16‏/9‏/2014

قصه قصيرة بنت من مصر


"4 والاخير"
تابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ...........
نظرت هدى بعينى هناء , وفكرت بشكل حدسى مفاجئ , هل تستطيع ان تفعل بهناء هذا .. ؟
راقبتها الوالده فى فضول :
- كملى يا هدى ..؟
وضغطت كفاً على كف وتابعت :
سببهم كل ولد مبيراعيش ربنا ف اخته , سببهم ان كل بنت بتبقى ماشيه مرعوبه وهى واثقه انها لو اقدامها قرار تمشى من بين شلة كلاب ولا تمشى من بين شلة ولاد , تتفضل عض الكلاب ولا تحسيس الولاد لجسمها وكلمه تجرح بيها أنوثتها وتشير أشمئزازها وانتهاكهم حريتها ..!
قاطعتها الام واضافت :
- بس ايه علاقة كلامك بمازن , مش انتى بتقولى جايه تشوفيه وأنكو متواعدين على ما فهمت ..؟
تابعت وهى تنظر إليه ويبدو واضحاً عليه الندم , او خائفاً , خانها وقتها أن تدرك ما رأت داخل عينيه ولكنها عزمت على أن تجعله يأنب نفسه أكثر ويكون هذا اقوى درس له
- أنا كلمت مازن يا طنط اقوله يقف جمب هناء , وان معانا شاب بيحبها جداا , بس هى بترفض خايفه , خايفه يكون كل ولد زى اى شاب بيفكر يأذى بنت بس وبينسى ان ليه اخت ممكن تكون متعقده وخايفه

زفر مازن بصوت مسموع وتكلم بشئ من الخوف , القلق , وكأنه بأمتحان صعب , لم يكن من الصعب ادراك ذلك , فكان خوفه وتلعثمه أكبر دليل :
- انا اسف يا هناء ان مش حاسس بيكى , مكنتش متخيل أنها وصلت لكده
وحدق فى هدى وقال بصوت هامس :
- انت صديقه كويسه , شكرا ليكى
ظلت "هدى" برهه تنظر إليه هل حقاً ما فعلت كان كافى ليستيقظ الضمير بقلب انسان تمكن منه شيطانه .. ! , ممكن ان تشعر بالرضا الان , ام انها أخطات بضعفها أمام هناء وتجاهلت ما كان يخطر ببالها , تطلعت إليه وهى يحن على شقيقته ويخبرها أنها لن يؤذى فتاه بعد الان , وانه سيكون حليفها دوما ولن يتركها تعانى مره اخرى وحدها , وأبتسمت ابتسامة رضا , فيكفيها ما ترى الآن .

فى ظل دهشة الوالده وهناء من فعل هدى الذى لم يكن متوقعاً , اعتذرت منهم وودعتهم بأنها سترى هناء بعد قليل بالجامعه :
هناء وهى بجانب شقيقها :
- استنى هلبس وننزل مع بعض
أومأ مازن برأسه , وقال :
- لا هوصلك انا النهارده وكل يوم
وتابع وهو ينظر لهدى :
- وانتى كمان يا هدى خليكى هوصلكو سوا ..؟
- لاء معلش , انا ورايا مشوار تانى , بعد اذنكو .

نظر مازن إلى هدى وهو يرمقها بأهتمام :
- استنى يا هدى عاوزك ..؟
- اتفضل ..!
تابع معها حتى أقتربو من باب المنزل وتحدث بصوت ناعم , لطيف :
- انا أسف يا هدى , عارف ان كنت قذر معاكى , وانتى مأذتنيش اقدام أهلى , متشكر جداا
- صدقنى معملتش كده علشانك , أنا كنت جايه وعامله حسابى فعلااا احطلك نهايه اقدامهم النهارده , بس اللى فعلا لجمت لسانى هناء , هناء اللى لو عرفت أن اخوها بيحاول يسرق شرف صاحبتها كانت ماتت فيها
- انتى ادتينى الدرس اللى عمرى ما هنساه , أتمنى يكون قلبك كبير وكريم وتسامحينى وتفتحى معايا صفحه جديده لأنسان مش هيقولك بحبك , لا انسان عاوز انسانه زيك تكون زوجه ليه , عاقله ومحترمه , والاهم متأكد من أخلاقها
- معلش يا مازن بس انا مبفكرش فى الكلام دا دلوقتى , وروح بقى علشان متتأخرش عليهم , اختك محتاجه ترجعلها الثقه ان فى لسه خير , دا اهم حاجه تشغلك دلوقتى
فتحت الباب وذهبت
تركته بين ندمه وقلقه على شقيقته , هل ساءت حالتها لهذه الدرجه , كيف لاحدهم أن يعبث معها .
ومشاعر أخرى متضاربه كلا منهم يشكل ألماً داخل قلبه , قلبه الذى لم يكن يستطيع الشعور بشئ من ذلك , فلم يكن هو سوى شاب متحرش أخر ممن يتحرشون بشقيقته وغيرها من الفتيات , فأدرك بأنه يجب ان يبدأ هو أولاً بالتغيير , وأخذ بيدِ شقيقته والبرهان لها بأن ليس كل الرجال وحوش

********************

عندما اقتربت هدى من جامعتها , وجدت أدهم واقفاً يبدو من عينيه الزائغتين انه ينتظر قدوم شخصٍ ما , وعلى غير المتوقع عندما رآها , أقترب منها سريعاً
- ازيك يا هدى
- الحمد لله كويسه , وانت ..؟
- الحمد لله تمام
- هى فين
- هناء ..؟!
أدهم بأبتسامه خجوله , فلهذه الدرجه يبدو عليه الاشتياق :
- ايوه
- مش عارفه هتيجى امتى , بس نصيحه قرب منها يا ادهم , هى دلوقتى عندها استعداد تعرف وتحس , بس بلاش كرامتك من تصرفاتها تألمك لازم تعرف أنها محتاجه أخ وأب اكتر من كونه حبيب
- مش عارف ليه نفسى تحكيلى ليه هناء بالخوف دا , وليه دايما تحذرينى من القرب منها
- هقولك
- اتفضلى
- طبعاً انت عارف المجتمع اللى احنا عايشين فيه , وازاى ان بنت تمشى بين مجموعة شباب منحلين , او تركب باص او او ..؟
- فاهم
- اهو كل المهازل اللى زادت اووى فى مجتمعنا مؤخراً افقدت هناء الثقه ان لسه فى انسان محترم , بيحب بصدق , انسان عمره ما ضايق بنت , انسان مأذاش بنت بأنوثتها
- بس انا فعلا عمرى ما عملت ولا هعمل كده , ولا عمرى بصيت لبنت غيرها , عمرى ما فرق معايا البنات والجو دا , وأكبر دليل وصلنا رابعه جامعه وبحبها من اولى وعمرى حتى ما اعترفت ليها ولا حاولت اكلمها غير لما هانتنى
- عارفه يا ادهم مش محتاج تتكلم عنك , كل الجامعه عرفاك , المشكله مش انت , المشكله هى وثقتها اللى ياااارب ترجعلها فى يوم من الايام
- هترجعلها , انا هعمل المستحيل علشان ارجعهالها واول خطوه هتكون بأنى هدخل البيت
- بجد , عندك استعداد , لسه سنك صغير ..!
- انا وحيد ومش صغير ولا حاجه انا 21 سنه ومش ليا جيش وحالتى الماديه الحمد لله كويسه مش وااو بس كويسه , هفاتح اهلى وان شاء الله يوافقو ..!
- يارب ان شاء الله , بجد تبقى اجمل خطوه
- ان شاء الله , هسيبك انا دلوقتى , وبجد شكرااا ليكى يا هدى جدااا

كشفت عيناى أدهم عن سروره الذى لا يخطئ أحد ليدرك كيف هو صادق فى عشقه , ظلت تنظر إليه وهو يبتعد عنها , خطواته سريعه وكأنه يسابق الزمن , لتبتسم وتدرك بأنه هو من سيجعل "هناء" تؤمن بأن هناك حباً واشخاصاً جيدين ..!

*************************

ظل مازن مرافقاً لشقيقته اياماً مطوله , اصبحوا اشد تقارباً , اكثر صراحةٍ , لم يعد يتطاول على فتاه , اعتدل سلوكه وحاول ان يقوى من إيمانه بأن يتجه لعقيدته وإيمانه على حق , ترك أصدقائه الذين كان اسوءهم بعدما يائس من سيرهم على خطاه الصادقه , وتجاهل حديثهم بأنه لن يدوم ايمانه مطولاً , مما زاده عزيمه بأنه لن يعود مره أخرى مطلقاً .


**********************

كان أهتمام مازن بشقيقته , هو بداية خلاصها من اوهامها ومخاوفها , فقد كان حريص على عدم تركها بمفردها
عرض عليها ترحيبه بهذا الادهم , وأنه بحث ورائه وأنه فتى جيد حسن السمعه
فأصبح واضحاً بعد تغير شقيقها العجيب والغريب , لم يكن من الصعب أن تسمح لقلبها بأن يثق فى أخر
فكيف لشقيق كشقيقها أن يتحول عن معاصيه , ولا يكون من الطبيعى انسان بطبيعته جيد ..

كان هذا ما يثير شكوكها , وجعلها تتقبل فكرة ان يكون لديها رفيق درب , فيجب ان تحاول وأن كان السئ طغى , أن تسمح للجيد أن ينتصر , وكان هذا مبررها

بالفعل آتى يوم زيارة أدهم لمنزلهم
تفننت هدى بوضع المساحيق لها بأحترافيه , لتخرجها بأبهى صوره ممكنه , فهدوء ملامحها جعلتها تبدو رائعه
أقتربت هناء من هدى بعد أن اقتربت من باب الغرفه , وقامت بمعانقتها :
- انتى اجمل صديقه ف الدنيا كلها , عمرى ما كنت اتخيل نفسى اتخطب واتجوز لولا انتى بجد
- انا ,ليه ..؟
- مازن حكالى حقيقة اللى حصل , واللى كان كفيل منك وقتها انه ينهينى ,بس لمجرد خوفك وحرصك عليا غيرتى كلامك كله
- مازن حكى ..! ازاى ..؟
- مازن متغيرش ظاهرياً بس يا هدى , مازن اتغير بجد وفعلا هو بيحيك ياريت تديله الفرصه واوعدك مش هتندمى ابدااا
- انتى اللى بتقولى كده يا هناء ..؟
- انتى السبب , لولا انتى مكنتش بصيت للدنيا بمنظور فى تفاؤل كنت ضعت , وشوفى دلوقتى انا هتخطب وبحب وبيحبنى وهعيش سعيده , ومش بخاف من حد تانى
- بس
- اديله فرصه علشانه علشان يفضل مازن وعلشانك علشان عارفه انه هيصونك , ومعتقدش ممكن يرجع للغلط تانى ..!
- خلاص سيبك منى بقى خلينا فى فرحتنا بيكى النهارده بس
- نفسى نفرح سوا وتطمنيه ..!
وأثناء حديثهم وجدوه مراقباً لهم منصت جيد لكلامهم والتساؤل يعلو وجهه
هزت هدى كتفيها وأبتسمت أبتسامه رقيقه معلنه قبولها
مما جعله بدل ملامحه العابثه , إلى ملامح شديدة السعاده , وظل حيث هو يكتفى بالنظر إلى الاثنان , يتعانقان بود مُتمنين لبعضهم الافضل .. !!

كان الشقيق هو بر الامان لشقيقته ومنجيها ليس بالكثير ولكن فقط بالموده .. !!
فقط بالموده جعلها تثق بأن الدنيا ما زالت بخير

-تمت-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق