبته بخروجهم لم تجعله ينتقى كلماته واسرع بسؤال شقيقته :
- انتى مش وراكى جامعه النهارده ولا ايه ..؟
- ورايا بس لسه بدرى
- اه , ماشى
تركهم وأسرع كى يهاتف هدى كى تغير وجهتها ويتقابل معها خارجاً , تناول هاتفه واجرى الاتصال ولكن ليس هناك من مجيب , مره وأثنان وثلاث , وبعد قليل سمع صوت باب المنزل وهناء ترحب بهدى , لم , لم أتت بتلك السرعه , فلم تمر الساعه التى اتفقوا عليها , لم اسرعت هكذا فقد اضاعت عليه اليوم فرصة الفوز بها .
وسمع صوتها تسأل عنه , مما زاد من حيرته , لم تقوم بالسؤال عنه وامامهم , فبادر بالخروج
هدى وهى تقف امامه :
- ايه يا مازن مش أتفقنا هنتقابل هنا , مش تيجى تسلم عليا
تصبب جبينه عرقاً , فلم يجد فى نفسه القوه على الكلام او حتى السير اكثر تجاههم , اعتلت عينيه الدهشه وشيئاً من الخوف , وتقدم بخطى بطيئه , ما الذى تريد قوله , ولم تفعل ذلك امام والدته وشقيقته .
فتابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ..............
"يتبع مع الجزء الرابع والاخير"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق