16‏/9‏/2014

حنين حذيفه PDF

 يارب تعجبكو ومنتظرة ارائكم




http://urls.mfo.cc/ng77

قصه قصيرة لماذا انت


"4 والاخير"

فى نفس اللحظه بتقوم هدى من على كرسى ف البلكون اللى جمبه على صوته , وبكل عطف :
- اساذ , مالك
محمد بعيون كلها دموع وقهر :
- انا , تعبان اوى
هدى بألم لدموعه وحالته المآساويه , بتتكلم بتعاطف وصوت كله طيبه , رق معاه قلبه :
- مالك , احكيلى لو مش هيضايقك
- هحكى , اصل انا نفسى اطلع اللى جوايا , اوى
- اتفضل
"واخدت كرسى قربته من السور الفاصل بينهم وقعدت عليه تسمعله " , اتكلم محمد بيآس ودموع زى الشلال المنهمر مبتوقفش :
- حبيبتى ومراتى , وكل دنيتى خلاص بتفكر تمشى وتسيبنى , انا السبب , انا اللى خلتها تمشى
هدى بعطف وتأثر :
- طب اهدى بس وقولى فى ايه

بعين حمرا بيبص لهدى وكأنه اتصدم فجأه :
- واقولك ليه , انتى مين , ليه بتتكلمى معايا اصلا , ابعدى عنى
"وسابها وجرى على اوضته دخل وسابها "
بتبص عليه , ايه اللى حصل , هى عملتله ايه , مش هو اللى قرر يحكى , حصل ايه , ليه بيعمل معاها كده
ورغم جرحها من تصرفاته , الا انه مستفزها , نفسها تعرف حكايته ايه , ولازم هتعرف , انتظرت دقايق , سمعت تكسير جاى من اوضته , وحد بيصرخ بصوت عالى , شكله منهار , وقفت تحاول تشوف مقدرتش تشوف حاجه , لحظات وجت دعاء
دعاء بأستغراب لمنظر هدى وهى بتحاول تتسلق السور بينهم وبين محمد :
- هتقعى فى الشارع يا حاجه
هدى بخضه وأحراج :
- ايه , هقع ليه
- مش عارفه ليه والله
- طيب , عاوزه ايه يعنى
- مالك , وبقالك ساعه مختفيه هنا ليه , يلا عاوزه انام
- اقعدى شويه على الكمبيوتر , انا عاوزه افضل هنا شويه
- هتسهرى ف البلكونه , دا انتى غريبه
- لو سمحتى يا دعاء سيبينى لوحدى
- طيب , طيب , هروح انا انام احسن
- اه احسن
فضلت هدى الفضول متملكها نفسها تخطى السور وتروحله تهديه , اد ايه قلبها موجودع عليه , غريبه هى مستغربه نفسها , ليه متعاطفه كده , هو ميستاهلش منها تعاطف , ليه قلبها موجوع عليه كده , ليه وليه , وقفت ليه عنده وهو خارج البلكون تانى ووقف اقدامها , وبطريقه عفويه مسك ايدها اللى على السور الفاصل بينهم , ضغط بقوه , جسمها ارتجف , ايه بيحصلها , هو عاوز ايه , نظرات كلها قهر , اتكلم بألم :
- هموت , انجددينى , متسيبينيش اموت يا......... , انتى مين ؟
هدى بألم من ضغطة ايده :
- اسمى هدى , وبجد انا عاوزه اساعدك , بس سيب ايدى
بص على ايدها وايده اللى مسكاها بعنف وبدأت ملامحه تهدى من عصبيتها وتتراخى :
- انا اسف , اسف اوى , بس انا بموت , انا حبيبتى بتروح منى وانا مش قادر اسيبها , مش قادر اقولها يلا مع السلامه , مجرد انها هنا حتى ولو مجرد جسد انا مطمن ان فى امل , ازاى عايزنى اخليها تمشى , ازاى اموتها بأيدى , ازاى
- مش فهما حاجه ؟
قعد محمد على الكرسى بتراخى وهدوء وبدأ يتكلم بعصبيه اقل :
- انا موتها علشان اسكر , موتها علشان بعدت عن ربنا , موتها علشان كان نفسى ادوق الكاس , قالتلى مش هكون معاك , بلاش تروحنى معاك وانت سكران , عملت فيها ابو الرجوله ورفضت , انا رفضت علشان اموتها , كانت خايفه منى كانت حاسه ان هموتها , بس مرضيتش تكسر بخاطرى , وجعتنى اوى , ياريتنى سمعت كلامها , ياريتنى ما جربت , مجرد بعدت عن ربنا لحظه موت اجمل حاجه حصلتلى فى حياتى , ربنا خلانى ادوق العقاب بسرعه , مدنيش فرصه حتى افوق , خلانى اتوجع فى اغلى ما ليا
"رفع دماغه للسما "
- ليه يارب مخدتنيش انا , انا يارب اللى كنت استاهل الموت مش هى , هى رفضت ان اشرب , رفضت ان اغضبك
هدى بألم :
- اهدى بس يا استاذ محمد , دى اعمار , حرام تقول كده , انت اكيد غلط ,بس مفيش انسان موصوم ما الغلط !
- بس غلطى موتها , ضيعها منى , ربنا مدنيش فرصه اتوب , ليه يارب , كنت خدتنى انا
- حراااااااااام عليك , انا متعاطفه معاك بس اللى بتقوله دا حرام , ربنا حنين , وكريم , وعطوف , وصدقنى هو عمرها , ممكن ارتبط بحادثه زى دى علشان تفوقك , بس مش انك تلوم ربنا , دا ربنا مسبب الاسباب , قول الحمد لله
- الحمد لله انها ماتت وسابتنى !
- انك عايش وقادر تتوب وتستغفره , انك قادر تقول يارب والله يرحمها وتدعيلها , بس انت بتقول م شويه انها عاوزه تسبنى , ودلوقتى بتقول ماتت , مش فهما !
- هى عايشه بأجهزه اهلها والدكاتره عاوزين يشيلوها ويشيلو روحى معاها , هى لو مشيت انا هموت , مش هعيش , هكون انسان ميت
- بس كده حرام عليك , انت لازم تعيش علشان ربنا , ربنا كريم , روح اتوضى وصلى , واطلب منه من قلبك اووووى , استغفره , وقوله ياااارب انا توبت وندمت , قوله يارب رجعهالى من غيرها هضيع , شوف ربنا هيعمل ايه , جرب ألجأله وانت واثق اوى فيه من جواك وشوف هيحصل ايه
- هيحصل ايه !
- لاء دى على اد قربك من ربنا وصدقك من اللى هتطلبه وايمانك من ان ربنا جمبك وهيحققلك مرادك , بس ثق فى ربنا وانه جمبك
- انتى شايفه كده
- جرب !
- حاضر , بس لو محصلش ورجعت
- متقولش لو , قول يارب , قربله علشان ربنا خلقنا , ربنا حنين علينا , ربنا طيب ومش هيوجعنا , قربله علشان هو ابقى ليك من اى حد , ان مرجعلكش اللى بتحبهم , كفايه قربتله ..!
- انتى كلامك جميل اوى , وبيريح القلب , انا حاسس ان حاجه جوايا اهدى !
- انت بس بعدت شويه وكنت محتاج ترجع
- ارجع لمين
- لربنا , ربنا ميتنسيش , ربنا جمبنا وبيحبنا , خليك دايما جمبه , هو اقربلك من نفسك !
- حاضر , هصلى , وهترجاه , وهستغفره , ويارب ترجعلى
- خليك انانى اووووى فى قربك ليك اترجاه اوى واتذلل , يمكن !
- حاضر , حاضر

دخل محمد بسرعه اتوضى وصلى وفضل يدعى كتير ويبكى

***************************

هدى بعد اسبوعين , احوالها متغيره , ابتسامتها هاديه قاعده واقدامها حاتم
حاتم بسعاده :
- بجد يا هدى هتدينى الفرصه !
- انا , مش بكرهك بس انا جوايا حاجه متغيره , لازم تعرفها يا تقبل بيا كده يا تسيبنى وتهرب
- ايه ؟
- انا حبيت واحد من اول نظره , حبيته فى يومين بس !
- حبيتى , مين دا !
- مش مهم مين , المهم ان قلبى اتخطف وراح لواحد عمره ما هيكون ليا , هو دلوقتى بيعيش احلى وقت فى حياته , رجعتله حياته , رجعله حبه , رجع لربه , ورجع معاه نبض قلبه
- مش فاهم
- مش مهم , المهم ان انا عاوزه ابدأ حياه جديده معاك , بس هيكون فيها هو , مش هقدر انساه , بس مش هيعيش وياخد مساحه كبيره , لان ملحقش يكون جوايا ذكريات جوايا , مجرد حكايه
- بس
- مش هتقبل انا مش هزعل حقك
- لاء انا بس بوعدك , انك هتنسيه , مش هيكون هو , هيكون بس اناا , قلبك ذكرياتك حنينك هقدر استولى عليهم ليا , ليا انا وبس
- متأكده من دا وجداااا
- بحبك , ومسيرى اخليكى قلبك يدق زيى بيا , زى ما بيدق قلبى بيكى
- متأكده والله

فى اوتيل شيك ..
قاعد محمد وزوجته , بيتعشوا ..
بتدخل هدى وحاتم وبتشوف محمد اللى اول ما شافهم ابتسم , وقام يرحب بهدى
هدى لحاتم , محمد يا حاتم
حاتم بأستغراب:
- محمد مين ..؟
- محمد , هو !
بنظرات خاطفه بصله حاتم بسرعه وكأنه بيشوف مين هو , وايه بيميزه , ابتسم بسرعه واخدها من ايدها برقه , واتجه ليهم بعفويه
هدى بأستغراب وهما ماشيين :
- بتعمل ايه يا حاتم
حاتم بحب :
- لازم تعرفى انه مش مهم , لازم قلبك يتأكد ان الرعشه اللى فى شفايفك دى مش هتلمسك فى وجوده , لاء هى موهومه , اصلا هى مش لحد غيرى
هدى بتقرب منهم وهى مش قادره تفهم حاتم .
وقف محمد يسلم بأبتسامه :
- الملاك , " وجه عينه لزوجته " الملاك يا حبيبتى اللى حكتلك عنها
الزوجه بسعاده :
- اهلا وسهلا , انا محمد حكالى عنك كتير جدااا
هدى بأبتسامه :
- حاتم , عارف , انا عرفت لماذا انت !
حاتم بأستغراب :
- يعنى ايه لماذا انت ؟؟
هدى بأبتسامه قربت منه :
- انا طلبت من ربنا بكل ترجى اسعد وانساه .. !
محمد بيحاول يسمعلهم هو وزوجته مش عارف هى بتهمس لحااتم بصوت خافت , وكملت :
- شوفتك فى الحلم يومها , شوفتك بتمدلى ايد الحياه , استغربت وقولت ليه اشمعنا انت , ليه انت بالذات اللى تبقى السعاده وياه .
حاتم بفرحه :
- شفايفك بترتعش فى وجودى !
- وقلبى مش هينبض غير ليك , سامحنى
- قلبى مسامحك , اصله بيحبك
- بحبك , وهعيش عمرى كله بس احبك ..

"تمت"

قصة قصيرة لماذا انت


"3"

هدى بخوف : معاه مطواه معاه مطواه
محمد بتحدى بيقرب منها وبيضربه وبيوقع المطوه من ايديه , بعد ما نجح فى ضربهم جرى كذا حد مسكوهم وقيدوهم واتصلو بالبوليس
هدى بأعجاب واضح وخوف واضح برضو :
- متشكره اوى لحضرتك , بجد حضرتك انقذتنا
سابهم ومشى بسرعه وكأنه افتكر حاجه
هدى وهى بتبص عليه وبتحاول تتماسك :
- ايه دا , استنى
دعاء وهى بتبص عليه :
- اول مره تعمل حاجه عدله من يوم ما شوفتك
هدى وهى بترتجف :
- ليه كده يا دعاء , دى بدل شكرا
- هو عبرنا , دا عمل اللى عليه وجرى
- الله اعلم ظروفه بقى , حد غيره عبرنا , بصراحه طلع شهم
- انتى هتجنينى كنتى من شويه مش طيقاه
- واللى عمله دلوقتى يخليه ايه , حد اتحرك غيره , الله اعلم كان حصلنا ايه دلوقتى
- خلاص بقى متفكرنيش , الا فين ماما او اخواتى او بابا الا محدش طلع ولا قال ايه حصل
- تلاقيهم نايمين , انا هخاف اروح
- اطلعى معايا بس
- بس
- اطلعى بس ومتقلقيش

************************

قاعد محمد على كرسى اقدام الدكتور وهو بيقول :
- ازاى يا دكتور , بتقول ايه , ازاى تشيله لاء , هى هتفوق , مقدرش انا عايش على امل انها هتصحى
- يا أستاذ محمد انت كده بتعذبها , انت كل اللى بتعمله عذاب ليها , حرام
- العذاب اللى بجد انها تمشى وتسبنى , انا من غيرها هموت , هعيش اندم ان مش انا اللى مُت !
- دا قدرها
- انا اللى استعجلت نهايته , انا اللى سكرت طينه ومشيت بيها على طريق كل موت ,انا اللى عاندت وسوقت وانا سكران
- صدقنى اعمار
- وممكن عقاب
- حرام كده , ارحمها , وارحم نفسك , واهرب لربنا يريح قلبك
- وقلبى انا يموت ..؟
- انت حر , فكر يا استاذ محمد ورد عليا
- مش هفكر ومش هرد
- أهلها موافقين يوقفو الاجهزه
- اهلها ملهمش يتدخلو , هى مراتى انا خلاص , انا اللى اقول يحصل ايه
- ربنا يهديك ويصبرك
أتحرك مذلول , بيجر رجليه , عينه زايغه , روحه غايبه , وقرب من اوضه فى اخر الممر , وفتحها ودخل
بهدوء قرب من سريرها والاجهزه متركبه ليها , اتكلم ودموعه بتجرى على خده :
- اوعى تخليهم يسلبوكى منى , اوعى يا منار يخدوكى منى , انا من غيرك هنتهى
, ليه مصممين يحرمونى منك , ليه القدر حالف بيتنا ابداااا ما يجمعنا , ليه انا وانتى مش عارفين نبقى سوا .

**************************

بعد ما أتصلت هدى بالبيت عندهم وعرفتهم اللى حصلها , قررت انها اليوم دا هتقضيه مع دعاء , وتنام معاها
دعاء وهى بتجهز السفره :
- هدى , يا برنسس هدى , اتفضلى يا هانم الاكل جهز !
هدى بسرحان :
- طيب
- يا شيخه لاء تعبتى , يلا يا هدى علشان عاوزه انام
- طيب , يلا
بتقعد هدى وبياكلو سوى وهى بتحاول فعلا متفكرش فى محمد وتصرفاته , بس مجرد محاوله انها تفكر فيه بيليها تتعلق بيه , ويخترق قلبها ويتمركز فيه من غير ما تشعر .

**************************

فى اوضته قاعد محمد , ماسك صور كتير ودموعه مغرقه وشه , بيرجع بخياله لبعيد
فى فندق شيخ , تحديداً فى شرم الشيخ , قاعد محمد ومعاه منار ولابسه هدوم نوم رقيقه , بيتكلم بحب :
- تعالى نشرب حاجه من اللى ف التلاجه يا منار , ايه رأيك نجرب ..؟
- لاء يا محمد حرام طبعا
- هنجرب بس هو انا بقولك هنعاقره طول العمر
- بلاش , احنا هنسافر كمان ساعتين , خلينا نرجع بالسلامه
- بس انا نفسى اجرب بصراحه
- حرام
- هتوب تانى , مش يمكن لما ادوقه اكرهه , واعرف ليه هو حرام
- لما ادم خرج من الجنه , كان برضو شيطانه بيوسوسله زيك انه يجرب , ويدوق
- حرام عليكى بقى , مش بتحبينى , سيبينى اجرب
- احنا هنمشى على طريق وانت اللى هتسوق
- انا راجل , مش هيأثر عليا
- انت حر

بيرجع للواقع وبيخرج بسرعه للبلكون وهو بيحاول يشم هوا نضيف , وبيكل قوه ودموع وقهر : يارب كنت خدنى انا , ليه هى وانا لاء ,ليه العقاب القوى دا , يارب سامحنى واغفرلى يارب

فى نفس اللحظه بتقوم هدى من على كرسى ف البلكون اللى جمبه على صوته , وبكل عطف :
- اساذ , مالك
محمد بعيون كلها دموع وقهر :
- انا ..............................

"يتبع"

قصة قصيرة لماذا انت


"2"

بتقرب هدى ودعاء من الدوريه بتشوف العسكرى والظابط وبتشوف حاتم واقف مع الظابط
هدى بضيق :
- أتفضلى ارخم حد اهو
- ليه بس كده يا هدى دا حاتم دا ....
- ايه ..؟
- ولا حاجه يلا نمشى
- انتى معجبه بحاتم يا دودو ..؟
- ايه لاا , مش كده , هو بس حرام انك بتشتميه
- لاء انتى معجبه بيه
- يلا يا هدى نمشى بقى
بيقرب حاتم اول ما بيشوف هدى قاعده فى عربيتها , وبأبتسامه :
- دودو انتى هنا , ايه المفاجئه الجميله دى ..؟
هدى بضيق :
- اهلا يا حاتم
- رايحه فين ..؟
هدى بفتور :
- هو انت عاوز حاجه يا حاتم ؟!
بأحراج لاحظته دعاء عليه اتكلمت بسرعه :
- ازيك يا حاتم ..؟
حاتم بيحاول يدارى أحراجه :
- اهلا يا دعاء , ازيك
- الحمد لله كويسه
سكت الكلام , واستعدت هدى للحركه بعربيتها , اللى خلى حاتم اتحرك علشان تعدى , وكله آسى من تصرفها .

دعاء بضيق من هدى :
- هدى انا زعلانه منك
- ليه ..؟
- لان انتى المفروض مش انتى اللى تعملى دا , ميصحش هو معملش فيكى حاجه وحشه علشان تعامليه بأزدراء كده ..!
- عارف ان مبحبوش ومصمم يتجوزنى , احترمه ليه بقى ..؟
- مش ذنبه انه حبك انتى دون الجميع , ومش ذنبه ان قلبك محبهوش , بس مش عقابه يكون قلة ذوق وسخريه
- يعنى اعمل ايه , اعامله كويس ويتعشم فيا وارجع ازعله ..؟
- لاء عامليه عادى لو تطلب الامر اتكلمى معاه , وان مترجعش عن تصرفاته يبقى حقك , انما متعامليهوش وحش وانتى مش بترتى الكلام بينكو ..!
- طيب
- طيب ايه ؟
- هتكلم معاه , خلاص
- ربنا يحميكى يا هدى يا حبيبتى , انتى كده هدى الطيوبه
- بس انتى ليه مهتمه , ومتقوليش عادى انا عرفاكى
- انا فعلا معجبه بيه , بس لو اخر واحد فى الدنيا مش هاخده
- ليه بقى ..؟
- لان مش مستعده اخسر صاحبتى علشانه
- وليه تخسرينى بالعكس , دا احنا هنقرب اكتر
- هنقرب والشك بينا يكون , هعيش على يقين انه بيفكر فيكى , هتدخل بينا الغيره , الاعجاب والحب يتعوض , صديقتى اللى كانت ليا طول العمر متتعوضش
- حبيبتى ربنا يخليكى ليا يا دودو , يلا بقى نروح
- ههههههه ايه الدخله دى , نروح مين , يلا نروح نتغدى
- بس مش جعانه
- هتجوعى لما تاكلى البيتزا اللى بتحبيها , يلا بينا
- طيب , يلا

****************************

بتدخل هدى ودعاء المطعم
دعاء وهى بتمسك المنيو :
- هتطلبى ايه يا هدى ..؟
- شور مارجريتا
- طويب , وانا بالسى فود
بعد دقايق استعدت هدى ودعاء للبيتزا بتمسك هدى اول قطعه وبتاكل دموعها غصب عنها لمعت فى عينيها , بتكمل دعاء اكلها وهى بتبص على هدى اللى لجمتها
- ايه يا هدى بس مالك
- مفيش
- برضو افتكرتى اللى عمله محمد
- انا زعلانه خالص
- متوعليش يا حبيبتى , اللى حصل عادى انتى علشان بس حساسه اوى
- لاء مش من حقه
- انا هعرفه شغله , هزعقله والله بس متوعليش
- لاء انا فى حاجه غريبه اوى , انا عاوزه اعرف ماله
- بتهزرى, وانتى يشغلك فى ايه
- شاغلنى
- اوعى يا هدى
- اوعى ايه ؟
- تكونى يعنى مشدوداله , اصلها بتبدا كده , استنكار وكره فى انجذاب , فى عند , ف حب , ف مش قادره خلاص تبعدى
- ايه اللى بتقوليه دا , ايه الخيال الاكشن دا لاء طبعا
- طيب ايه
- عاوزه اعرف ايه الشخصيه الغبيه دى , وليه الاسلوب والازدواجيه اللى فيه دى
- ملناش دعوه ميخصناش
- لاء ليا دعوه
- احيانا بيكون انك تبقى بعيد عن حاجه من غير ما تدورى وراها افضل
- بس انا واثقه من نفسى وانه مجرد فك شفره
- ممكن ناكل بقى الجمبرى بيغرينى , وتبطلى كلام عنه بجد سيرته بتنرفز
- طيب , طيب


*******************************

بيرجع محمد بيته وف ايده اكياس طلبات البيت
بدأ يظبط كل حاجه مكانها بمنتهى الملل
بيحط كيس فيه عنب , جه كلمه بصوت نسائى بعقله , اغسله الاول يا محمد اغسله بلمون علشان الميكروبات
رجع تانى بالعنب واخده حطه فى وعاء واخد ليمونه وعصرها وبدأ يغسله والدموع بتلمع , لو بس ترجعى ,لو بس صوتك ميبقاش فى عقلى بس , لو يرجع تانى يحييلى حياتى
دقايق وسمع صوت التليفون :
- الو , ايوه يا دكتور , حاضر انا جاى على طول , حاضر سلام

**************************

هدى وهى بتسوق بخوف :
- دعاء العربيه دى بالشابين اللى فيها ماشيين ورانا .
- لاء هتلاقيهم بس نفس الطريق ولا حاجه
فجأه بيكسروا عليهم بعربيتهم , اللى بسرعه بتجري بيها هدى
هدى برعب : يا مامى مش بقولك ماشيين ورانا , عاوزين ايه مننا
دعاء بتحاول تهديها :
- يا بنتى خلاص قربنا من البيت متقلقيش , سوقى بس بسرعه
- احنا اتأخرنا بره , الوقت بقى متأخر اوى
- ولا متأخر ولا حاجه احنا لسه الساعه 8 , سوقى بس بسرعه
- انا هموت من الخوف
- اجمدى بقى وركزى , لنعمل حادثه , ومهما حصل متقفيش
- طيب

*********************

بتنزل هدى ودعاء من عربيتهم ولسه عربيه ماشيه وراهم طول الطريق
هدى : دول لسه ورانا حتى لحد البيت
دعاء بحزم : يا بنتى دول عيال سيس هما بس فرحانين بنفسهم , احنا فى شارعنا دلوقتى يجرو
- مش واضح يا دعاء , واضح انهم مش كويسين
- انزلى بس
بتنزل هدى ودعاء , وبيقرب منهم ولدين بينزلو من العربيه وبشكل غير طبيعى بيمسكوهم :
- تعالو معانا يا بطه منك ليها
دعاء بصوت عالى :
- انت يا بن ****** انت وهو انتو فى شارعنا
هدى بدموع : سيب ايدى سيبنى
بينزل محمد وهو شايف دعاء وهدى وولدين شكلهم شارب ومش طبيعى ماسكينهم وكذا حد واقف فى الشارع والبلكون ومش بياخدو موقف
قرب منهم بكل براءه , سيبوهم
الولدين : امشىي يلا من هنا
محمد بضيق من كلمه ولا :
- طيب لو مسبتهومش دلوقتى متلوموش غير نفسكو
الولدين بيضحكوا لبعض :
هتعمل ايه يعنى هى البلد دى بيتعمل فيها ايه اصلا
هناخدهم واقدام عينيكو ومش هتقدر تتكلم
محمد بيهجم عليهم وبينزل فى اللى ماسك دعاء ضرب , وبعد ما خلص ضرب فيه قرب من اللى ماسك هدى
هدى بخوف : معاه مطواه معاه مطواه

"يتبع"

قصه قصيرة لماذا انت


"1"

فى فيلا صغنونه بأحد شوارع الاسكندريه بتلبس هدى طقم شيك وهى بتستعد للخروج , بتسمع تليفونها بيرن , بترجع شعرها البنى الحرير على كتفها , وبلمسات رقيقه على وشها كانت أجمل بنوته ببشرتها البرونزيه الجميله , وبترد :
- ألو , ازيك يا دودو , انتى فين يا بنتى , طيب , طيب أنا نازله على طول وجيالك , اهو , يلا سلام
بتخرج هدى وهى بتلقى نظره خاطفه على لبسها وبتبتسم , وبتاخد مفاتيح عربيتها وبتنزل على السلالم وهى بتنادى :
- مامى , أنتى فين
الام من الليفينج : أنا هنا يا حبيبة مامى
بتدخل هدى وبتشوف مامتها قاعده مع حاتم وبتتغير أبتسامتها لضيق
حاتم بنظره سريعه :
- هدى أزيك
بضيق وهى بتقرب من مامتها وتطبع بوسه على خدها :
- كويسه "وبتجاهل" مامى انا خارجه هشوف دعاء بره , باى
- ماشى حبيبتى
حاتم بلهفه : اجى أوصلك ..؟
- لاء شكرا معايا عربيتى , سلام
بتمشى هدى وهى بتنفخ :
- أوف دا انت غتيت
حاتم بحزن :
- نفسى يا عمتو , نفسى تحس بيا وتوافق بقى
- هى مرفضتش يا حاتم , سيبها تفكر
- ردها واضح يا عمتو , الرد بيبان وهى واضح انها مش مرحبه خالص
- متفضلش تفكر فى كل حاجه كده يا حبيبى , سيبها لوقتها , انا واثقه انها هتوافق هى هتلاقى احسن منك فين يعنى , اطمن
حاتم بحزن : ياريت , يااااااريت اطمن , وتبقى ليا

****************************

فى شارع هادى بتركن هدى عربيتها وهى بتدى كلاكس ورا بعض , وبعد اكتر من 6 مرات بيخرج ولد من العماره وهى واقفه فى عربيتها وبمنتهى قلة الذوق
- أنتى يا أنسه مش كل يوم تيجى وتعملى دوشه , كده ميصحش فى ناس عايشين هنا , عيب كده ..!
هدى بتنزل من عربيتها :
- حضرتك بتكلمنى انا ..؟
- شايفه حد غيرك فى الشارع , حد غيرك بيقلقنا كل يوم بصوت عربيته ؟!
- على فكره ميصحش كده
- اللى ميصحش اللى بتعمليه , انا حذرتك
- بس انا بنادى لصاحبتى !
- فى اختراع اسمه موبايل والله , يبقى فى ذوق شويه , انا حذرتك
بتنزل دعاء وبتشوف هدى وشها أحمر , وعينيها كلها دموع بتقرب منهم :
- ف ايه , ايه يا استاذ محمد , حضرتك عاوز ايه منها ..؟
بيمشى محمد من غير ما يرد على دعاء وهو بيرمق هدى نظرات كلها ضيق وسابها ومشى
هدى بينزل غصب عنها دمعه على خدها
دعاء بحزن :
- مالك يا هدى , قالك ايه قليل الذوق دا ؟
هدى باحراج بتركب عربيتها بسرعه وبتجرى دعاء تقعد جمبها :
- أهنى يا دعاء , قالى كلام جارح اوى وأن انا مزعجه اوى , زعلنى اوى يا دعاء , ليه هو قاسى كده , انا معرفوش
- معلش يا دعاء هو قليل الذوق متزعليش , معروف انه مخه تعبان وكل العماره بتكرهه اصلا
- انا مش هجيلك هنا تانى
- ليه يعنى , متقوليش كده بدل ما انزل اتخانق معاه دلوقتى
- لاء , خلاص هنروح فين
- روقى طيب
- قولى بس هنروح فين
- شور النادى
- طيب

قاعده هدى ودعاء مع شلتهم , هدى حزينه بتفكر فى شئ بعيد , عينيها غايبه وحزينه , على عكس هدى اللى طبيعتها مرحه وكلها حب وحياه ودوشه
بتقرب منها دعاء :
- هدى حبيبتى روقى بقى !
- انا كويسه اهو , بس عاوزه امشى
- لاء مش هتمشى
- علشان خاطرى يا دودو , بجد مش قادره اقعد , مزاجى وحش جدااا
- طيب يا هدى يلا حبيبتى , مش عاوزاكى بس تتضايقى علشان الحيوان دا
- خلاص يا دعاء مش تفكرينى بيه
- دا على اساس انك ناسيه يعنى ..!
- خلاص بقى الله
- طيب يلا بينا

بتوصل هدى دعاء ونظراتها على بيتها والدموع بترجع لعينيها تانى وهى بتفتكر ازاى هانها
تسيبها دعاء وتدخل العماره , وتلف هدى تمشى , بتلاقى حد بينزل من عربيه وبيقول
- يا أنسه ..؟
هدى بتوتر وهى بتبص فى مراية عربيتها شافته ملحقتش تفكر ردت بسرعه وبألم :
- ايه حضرتك نسيت تهزقنى بحاجه , وافتكرتها ..؟
- انا أسف
هدى بأستغراب :
- نعم ..!
سابها ومشى من غير ما يرد عليها
وقفت هدى تبص عليه وهو بيبعد وهى بتكلم نفسها :
أقسم بالله الشخص دا مجنون , أكيد مش طبيعى

**********************************

فى اوضه بيبدل محمد هدومه وهو متضرر جدااا
وكل تفكيره , ليه كنت قاسى كده مع البنت دى , وليه جذبتنى , جذبتنى ايه , مستحيل تجذبنى انا مش قلبى مات , ايوه مات خلاص مبقاش ينفع
غير ملابسه وهو متضايق جداااا
ازاى المشاعر دى يحسها , ازاى يتعاطف مع واحده , اياً كانت الواحده دى مينفعش
أخد لابه وبدأ يقلب فى صوره , اد ايه كان وقتها مبسوط
اد ايه كانت جميله , كان بجد بيحبها , كان معاها هى وبس حاسس انه عايش

********************************

بترجع البيت بتشوف مامتها قاعده منتظراها
هدى بهدوء بتدخل تقعد جمبها , بتتكلم الام بطيبه :
- متأخرتيش يا حبيبتى ؟!
- اه يا مامى النادى كان زحمه شويه
- اه , طيب اجبلك عصير
- لا , انا بس عاوزه اطلع اوضتى شويه
- طيب , بس عاوزاكى
- متقوليش حاتم يا مامى بليز
- ليه بس يا هدى , دا بيحبك
- بس انا مبحبوش , انا نفسى حد يخطفنى , يخلينى احبه من غير ما أشعر , عاوزه معاه انسى نفسى
- وحاتم فى ايه يخليكى متحبيهوش
- قلبى مقدرش أقوله حب وأكره , عمرها ما كانت كده , الحب مش ضغط زرار حب , هى مشاعر بتلمس اعماقك بتخطفك , بتبقى مش عارفه بتعملى ايه , انا نفسى حد يسرقنى منى
- وليه حاتم مش اللى يسرقك , على الاقل نعرفه
- قلبى معرفهوش , محبهوش , محسهوش , حبى جوايا يكبر علشان حبيبه كبره مش علشان انا بوجهه
- طيب يا حبيبتى اللى تشوفيه , بس هيظهر امتى
- مش مستعجله يا مامى , يظهر براحته
- وان مظهرش ..؟
- مش هدفن مشاعرى يا مامى لمجرد اعيش , صدقينى مش هعملها
- ربنا يسعدك ويفرحنى بيكى
- يارب يا مامى يارب , هقوم انام بقى شويه
- هتنامى برضو , ولا لاب وموبايل
- مش عارفه
- حساكى متضايقه
- لاء مامى , مرهقه بس

بتطلع هدى وبتدخل اوضتها وكل تفكيرها فيه , اواى بهدلها كده ورجع تانى يقولها انا اسف , ليه هو بيزعقلها ورجع يصالحها , ليه مستناش يكلمها
والاهم ليه هو شاغل تفكيرها



***************************

تانى يوم جه واول حاجه عملتها انها اتصلت بدعاء , مش عارفه ليه بتعمل كده , كل اللى كانت بتفكر فيه تروحلها , يمكن تشوفه وتعرف أيه حكايته
وصلت للبيت شافته نازل
احمر وشها وعينيها زاغت وقفت مش عارفه المفروض تعمل ايه , ولا ليه هى اصلا موجوده هنا
قرب منها بهدوء
نزلت من عربيتها وهى مش عارفه بتعمل ايه وأتكلمت :
- انا
- انتى محتاجه تتكلمى , وانا مش مستعد اسمع , بعد اذنك
وسابها ومشى , وقفت مش متخيله اللى بيحصلها , ايه دا وليه بيعمل معاها كده , قفلت عربيتها وطلعت بسرعه لدعاء وهى مش قادره تفهم ليه , ليه المشاعر الملغبطه دى
دعاء وهى قاعده اقدامها على تربيزه السفره :
- يا بنتى اهدى , هو مين دا اصلا علشان يضايقك كده
- انا اللى عملت فى نفسى كده , انا كنت عاوزه اعرف ليه زعقلى ورجع تانى اعتذرلى
- ما قولنا مجنون , وانتى اجن ليه يشغلك كده , دا انتى عمرك ما خرجتى بدرى كده حتى واحنا ف الجامعه ..؟
- مش عارفه والله ليه , بس الفضول الغيظ , الالم , كرامتى مش عارفه
- خلاص اهدى طيب وبطلى عياط
- مرتين يا دعاء , مرتين يحرجنى ويعاملنى بمنتهى القسوه , ليه كده
- عادى والله انا شايفه انه عادى , معروف عن محمد دا اصلا انه ميطاقش , وانتى حظك جه فيه
- بس انا مش قادره انسى كلمته وهو بيقولى شكلك عاوزه تتكلمى وانا مش مستعد اسمع , وسابنى ومشى
- معلش , انتى غلطانه
- انا ليه ..؟
- علشان دا مش حد تتكلمى معاه ويلا بقى معلش يا حبيبتى , فكك منه بقى وقومى ننزل شويه
- دلوقتى ..؟
- لاء , بكره , انا هلبس
- انتى رخمه اوووى

بتسوق هدى وجمبها دعاء وهى بتحط ميك اب فى المرايه
دعاء بعصبيه : ما تسوقى كويس يا بنتى مش عارفه اظبط ايدى
هدى بضيق : الدنيا زحمه اعمل ايه يعنى , شكل فى كمين اقدام
- طيب

بتقرب هدى ودعاء من الدوريه وبتشوف .......

"يتبع"

قصه قصيرة بنت من مصر


"4 والاخير"
تابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ...........
نظرت هدى بعينى هناء , وفكرت بشكل حدسى مفاجئ , هل تستطيع ان تفعل بهناء هذا .. ؟
راقبتها الوالده فى فضول :
- كملى يا هدى ..؟
وضغطت كفاً على كف وتابعت :
سببهم كل ولد مبيراعيش ربنا ف اخته , سببهم ان كل بنت بتبقى ماشيه مرعوبه وهى واثقه انها لو اقدامها قرار تمشى من بين شلة كلاب ولا تمشى من بين شلة ولاد , تتفضل عض الكلاب ولا تحسيس الولاد لجسمها وكلمه تجرح بيها أنوثتها وتشير أشمئزازها وانتهاكهم حريتها ..!
قاطعتها الام واضافت :
- بس ايه علاقة كلامك بمازن , مش انتى بتقولى جايه تشوفيه وأنكو متواعدين على ما فهمت ..؟
تابعت وهى تنظر إليه ويبدو واضحاً عليه الندم , او خائفاً , خانها وقتها أن تدرك ما رأت داخل عينيه ولكنها عزمت على أن تجعله يأنب نفسه أكثر ويكون هذا اقوى درس له
- أنا كلمت مازن يا طنط اقوله يقف جمب هناء , وان معانا شاب بيحبها جداا , بس هى بترفض خايفه , خايفه يكون كل ولد زى اى شاب بيفكر يأذى بنت بس وبينسى ان ليه اخت ممكن تكون متعقده وخايفه

زفر مازن بصوت مسموع وتكلم بشئ من الخوف , القلق , وكأنه بأمتحان صعب , لم يكن من الصعب ادراك ذلك , فكان خوفه وتلعثمه أكبر دليل :
- انا اسف يا هناء ان مش حاسس بيكى , مكنتش متخيل أنها وصلت لكده
وحدق فى هدى وقال بصوت هامس :
- انت صديقه كويسه , شكرا ليكى
ظلت "هدى" برهه تنظر إليه هل حقاً ما فعلت كان كافى ليستيقظ الضمير بقلب انسان تمكن منه شيطانه .. ! , ممكن ان تشعر بالرضا الان , ام انها أخطات بضعفها أمام هناء وتجاهلت ما كان يخطر ببالها , تطلعت إليه وهى يحن على شقيقته ويخبرها أنها لن يؤذى فتاه بعد الان , وانه سيكون حليفها دوما ولن يتركها تعانى مره اخرى وحدها , وأبتسمت ابتسامة رضا , فيكفيها ما ترى الآن .

فى ظل دهشة الوالده وهناء من فعل هدى الذى لم يكن متوقعاً , اعتذرت منهم وودعتهم بأنها سترى هناء بعد قليل بالجامعه :
هناء وهى بجانب شقيقها :
- استنى هلبس وننزل مع بعض
أومأ مازن برأسه , وقال :
- لا هوصلك انا النهارده وكل يوم
وتابع وهو ينظر لهدى :
- وانتى كمان يا هدى خليكى هوصلكو سوا ..؟
- لاء معلش , انا ورايا مشوار تانى , بعد اذنكو .

نظر مازن إلى هدى وهو يرمقها بأهتمام :
- استنى يا هدى عاوزك ..؟
- اتفضل ..!
تابع معها حتى أقتربو من باب المنزل وتحدث بصوت ناعم , لطيف :
- انا أسف يا هدى , عارف ان كنت قذر معاكى , وانتى مأذتنيش اقدام أهلى , متشكر جداا
- صدقنى معملتش كده علشانك , أنا كنت جايه وعامله حسابى فعلااا احطلك نهايه اقدامهم النهارده , بس اللى فعلا لجمت لسانى هناء , هناء اللى لو عرفت أن اخوها بيحاول يسرق شرف صاحبتها كانت ماتت فيها
- انتى ادتينى الدرس اللى عمرى ما هنساه , أتمنى يكون قلبك كبير وكريم وتسامحينى وتفتحى معايا صفحه جديده لأنسان مش هيقولك بحبك , لا انسان عاوز انسانه زيك تكون زوجه ليه , عاقله ومحترمه , والاهم متأكد من أخلاقها
- معلش يا مازن بس انا مبفكرش فى الكلام دا دلوقتى , وروح بقى علشان متتأخرش عليهم , اختك محتاجه ترجعلها الثقه ان فى لسه خير , دا اهم حاجه تشغلك دلوقتى
فتحت الباب وذهبت
تركته بين ندمه وقلقه على شقيقته , هل ساءت حالتها لهذه الدرجه , كيف لاحدهم أن يعبث معها .
ومشاعر أخرى متضاربه كلا منهم يشكل ألماً داخل قلبه , قلبه الذى لم يكن يستطيع الشعور بشئ من ذلك , فلم يكن هو سوى شاب متحرش أخر ممن يتحرشون بشقيقته وغيرها من الفتيات , فأدرك بأنه يجب ان يبدأ هو أولاً بالتغيير , وأخذ بيدِ شقيقته والبرهان لها بأن ليس كل الرجال وحوش

********************

عندما اقتربت هدى من جامعتها , وجدت أدهم واقفاً يبدو من عينيه الزائغتين انه ينتظر قدوم شخصٍ ما , وعلى غير المتوقع عندما رآها , أقترب منها سريعاً
- ازيك يا هدى
- الحمد لله كويسه , وانت ..؟
- الحمد لله تمام
- هى فين
- هناء ..؟!
أدهم بأبتسامه خجوله , فلهذه الدرجه يبدو عليه الاشتياق :
- ايوه
- مش عارفه هتيجى امتى , بس نصيحه قرب منها يا ادهم , هى دلوقتى عندها استعداد تعرف وتحس , بس بلاش كرامتك من تصرفاتها تألمك لازم تعرف أنها محتاجه أخ وأب اكتر من كونه حبيب
- مش عارف ليه نفسى تحكيلى ليه هناء بالخوف دا , وليه دايما تحذرينى من القرب منها
- هقولك
- اتفضلى
- طبعاً انت عارف المجتمع اللى احنا عايشين فيه , وازاى ان بنت تمشى بين مجموعة شباب منحلين , او تركب باص او او ..؟
- فاهم
- اهو كل المهازل اللى زادت اووى فى مجتمعنا مؤخراً افقدت هناء الثقه ان لسه فى انسان محترم , بيحب بصدق , انسان عمره ما ضايق بنت , انسان مأذاش بنت بأنوثتها
- بس انا فعلا عمرى ما عملت ولا هعمل كده , ولا عمرى بصيت لبنت غيرها , عمرى ما فرق معايا البنات والجو دا , وأكبر دليل وصلنا رابعه جامعه وبحبها من اولى وعمرى حتى ما اعترفت ليها ولا حاولت اكلمها غير لما هانتنى
- عارفه يا ادهم مش محتاج تتكلم عنك , كل الجامعه عرفاك , المشكله مش انت , المشكله هى وثقتها اللى ياااارب ترجعلها فى يوم من الايام
- هترجعلها , انا هعمل المستحيل علشان ارجعهالها واول خطوه هتكون بأنى هدخل البيت
- بجد , عندك استعداد , لسه سنك صغير ..!
- انا وحيد ومش صغير ولا حاجه انا 21 سنه ومش ليا جيش وحالتى الماديه الحمد لله كويسه مش وااو بس كويسه , هفاتح اهلى وان شاء الله يوافقو ..!
- يارب ان شاء الله , بجد تبقى اجمل خطوه
- ان شاء الله , هسيبك انا دلوقتى , وبجد شكرااا ليكى يا هدى جدااا

كشفت عيناى أدهم عن سروره الذى لا يخطئ أحد ليدرك كيف هو صادق فى عشقه , ظلت تنظر إليه وهو يبتعد عنها , خطواته سريعه وكأنه يسابق الزمن , لتبتسم وتدرك بأنه هو من سيجعل "هناء" تؤمن بأن هناك حباً واشخاصاً جيدين ..!

*************************

ظل مازن مرافقاً لشقيقته اياماً مطوله , اصبحوا اشد تقارباً , اكثر صراحةٍ , لم يعد يتطاول على فتاه , اعتدل سلوكه وحاول ان يقوى من إيمانه بأن يتجه لعقيدته وإيمانه على حق , ترك أصدقائه الذين كان اسوءهم بعدما يائس من سيرهم على خطاه الصادقه , وتجاهل حديثهم بأنه لن يدوم ايمانه مطولاً , مما زاده عزيمه بأنه لن يعود مره أخرى مطلقاً .


**********************

كان أهتمام مازن بشقيقته , هو بداية خلاصها من اوهامها ومخاوفها , فقد كان حريص على عدم تركها بمفردها
عرض عليها ترحيبه بهذا الادهم , وأنه بحث ورائه وأنه فتى جيد حسن السمعه
فأصبح واضحاً بعد تغير شقيقها العجيب والغريب , لم يكن من الصعب أن تسمح لقلبها بأن يثق فى أخر
فكيف لشقيق كشقيقها أن يتحول عن معاصيه , ولا يكون من الطبيعى انسان بطبيعته جيد ..

كان هذا ما يثير شكوكها , وجعلها تتقبل فكرة ان يكون لديها رفيق درب , فيجب ان تحاول وأن كان السئ طغى , أن تسمح للجيد أن ينتصر , وكان هذا مبررها

بالفعل آتى يوم زيارة أدهم لمنزلهم
تفننت هدى بوضع المساحيق لها بأحترافيه , لتخرجها بأبهى صوره ممكنه , فهدوء ملامحها جعلتها تبدو رائعه
أقتربت هناء من هدى بعد أن اقتربت من باب الغرفه , وقامت بمعانقتها :
- انتى اجمل صديقه ف الدنيا كلها , عمرى ما كنت اتخيل نفسى اتخطب واتجوز لولا انتى بجد
- انا ,ليه ..؟
- مازن حكالى حقيقة اللى حصل , واللى كان كفيل منك وقتها انه ينهينى ,بس لمجرد خوفك وحرصك عليا غيرتى كلامك كله
- مازن حكى ..! ازاى ..؟
- مازن متغيرش ظاهرياً بس يا هدى , مازن اتغير بجد وفعلا هو بيحيك ياريت تديله الفرصه واوعدك مش هتندمى ابدااا
- انتى اللى بتقولى كده يا هناء ..؟
- انتى السبب , لولا انتى مكنتش بصيت للدنيا بمنظور فى تفاؤل كنت ضعت , وشوفى دلوقتى انا هتخطب وبحب وبيحبنى وهعيش سعيده , ومش بخاف من حد تانى
- بس
- اديله فرصه علشانه علشان يفضل مازن وعلشانك علشان عارفه انه هيصونك , ومعتقدش ممكن يرجع للغلط تانى ..!
- خلاص سيبك منى بقى خلينا فى فرحتنا بيكى النهارده بس
- نفسى نفرح سوا وتطمنيه ..!
وأثناء حديثهم وجدوه مراقباً لهم منصت جيد لكلامهم والتساؤل يعلو وجهه
هزت هدى كتفيها وأبتسمت أبتسامه رقيقه معلنه قبولها
مما جعله بدل ملامحه العابثه , إلى ملامح شديدة السعاده , وظل حيث هو يكتفى بالنظر إلى الاثنان , يتعانقان بود مُتمنين لبعضهم الافضل .. !!

كان الشقيق هو بر الامان لشقيقته ومنجيها ليس بالكثير ولكن فقط بالموده .. !!
فقط بالموده جعلها تثق بأن الدنيا ما زالت بخير

-تمت-

قصة فصيرة بنت من مصر


"3"

بدا على وجه هناء الريبه والفزع عندما بدأت تخيل لها نفسها بأنها زوجه لاحدهم , فيصاحبها اغماءه طفيفه جعلتها تأبط "كتف" هدى .
هدى : مالك يا هناء ..؟
- حاسه ان بطنى بتوجعنى , مش عارفه اتخيل الكلام دا .
- بصى يا هناء اللى اعرفه انك هتندمى جدااا على أدهم فعلا لو مدتلوش فرصه , وسمحتى لقلبك يحب ويدق ويعرف يعنى ايه حب شريف محترم .
- بس انا ......
- انتى لو مش هتقدرى يبقى لازم تروحى بجد لدكتور , وانا مستعده اجى معاكى , عارفه يا هناء انتى لو كان حصل معاكى ربع الحاجات اللى كانت بتحصل معايا كنتى زمانك دلوقتى انتهيتى , انتى لازم تبقى اقوى وتميزى شويه بين الوحش والحلو وان زى ما فى انسان مش كويس في كتير كويسين , لازم تؤمنى بدا علشان بعدين متتعبيش فى حياتك .
- طيب
- طيب ايه
- هحاول اثق فى ادهم , بس لو طلع مش كويس هكره حياتى كلها
- اوعدك انه هيكون كويس جدا
- وايه مخليكى متأكده كده .. ؟
- مش هقولك علشان هو معروف عنه الاخلاق والاحترام , لاء هقولك علشان انا واثقه ان ربنا هيقف جمبنا ويقولك ان الدنيا لسه بخير .
- خلاص يا هدى
- خلاص هتديله الفرصه
- اه , بس مش هكلمه
- نعممممم ..!
- ايوه انا مبحبش الجو دا هقل فى نظر نفسى جدا , انا بس هحاول افكر فيه كأنسان بيحبنى , واحاول افكر ان انسانه محتاجه تثق فى انسان زيها ومش كلهم كلاب .. !
- خلاص اتفقنا , وكده يبقى انتى بدأتى تفكرى صح



أتى الصباح وأتى معه الاحساس بالحياه , فالليله الماضيه لم تكن سوى أعادة برمجه لقلبها كى تجعله يصدق ان هناك مازال الامل بغدٍ افضل بجوار شخص من الممكن ان يجعلها تثق بأن الرجوله والاحترام مازالت موجوده .
وقفت أمام المرآه وعلى غير عادتها تأملت ملامح وجهها وجسدها , فمنذ فتره بعيده لم تفعل , فكانت تكره كونها أنثى , أحست أنقباض فى قلبها عندما تذكرت لمسات الذكور لها واحست دغدغه فى معدتها ترفض أن تتذكر ما عانت بهذا الجسد وكيف يثير أشمئزازها .
وجدت والدتها تجلس امام شاشة "التليفزيون" اقتربت منها , تجذب معها اطراف الحديث , محاوله للهروب من تفكيرها :
- ماما
- ايه يا حبيبتى .. ؟
- بتعملى ايه
- بعمل ايه ..! بشوف فيلم الخطايا هيجى بعد الاعلانات
- اه , بحب الفيلم دا اوى
- طيب شوفيه معايا لو موراكيش حاجه ..؟
- اه محاضرتى متأخر هشوفه شويه .
جاهدت هناء محاوله منها أن تتناسى "كلام" هدى لها , ولكن مهما فعلت ومهما اندمجت مع احداث هذا السيناريو امامها , فهى لا تستطيع , فقلبها وعقلها يرفضون مجرد ان تعيد هيكلة حياتها وتحاول الثقه بأحدهم

********************

على الرغم من حسم أدهم قراره ,أنها لن تشغل تفكيره مره أخرى ومهما حدث لن يقترب منها مطلقاً , الا انه وعندما تسلل إلى "الجامعه" أخذت عيناه تبحث عنها هنا وهناك رغم غليان الدم فى عروقه مما فعلت به , فلا يستطيع جعل قلبه ان يقسو عليها , فالقلب يرغمنا احياناً على فعل اشياء تخالف العقل تماماً .

************************

استيقظت هدى وعلى وجهها نظرة عابثه , فقد حسمت قرارها بشأن مازن ولن تجعل الامر يطول اكثر من ذلك
تناولت هاتفها وحدثته :
- ايوه يا مازن
- مين ..؟
- انا هدى , مش عارف صوتى
- ايه دا بجد , كنت متـأكد انك هتكلمينى , بس رقمى ..؟!
- من هناء
- اه بس ازاى طلبتيه
- مطلبتوش اخدته بس
- اخيرااا يا هدى بدأتى تحسى بيا
- انا عاوزه اشوفك
- ياريت , فين ..؟
- فى اي مكان تختاره .. ؟
- طيب , شويه وهكلمك
- ايه رأيك نتقابل عندكو فى البيت
- بجد .. ؟
- ايوه بجد ولا عندك اعتراض
- لا طبعااا ياريت , خلاص تعالى ..؟
- ماشى , كمان ساعه هكون عندكو
موافقتها تلك ايقنت داخل مازن انها تريده وبأنها لانت له , وأصبحت تشتاقه وستنساق فى لذة العشق معه , هذا هو الانتصار العظيم ,الذى يليق به .
أغلق الهاتف معها , وهاتف صديقه كى يخبره إنجازه وأنه على حق فليس هناك من فتاه تستطع مقاومته .
وأسرع محاولاً الوصول لشئ بأن يجعل والدته وشقيقته يتركون المنزل , اقترب منهم وجلس بجانب شقيقته , التى اسرعت بدورها وابتعدت عنه لتجعل مسافه كبرى تفصل بينهم :
- ماما , انتى مش هتخرجى النهارده ..؟
- لا ليه ..؟
- اصل اصحابى جايين
- وهما اصحابك يجوا احنا نخرج , عيشنا وشوفنا والله
ادرك حينها بأن الامر ليس بهين , فحديثه اصاب والدته بالاستياء , فرغبته بخروجهم لم تجعله ينتقى كلماته واسرع بسؤال شقيقته :
- انتى مش وراكى جامعه النهارده ولا ايه ..؟
- ورايا بس لسه بدرى
- اه , ماشى
تركهم وأسرع كى يهاتف هدى كى تغير وجهتها ويتقابل معها خارجاً , تناول هاتفه واجرى الاتصال ولكن ليس هناك من مجيب , مره وأثنان وثلاث , وبعد قليل سمع صوت باب المنزل وهناء ترحب بهدى , لم , لم أتت بتلك السرعه , فلم تمر الساعه التى اتفقوا عليها , لم اسرعت هكذا فقد اضاعت عليه اليوم فرصة الفوز بها .
وسمع صوتها تسأل عنه , مما زاد من حيرته , لم تقوم بالسؤال عنه وامامهم , فبادر بالخروج
هدى وهى تقف امامه :
- ايه يا مازن مش أتفقنا هنتقابل هنا , مش تيجى تسلم عليا
تصبب جبينه عرقاً , فلم يجد فى نفسه القوه على الكلام او حتى السير اكثر تجاههم , اعتلت عينيه الدهشه وشيئاً من الخوف , وتقدم بخطى بطيئه , ما الذى تريد قوله , ولم تفعل ذلك امام والدته وشقيقته .
فتابعت هدى حديثها :
- انا جيت يا طنط اقولك ان هناء والتحرش اللى بيحصل بيها وخوفها من الناس , اللى خلوها توصل انها تفقد الثقه تماماً فى انها ممكن تحب وتعيش زى اى بنت , سببهم ..............
"يتبع مع الجزء الرابع والاخير"

قصه قصيرة بنت من مصر


"2"

ظنت هناء بأن ما تسمعه اوهام سارت بجانب غرفتها تستمع لصوت شقيقها وصوته الخافت وكأنه يحكى لاحدهم حكاية ما قبل النوم
اقتربت لتستوعب ما يقول :
- يابنى انت بتتكلم ف ايه دى بت موووووس , دا انا هتهبل واوقعها وهعمل كده فعلا .. لا اللى اقصدها انا لو شوفتها هتجننك , سيبك من للى انت بتفكر فيها دى اى كلام .. مسيرها تقع ف ايدى واوريك هعمل فيها ايه
شعرت بقلبها تتسارع دقاته , هل هذا حقاً شقيقها , هل هو ذلك الشاب الذى يتحدث "بحقاره"عن الفتيات , فكم كانت هدى محقه بشأنه انه مثلما تستحقر باقى الشباب يجب عليها أن تفعل مع اخيها وأبيها ..!
أبيها , معقول أبيها أن يكون مثل رجال كبار السن الذين يتطاولون على الفتيات الصغيرات , كيف لى أن استوعب أن ابى واخى مثل هؤلاء الذين يفعلون كل ما هو مؤذى وجارح للانثى .

********************

أتى ثان يوم لا تعلم كيف غفلت , وتأنقت وذهبت بالحافله , وهى الان داخل الحرم الجامعى وكالعاده يوم أمتزجت به كل انحطاطات الايام السابقه
اثناء سيرها وجدته , انه هذا الشاب الذى صُدف أن يتلقى منها تعنيفها وحنقها على غيره ليكون هو فريسة غضبها لتصب عليه اقوى الاهانات , حين تقابلت اعينهم , ابتعد عنها بعينيه مسرعاً , وكأنه يرفض الاعتراف بوجودها أمامه , مما جعلها تقترب منه رغماً عنها , لا تعلم ما هذا التناقض داخلها كيف هى تكره نوع الذكور والان تقترب من أحدهم :
- انا اسفه , حضرتك مكنتش اقصد اللى عملته امبارح , بس انا كنت متضايقه وغصب عنى طلع غضبى فيك , انا اسفه
ظلت تستمع الى نفسها وما تقول حتى كادت لا تصدق ما تفعل , هل هذه هى , كيف , كيف لها ان تعتذر من أحد , وعندما شعرت بضعفها هذا وقررت الانسحاب سمعت :
- خلاص ولا يهمك , انا اعرف عنك انك انسانه على خُلق محصلش حاجه , مش زعلان
تركته وهى نادمه على ما فعلت . لم فعلت هذا وأعتذرت له الان سيحتفل بأنتصاره عليها وبأنها اعتذرت منه , الان سيفعل مثل اخيها وبقية الشباب مثله , ويتباهى بأنه اطاح بها .
اسرعت بقدميها متجهه إلى "هدى القابعه بأحد زوايا الجامعه تنتظر قدوم صديقتها " وقفت أمامها وهى تزفر بغضب
هدى : مالك يا بنتى , احنا لسه على الصبح
- انتى السبب يا هدى أنتى السبب , خلتيه صعب عليا , لحد ما اعتذرت منه , زمانه دلوقتى عامل احتفال
- انا مش فهما حاجه اهدى يا بنتى وقوليلى مالك ..؟
- اهدى ايه بس يارب الارض تنشق وتبلعنى , انا بكرهه وبكره نفسى , انا زعلانه اوووى من نفسى ليه كده , انا بكرهه وبكره كل ولد , كل الشباب بكرههم
وأثناء اشمئزازها مما فعلت استدارت منفعله تريد الابتعاد عن "هدى" كى لا تفعل اشياء تندم فيما بعد عليها , وجدته واقفاً وراءها , عينيه يملؤها التساؤل :
- انا عملت ايه علشان تكرهينى كده , دا انا بحترمك وبقدرك جدااا , وانتى انسانه غاليه عندى
وقفت ف حاله من الذهول , لقد كان هنا منذ البدايه , يستمع لاهاناته التى نعتته بها , عنقه يتسبب عرقاً , وجه شاحب , كمن ضرب فى مقتل , انتحبت بخجل لا تعلم ما يجب قوله , لما هو سئ الحظ معها هكذا , ولكن ما يضمن لها بأنه صادق , وانه حقاً يهتم لامرها , استدارت لتبتعد عنه متجهه الى قاعة المحاضرات , دون أن تتلفظ بكلمه .

**************************

تنهد مفطور الفؤاد , لا يصدق اتهاماتها له , فهو ليس بشاب تملؤه الهفوات مثلما قالت , اتكأ على سور بجانبه وهو يحاول استيعاب ما يحدث معه :
- انا مأذتهاش ف حاجه ولا عمرى كلمتها , ليه القسوه دى معايا , دا انا كنت بفكر........
- انت بتحبها ..؟
وكأنها لم تسأل بل "نهشت" اعماقه , اجل فأدق ما يوصف بما فعلت كلمتها هو "النهش" مثل ان يكون البركان خامل وتـأتى قطعه من الحجاره تصطدم به لتجعله يثور وتحمو حممه البركانيه للاعلى , اجابها بآسى :
- للاسف أيوه واوى من سنه اولى وانا هتجنن والفت نظرها ليا بس , تحس ان موجود وجمبها
- بس انت اخترت انسانه صعبه عليك جدااا
- مش فاهم
- صعبه فى تفكيرها , فى خوفها من الرجاله , الارف اللى بقينا فيه واللى بنشوفه ف الشارع افقدها الثقه فى الشباب والزواج , انت طريقك هيكون صعب ومتعب جدااا
- هتحمل المهم ميكونش حد تانى بقلبها
- هناء ههههههههههه مستحيل متقلقش وربنا معاك

**********************

هدى , يا هدى استنى
ألتفت هدى هذا الصوت تعرفه , سمعت به من قبل
التفتت بخوف , اجل انه هو , انه مازن شقيق هناء , ماذا يفعل هنا , لما أتى الى هنا , ما الذى يجعله يوقفها .
- نعم
- وحشتينى وجاى اعتذرلك عن اللى حصل منى يوم ما كنتى عندنا والله ما كنت فى وعيى انا مستحيل اعمل كده مع حد وخصوصا انتى , انتى متعرفيش انتى عندى ايه .. !
- بس انت كنت بتحاول تـ............
- مستحيل كانت توصل لكده انا كنت بحاول اقولك اد ايه بحبك , من شدة حبى كنت نفسى اخبيكى في حضنى مش اكتر صدقينى
- نفسى
- وحياتك عندى انا مقدرش اأذيكى , فى حد بيأذى روحه .. ؟!
- خلاص يا مازن امشى مسمحاك
- قابله حبى
- حبك دا اقبله فى حاله واحده
- ايه هى ؟؟
- انك تتقدملى ف البيت
وتركته وذهبت مسرعه الى قاعة المحاضرات لتنضم الى هناء
ظل واقفاً ينظر اليها وهى تبتعد ويردد :
- هتروحى منى فين يا هدى , انا والله ما هسيبك , بتعملى عليا انك شريفه وراجل , هوريكى الرجاله انا , ويا انا يا انتى
استدار وذهب لصديقه الذى ينتظره خارجاً , وتحدث :
- يلا بينا
- ايه برضو صعبه
- مفيش واحده تصعب عليا , انا بس مستنى الفرصه المناسبه وانا انزل مناخيرها الارض
- ما تفكك منها يا مازن
- لاء مش هفكنى منها غير وانا واخد منها اللى انا عاوزه
- طيب مش خايف انها صاحبة اختك ..؟
- لا مش خايف ,لو كانت عاوزه تقول كانت قالت من زمان , بس هى سعيده بأهتمامى بيها

*************************

أثناء سيرهم والخروج من مبنى الجامعه هدى وهناء كلاً منهم تفكر بأمر يعنيها
"هدى" تعلم نوايا مازن تجاهها وقررت أن تعطيه درساً لن ينساه طيلة عمره , ويكون عبره لكل شاب تسول لُه نفسه أن يفكر بفتاه هكذا .. !
"هناء" لا تستطيع ان تخبر احد ما تشعر , فمشاعرها متضاربه كل جزء بها مناقضاً لغيره تماماً , الاول يريد ان يصدق هذا الادهم , والاخر يعُلن الحرب عليه وانه ليس سوى غيره من الحيوانات التى تريد الفتك بفريستها واخر يحيرها لا تعلم مع ايهما تقف .. !
هدى : هناء ..؟
- مممم
- انا صعبان عليا ادهم اوووى بيحبك بجد
- ..........
- حاولى يا هناء تدى نفسك فرصه , حاولى تحسسيها ان فى انسان ممكن يبقى كويس
- يعنى انه بيحبنى ليه .. ؟ مش بيفكر برضو فى الافكار الدنيئه انه عاوز انثى وبس ..؟ مش تفكيره زى باقى الشباب الجسم ..!
- لاااااا بجد انتى افورتى اوووى انتى فعلا لازم تتعرضى على دكتور نفسى , انتى ضعيفه , اللى بنشوفه ميضيعش ثقتنا ف اللى حوالينا كده .
- وأحنا ليه ضاعت ثقتنا , مش علشان الشباب مات ضميرهم
ليمر من امامهم شاب وفتاه متأبط يدها بنعومه , فتشير إليهم هدى برقه :
- بصى على دول كده يا هناء .. ؟
- مالهم
- شوفتى ماشى معاها كويس ازاى , شوفتى ماشى جمبها خايف عليها مش بيطاول عليها بالعكس ماسكة ايده ليها بريئه ازااااى .. !
وادارت "هدى" برأسها مره أخرى حولها , وكأنها تبحث عن شيئاً ما , لتبتسم :
- شوفى اللى هناك دول كده ..؟
- مالهم .. !
- شباب كتير واقفين اهم وكتير بنات معديين من جمبهم , شوفى كده بيبصوا عليهم ..؟
- مممم , عاوزه تقولى ايه يا هدى
- عاوزه اقولك مش كل شاب سئ لسه ف امل , وان كان قله سيئين يبقى مننساش الكويسين اللى منهم بابا واخواتى وباباكى واخــ.......
- اخويا ..؟
وترقرقت الدموع داخل عيناها :
- اخويا سمعته بيتكلم على بنت وحش اوى مع صاحبه بليل وانه مصمم يذلها وكلام خلانى استحقره جدااا
- مممممم , متخافيش ما يمكن البنت هى اللى تديله الدرس اللى تخليه يفوق بعد كده طول العمر منه
- انتى مش فهمانى مش قضيتى البنت , قضيتى الاخ اللى مش مقدر ان ليه اخت بنت .. !
- متزعليش يا هناء , انا متأكده انه هيفوق قريب , وانتى بجد لو مدتيش أدهم فرصه هتندمى اوى , بجد الولد دا خلوق , وبيحبك بجد
- بيحبنى , وانتى ليه متأكده كده
- باين اووووى عليه , واحد تانى يسمع كلامك يثور , انما دا اتصدم وصدمته بانت ف عينيه , شخص مش متصنع ونقى , اديله فرصه علشانك انتى , علشان يثبتلك ان الدنيا لسه بخير .. !
- تفتكرى هقدر ..؟
- حاولى تفكرى بأيجابيه شويه وأنتى هتقدرى .. !

*********************

كان ف إمكان أدهم ان يكون قاسى مع هناء , ولكن حقاً أعجابه بها والحب الكبير داخل قلبه تجاهها يمنعه من تعنيفها , فتنهد بألم :
- يلعن دا حب مخلينى ضعيف كده اقدامك , بحبك ليه , ازاى احب انسانه كل اللى بتعمله التهزيق ليا , فين كرامتى , فين انا , لو شوفتها تانى مش هعبرها , حتى لو هى كلمتنى مش هرد عليها ابداا.

"يتبع"

قصه قصيرة بنت من مصر


"المقدمه"

اتمنى ان يمُر اليوم دون أن اصيب بأذى .. هذه حقاً اصبحت اقصى امنياتى .. !!



************************

"1"
كعادتها عندما تفيق من نومها تأخذ هاتفها الملازم أحضانها , تقوم بتفقد صفحتها الالكترونيه "الفيس بوك"
فاصبح الامر ولع اكثر من كونه مجرد تصفح , وبعد ان تنتهى ولا تجد ما يجذبها تنتقل "للواتس أب"
احياناً تجد محادثات من صديقاتها واحياناً اخرى لا , بعد انتهاء البحث تقوم متكاسله متجه لبتديل ملابسها واخذ "الحمام " الخاص بها مستعده لتتجه إلى جامعتها

والدتها قابعه بغرفة الطعام تعد لهم الفطور وصوت غنائها يدندن برقه وعذوبه
تقترب هناء بهدوء : ماما .. ؟
تلتفت الام بوجه بشوش :
- حبيبتى صباح الفل
وتنظر نظره خاطفه على ملابس هناء :
- ايه دا انتى لبستى كمان , لسه بدرى .. !
- معلش يا ماما عاوزه انزل بدرى علشان الاقى مكان ف الباص واقعد بدل الوقفه والقرف اللى بيحصل .
- والله عندك حق , معلش يا حبيبتى لو معايا كنت جبتلك عربيه وريحتك .
- والله يا ماما لو حتى عربيه عينيهم وانا قاعده فيها هتتحرش بيا , المشكله مبقتش فى التقرب او البعد المشكله بقت ف العيون السعرانه , اللى نفسها تاكل اللى اقدامها وتفتك بيه .
- انا بزعل اوى لما بسمع كلامك دا , وبخاف عليكى جدااا , ومش قادره اكدبه لانه بيحصل معايا ياللى انا كبيره , منهم لله كل واحد يبص لواحده بالطريقه دى .
- ايوه يا ماما انا بخاف اوووى وانا ماشيه اكتر من وانا راكبه مواصله .
- حبيبتى ربنا ينجيكى , طيب استنى اخوكى يوصلك ف طريقه
- حرام عليكى يا ماما طريقه ايه بس , هو شرق وانا غرب , يلا حبيبتى ادعيلى انتى بس ربنا يبعدهم عنى .
ودعت هناء المنزل على دعوات والدتها لها وهى تخشى معاناة اليوم ومن , من الممكن ان يحدث معها , وكيف انها تخشى النزول من المنزل وممارسة حياتها الطبيعيه لمجرد أن يخدش احدهم حيائها , فقد أصبح المجتمع وبدون مقدمات متوحش جدااا .

تسللت إلى حافلتها وسعدت جدااا عندما وجدت مكان شاغر فاليوم لن يخدش احدهم حيائها ولن تضطر للاقتراب من أحد

أنتهت المواصله وتستعد" للنزول" من الباص سعيده , فاليوم دعوات والدتها كانت منجيه لها
ولكن لم تدوم فرحتها طويلاً
فعند ذهابها هجم كثيرين على الحافله محاولون الصعود " يد هذا تلمس بها جزء , والاخر يخدشها بأنامله , وأخر ممسكاً بجزء من جسدها
حتى استطاعت النزول وهى مشمئزه , تكره جسدها , كيف لهم ان يعبثوا بجسدها هكذا , وكيف لا تستطيع ان تتحدث وتقول ما يحدث
لملمت أشيائها وملابسها بأشمئزاز واسرعت لجامعتها
وقفت لحظات وكأنها تبحث عن احد وهى تخشى الجميع حولها ..
واذ بفتاه تقترب منها :
- هناء
ابتسمت بهدوء :
- هدى , ازيك يا حبيبتى
- مالك حساكى متضايقه ..؟
- سفاله كل يوم , جتهم الارف بجد
- طيب لو اقولك اللى حصلى وانا جايه ..!
- ايه ..؟
- 3 شباب خلونى بعدى تقاطع شارع وجم خبطونى واتحرشوا بيا و ............
- بتهزرى ..! , منهم لله بجد ايه السفاله دى , هما ازاى مش خايفين
- ما لو فى قانون كانت البلد نضفت
- قبل القانون يا هدى , يكون ف اخلاق , ايمان , وعى ان زى ما بتعمل كده فى واحده ماشيه , هيتعمل كده فى اختك , مامتك , مراتك , بنتك ,
- المشكله ان اكتر ناس بتتحرش بيا هما الناس الكبيره , مش بس الشباب
- يلا بلا قرف خلينا ندخل الكليه نشوف محاضراتنا
- طيب

"تسللو الى المحاضره وكانت على وشك الابتداء , وجدت المكان مزدحم والكل يجلسون بجانب بعضهم "
اقتربت الصديقتان وجلسوا على اقرب مقعد وكان الاقرب والشاغر فى منتصف القاعه , ومن الطبيعى جدا ان يجلسوا بجانب صديق , صديقه لا يهم فهنا مكان للتعليم , أناس مثقفين محترمون لن يتطاولو علي صديقه لهم ... !
جلست هناء بحسن نيه بجانب الفتى وبجانبها هدى وأذ بهذا الشاب يأتى بقدمه جانب قدمها رغم أن المكان ليس مزدحم ومن الممكن ان يفصل بينهم جزء كبير
ولكنه اصبح يتقرب منها شيئاً فشيئاً حتى ألتصق بها , لم تعطى للامر اهتماماً وعللت أنه من الممكن انه حسن النيه , فمن كثرة ما تراه بالخارج جعلها تظن ان الكل نيتهم غير حسنه , ابتعدت عنه واقتربت من "هدى" حتى كادت توقعها :
هدى : ايه يا هناء مش تخلى بالك يا بنتى هتوقعينى
- انا اسفه بس اللى جمبى دا عمال يجى جمبى وانا مش عارفه اقوله اتحرك
- خلاص بس كفايه كده , هتوقعينى
- طيب ,طيب
حاولت هناء ان تتغاضى عن الفتى والانتباه للمحاضره , فهذه المحاضره مهمه جدااا , ولم يمض سوى دقائق حتى شعرت بيد أحدهم تتحسس قدماها , عرق جبينها وتورد وجهها وقالت بصوت خافت خشيه من ان يعلم أحدهم وقاحة ما تعانيه الان من احد زملائها :
- انت بتعمل ايه .. ؟
- انا لمستك
- طيب ابعد عنى بدل ما افرج عليك المحاضره كلها
اكمل هو بنفس انخفاض صوتها وتحدث بهدوء :
- طيب انتى الخسرانه , كنت فعلا معجب بيكى , بس واضح انك غبيه ومتخلفه
وترنح بجلسته بعيداً عنها
أنتهت المحاضره ف هذه القاعه الكبيره على عدم استفادة هناء بأى كلمه قالت , فكان ما يثير أشمئزازها هذا الشاب , كيف له أن يقول او يفعل مثل تلك الامور ف الحرم الجامعى , فهذا مكان له قدسيته ويجب احترامه .. !

*********************

أثناء جلوس هناء وهدى فى " كافيريا" الجامعه أتى أحدهم وطلب من هناء ان يتحدث إليها وكان هو صاحب النصيب الاكبر من الاهانه فقد جمعت كل ما حدث اليوم به هو فقط , ليقف الشاب مذهول ما يسمع , فلم يبدر منه سوء لها كى تفعل ما فعلت ..
أدهم : انا عملت ايه , دا انا كنت عاوز اتكلم معاكى عن المحاضرات اللى فاتت , قولت يمكن تفدينى , كنت فاكر انك ارقى من كده , أسف لكلامى معاكى
تركها وذهب مسرعاً دون أن تجبه ولو ببنس حرف
هدى : انتى غلطانه يا هناء , هو كان عملك ايه علشان تهنيه كده , الولد دا مؤدب , وكل الجامعه عارفه عنه كده .. !
صاحت بها بعينين زائغتين , وعيون تلمع بالدموع , لا تعلم ان كانت نادمه , ام انها على اقتناع تام بأنه ليس هناك فتى جيد :
- مفيش حد كويس كلهم كلاب , كل ولد عامل زى الكلب المسعور عاوز ينهش اى جزء من اى بنت ويجرى
- حرام عليكى يا هناء , مينفعش اللى بنشووفه ف الشارع ومن قلة منحدره يخلينا نقول ان الكل سئ .. !
- لا الكل سئ
- يعنى باباكى واخوكى سيئين ..؟
- بابا واخويا لاء طبعاااا
- طيب ولنفرض انهم كويسين يبقى ليه مفيش زيهم .. !
- لاء مفيش زيهم , بابا واخويا بس هما اللى لسه انقيا
- ايه ضمنك , ما انتى مش بتشوفيهم ماشيين ف الشارع
- تقصدى ايه ..؟
- اقصد انك لازم تكبرى بقى وتحللى الدنيا , مينفعش تحكمى على الناس , ولو حكمتى بقى يبقى تحكمى على الكل .
- انتى عاوزه تقولى ان بابا واخويا ايه يعنى .. !
- انا اللى اعرفه أن ..........
وفكرت أن تقص هدى على هناء ما فعله شقيقها معها عندما ذهبت إليهم ولم تجدها , ولو آن الله لم يقف معها فلا تعلم ما كان ليحدث لها وقتها , ولكن حالة هناء لا تتحمل صدمات جديده , فذهبت لموضوع اخر كى تتهرب من الاجابه :
- يعنى عمرك ما تتجوزى .. ؟
- ايوه طبعا عمرى ما هتجوز
- انتى اتقعدتى ودا وحش اوووى محتاجه دكتور نفسى .
- لا انا محتاجه امشى من البلد دى

تركت هناء هدى بعد معاناه بأنها أخطأت بحق هذا الفتى وبأنها قامت بأذلاله ولم يكن يجب ان تفعل
مما جعلها نادمه , فحقاً هو لم يستحق منها ما فعلت , وأيضاً لم يرفع عينه بعينها وهى يحدثها , ويجب عندما تسنح الفرصه يجب ان تعتذر منه
ولكن هل ستقوى على فعل ذلك , هل من الممكن ان تثق بكائن اسمه ذكر على وجه الارض , ام ان هدى محقه واصبحت مريضه ويجب ان تعالج لكرهها للرجال .. !

"يتبع"

جوزى ضابط شرطة الحلقه الاخيره

سلمى واقفه فى الشارع بتبكى وثايره جدااا على مراد ..
مراد بيحاول يهديها ,, وهى مكمله يا خساره انا بكرهه يعيش يموت خلاص انا مش عاوزاه مش عاوزاه .
مراد بيقرب منها :
- خلاص يا سلمى خلاص , تعالى بس تروحى البيت وبعدين كل حاجه تتحل.
- لاء خلاص يا مراد مفيش حاجه هتتحل انا غبيه جدااا , وانا قررت ابطل غباء .
- خلاص , بس اركبى بقى بلاش كده فى الشارع .
بتركب سلمى جمب تامر وهى بتردد .. انا الغلطانه , اناااا


*****************************

تامر قاعد فى اوضته وهو مخنوق ومتضايق .. بيقلب فى التلفزيون مش عاجبه حاجه .. قام قرب من الباب ووقف وراه يحاول يسمع اى حاجه ..

***********************
عطوه لـ بندق .. يعنى انت متفق على كل البضاعه وكل حاجه
بندق: اه يا معلمى متقلقش .
طيب اشطه محدش هيعرف ان فى بضاعه لانك طبيعى ميت الله يرحمك يا معلمى .
ايه يا ياد انت بتفول عليا ولا ايه .. ؟
بندق بأستعجال :
- لاء والله يا معلمى ما اقصد انى اقصد يعنى على انهم فاكرينك كده لما شافوا الجثه ..

عطوه بأسلوب هيستيرى :
- برضو هتقولى جثه ,, يخربيتك جننتنى امشى ياد من اقدامى
- يا معلمى انى اسف بس اسمعنى , طلع تامر شويه من دماغك كده مينفعش , احنا محتاجينه علشان العمليه دى تنجح ودى نقلة العمر لينا .
- المهم اللى اسمه تامر دا يموووت .
- هيموت يا معلمى متقلقش.
- لاء انا اللى اموته وانا باصص فى عينيه واضربه بالمسدس بتاعى فى وسط دماغه كده .
- ماشى يا معلمى انت تؤمر بس ادخل نام بقى شويه يلا ..
- طيب طيب , يلا هسيبكوا انا .

*************************
بيمر اكتر من يومين وتامر بيتعامل اسوأ معامله من عطوه وبندق يتدخل .
سلمى 24 ساعه تبكى وكل اللى عليها انها خلاص مش فارق معاه ومش مهم يظهر ولا لاء ..
سالى قاعده جمبها على السرير وبتهديها :
- طيب ليه بتبكى لما هو مش فارق معاكى ومبقتيش عاوزاه
- عاوزه اطمن عليه بس يا سالى , نفسى اعرف انه كويس .
- هيبقى كويس متخافيش .
- يارب يارب يبقى كويس .


************************

مراد واقف فى مديرية الامن مع الظابط المسئول عن قضية تامر واختفائه ..
مراد: طيب هاجى معاكو .
الضابط: لاء خليك يا مراد ممكن تبقى اخباريه كاذبه .
مراد: معلش , هبقى معاكو بردوا لقيناهم ماشى ملقيناهمش خلاص .. انا متأكد ان ليهم علاقه بأختفاء تامر .
الضابط: خلاص اللى يريحك , يلا بينا

***************************

اقدام فيلا كبيره شكلها قديم ومترهل .. واقف الضابط ومراد ومعاهم عساكر كتير محاوطين المكان .
بيقرب مراد من المكان هو الضابط والعساكر من كل اتجاه بهدوء , اضرب عليهم نار
مراد وهو بيتحامى : الحق من فوق السطح , وبيضرب النار


من جوه البيت الرجاله بيجروا وبيضربوا بالنار وهما بيتجهوا للخارج .. بعد تشابك بين الضباط والعصابه وقع فيه كتير من العساكر ورجالة العصابه استسلم الباقيين ورافعوا الرايه ..
مراد بيدخل الفيلا وهو بيدور على رجالة عطوه مش لاقيهم ..
بيقرب زميله وهو بيردد .. مفيش حد جوه مفيش حد جوه .
بيقرب الضابط من رجالة :
- محدش هيقول فين بندق .. !
الرجاله بيبصوا لبعض وهما مصممين عدم الكلام .
مراد بيشد واحد منهم بعنف :
- تعالى هنا قولى فين بندق ووتامر معاه ولا لاء . ها قووول
- معرفش والله ما اعرف
- لو مردتش هموتك وصوب المسدس فى دماغه .
- تـ تتامر مين
بيضغط مراد اكتر بالمسدس على دماغه :
- هااااااااااا
- اه اه تـ تـ تامر الضابط اه معاه
مراد بفرحه وارتياح ,,, الحمد لله .. وبيركز تانى معاه .. طيب قول هما فين فين بندق وتامر قوووول .. ؟
- معرفش والله ما اعرف
بيقرب الضابط من مراد :
- خلاص يا مراد المهم شكك طلع صح , هما بقى هيشرفوا معانا القسم واحنا هنعرف بطريقتنا .



*******************************


بندق وتامر وعطوه راكبين عربيه وبيعدوا من اقدام كمين على الطريق الصحراوى ..
عطوه مغير فى شكله دقن وشنب وشكله ميتعرفش ..
الضابط اللى فى الكمين بيقرب من العربيه وبيبص ليهم :
- انزلوا
بندق بيقرب من تامر وهو بيدندن ,, بقولك ايه يا اسامه ,, قوله انك ضابط واسمك تامر بسرعه يلا
- بس انا ..
- قوله ملكش دعوه وبيحطله بطاقه فى جيبه ,, ووريه البطاقه اللى فى جيبك دى .
- طيب .. !
تامر بيطلع البطاقه من جيبه وبيبص فيها :
- انا ضابط زميلكو ..
بندق بعصبيه :
- اللى ميعرفك يجهلك يا تامر بيه ,, اكيد مخدش باله .
الضابط بيبص اوى فى البطاقه :
- صح اسفين ياسيادة المقدم اتفضل .
تامر بيبص لبندق وهو مستغرب :
- هو فى ايه
بندق للسواق وهو بيبتسم وعينه على عطوه :
- اطلع يابنى خلصنا , وانت يا اسامه اللى عاوزك تعرفه قولتلك هتعرفه .



*************************

الضابط بعد ما العربيه مشيوا انا حاسس ان شوفت تامر دا قبل كده , ايوه ,, هاتلى كده يابنى صور المفقودين .. مفيش حد

ممممم انا اكيد شوفته فى حته عادى يعنى ..

***************************

تامر فى الصحرا , بيقف والدنيا ضلمت وبيقرب منه مجموعه من قطاع الجبل وقف وهو بيحاول يتدارى عن الانظار ..
بندق بيبعد عنهم وهو بيقرب من تامر :
- شوفتوا جبتلكوا ايه ..؟
راجل من العصابه شكله مخيف وسنانه واقعه .. مش دا تامر .. ؟
بندق بأبتسامه :
- هو هو .
تامر بيبص لبندق :
- تامر مين هو انا مين تامر ولا اسامه .
- انت تامر اكبر عدو لمعلمى عطوه ..
وبيقرب بندق وهو ماشى من عطوه :
- اهو يا معلمى اقدامك موته كل اللى عاوز يموته يتفضل .
تامر بخوف وبيبعد :
- بقى كده يعنى انا مش معاكو انا ضابط وانتوا كنتوا بتضحكوا عليا مش كده ..
- اه للاسف انت ضابط واحنا كنا بنضحك عليك ..
تامر بحزن وعطوه بيطلع مسدسه :
- وليه يعنى انا كنت عملتلكوا ايه .
عطوه بحزن :
- قول معملتش ايه , ابنى ضنايا مين اللى سجنه وفضل يضرب فيه لحد ما الواد انتحر ومات , مين اللى قهر مراته عليه بعد ما مات وماتت بعديه , مين اللى كذا مره يبوظلى عمليه , مين اللى مد ايده عليه وضربنى اقدام رجالته , انا بتمد ايدك عليا يا حيوان جه وقتك اجهز ..
رجل الجبل :
يا بوووووووووى انت جاتلى لحد عندى دا انى بكرهك كره العما انت والداخليه كلها , انتوا كلاب وانا بكرهكم .
تامر بيقف وعطوه بيصوب نحيته ولسه هيضرب سمعوا صوووت عربيات كتير بتهجم عليهم .. بيقرب تامر من بندق وهو بيمسكه وبيتحامى فيه :
تعالالى ..
بيحصل اشتباك بين قطاع الجبل وبين عطوه وبندق واخد تامر جمبه ورا عربيه وبيحدث الاشتباك , بيطلع عطوه ويقف اقدام العربيه وهو بيضرب نار بيتصاب وبيقع ..


مراد بيقرب من ضرب النار وتامر بيقف وبيبص وهو جمب بندق وبيحاول يهرب .. بيشده بندق وبيحاول معرفش وبيجرى والنار شغاله حواليه ومراد بيشوفه وبيجرى عليه ,, تامر بيفتكر كريم وهو بيجرى عليه بيقف وبياخد رصاصه فى رجله ..
مراد بيجرى عليه وبيشده وبيتحامى ورا الجبل والعساكر بتقرب اكتر وبتقبض على كل العصابه وبيموت بندق وعطوه واقع سايح فى دمه ..


****************************

تامر نايم فى المستشفى ورجليه ملفوفه واقدامه مراد بيكلمه :
- حمد لله على السلامه يا تامر كده خضتنا عليك بالشكل دا ..
- انتوا مييين ... انا مين ..؟
- انت تامر تامر صاحبى .. انت ناسى ولا ايه .. مالك
- انا عارف ان اسمى تامر وبشتغل ضابط , صح .. وافتكرت حاجه واحد زيك كان بيجرى عليا فى نفس الموقف واتضرب بالنار .. !
- انت بتقول ايه بس وسلمى اللى جايه دلوقتى , اه صح انت فاكر سلمى مش كده .. ؟
- مين سلمى ..!
- مراتك يا تامر , حبيبتك ..
- لاء مش فاكر حد , طيب مامتك يا تامر , ازاى بس مش فاكر .
تامر بحزن :
- والله مش فاكر اى حاجه والله .
- انا هموووت وافتكر انا مين ابن مين عايش ليه .. !
بيسيبه مراد وبيمشى .. ثوانى يا تامر بيخرج وبيجيب الدكتور ..
الدكتور بيكلم تامر :
- يعنى انت مش فاكر اى حاجه .
- لاء مش فاكر اى حاجه .
- طيب ,, انت فاكر اتخبط ولا حد ضربك على دماغك , اى حاجه .. !
بثوره وعصبيه بيرد تامر :
- لاء والله مش فاكر اى حاجه .
- طيب طيب خلاص ..
مراد : ايه يا دكتور
الدكتور : اعتقد فقدان ذاكره مؤقت وهيرجع تانى بس نعرف سبب اللى حصله دا ايه ..

بتدخل سلمى ومراد بيخرج مع الدكتور وبيقابلها على باب الاوضه
مراد بحزن : استنى يا سلمى
سلمى بخوف : ايه يا مراد فى ايه .. !
تامر بس
بترد بسرعه وهى بتدخل : ماله حصله ايه .. بتشوفه نايم على السرير مش مصدقه انها شيفاه وعينيهم اتقابلت .. بتجرى عليه بلهفه وحب .. تامر حبيبى انت كويس وبتبوسه من خده وبتحضنه , مهمهاش وجود مراد كل اللى كانت بتعمله سايبه نفسها لاحساسها ..
تامر مبيديش اى رد فعل هى بتحضنه وهو مبيرفعش ايده عليها خالص , بس حاسس شعور غريب شويه ..
بدأت تحس سلمى بالفتور منه .. بعدت وهى بتبصله وبندم واحراج من مراد ..
انا اسفه يا تامر .
تامر مبيردش ,, بيقرب منها مراد .
سلمى تامر فاقد الذاكر ..
سلمى بدموع : نعم , يعنى مش عارفنى .. !
مراد: للاسف اه
والدة تامر بتدخل الطرقه واهل سلمى واقفين بره بتقرب منهم وهى متجاهلاهم تماماً .
وبتدخل الاوضه وهى بتجرى على تامر :
- حبيبى يا بنى الف حمدلله على سلامتك
تامر بأستغراب : انتِ مين انتِ كمان .. !
وجعت سلمى اوى كلمة انتى كمان .
مراد بيقرب من مامة تامر :
- لو سمحتى يا طنط مراد فاقد الذاكره .
- يعنى ايه .. وليه وعينيها على سلمى ..
سلمى فى صدمتها ووجعها مش مركزه معاها .
مراد : تامر كان مخطوف من عصابه يا طنط بيكرهوه ,, ولولا جالنا اتصال من ضابط تفتيش نقطة المرور اللى شافه كان زمانه دلوقتى مش معانا .
بأحراج من نفسها : اومال هدومه اللى لقيتوها على البحر دى ايه .. !
دا كان تمويه من العصابه اكيد ..
طيب وتامر مش هيفتكر تانى يعنى ..
- لاء هيفتكر ان شاء الله يا طنط وبيجى لمراد اتصال بيستأذن وبيروح يرد ..
سلمى واقفه عينيها على تامر ودموع بتنزل غصب عنها .
تامر عينه عليها وبيبص للاتجاه الاخر بس حاسس انه يعرفها قلبه بيدق ليها , حاسس بشوق نحيتها , بس هو مش عارفها للاسف حتى مش عارف ايه اسمها .



مراد واقف فى زاويه وبيتكلم فى الموبايل : يعنى هما قالو انه كانوا هيموتوه وهيعذبوه لولا فقد الذاكره وهما بيخطفوه .. ماشى يا عماد بيه شكراااا جدا معلش تاعبك معايا كده , بس معلش اخر حاجه .. الامر لله .. عاوز اعرف عطوه اخباره ايه .. ماااات ,, يلا احسن ريح واستريح ,, شكرااا جدا فى امان الله فى امان الله سلام سلام ..

مراد بيقرب من مامة تامر .. اعتقد يا طنط حضرتك محتاجه تقدمى اعتذار لحد ..
مامة تامر وعينيها على سلمى وبأحراج وندم :
- انا اسفه يا بنتى .
سلمى بتبص عليها وبتبكى فى صمت ومردتش .
مراد عينه على سلمى شكلها يقطع القلب ودموعها اللى مبتوقفش ..
مراد بيقرب من تامر :
- تامر مش فاكر سلمى وابنكوا اللى مستنينوا مع نظره مامة تامر على بطن سلمى .. وازاى كانت فرحان انها حامل والبيت اللى جددته علشانها .. وحبكووا لبعض اللى كلنا كنا بنضرب بيه المثل .
تامر بيبصلها وهى بتعيط :
- والله قولها متعيطش انا مش قادر اشوفها بتعيط , انا حاسس ان الست دى والست دى غاليين اوى فى قلبى بس مش قادر اعرفهم بس قلبى مرتاح لهم وحاببهم .
سلمى بتخرج من الاوضه وهى بتعيط ومراد بيلحقها واهلها بيقفوا ,, سلمى بتقرب منهم :
- يلا يا ماما ويابابا ,, احنا هنمشى دا .
مراد بيقرب من سلمى :
- عارف انك زعلانه بس هو ينفع زوجه تسيب جوزها وهو تعبان .. !
بدموع وانهيار : دا مش عارفنى , مش فاكر انا مين .
هيفتكرك يا سلمى متزعليش بس اديله شوية وقت وانتى لازم كأى زوجه متسيبيش جوزك فى ظروفه دى .
بدموع : مش قادره ابقى جمبه ويبصلى وميعرفنيش
هيعرفك ويوم ما يفتكر لازم تبقى انتى اول واحده اقدامه .
الاب والام : صح يا بنتى مراد بيتكلم صح ,, يلا ادخلى لجوزك واحنا هنمشى وترجعى مع جوزك على بيتكوا .
سلمى بدموع : مش هقدر ابقى معاه وميعرفنيش محسش بحبه وحنيته .
الام : ويوم ما يفتكر ويعرفك , ويلاقيكى سيباه هيقدر ان دا حب فيه , لاءء هتبقى زوجه واتخلت عن جوزها فى محنته .
سلمى بتبص عليهم وكل عينيهم اصرار وحنيه :
- حاضر .


*************************

بعد شهرين تامر وسلمى نايمين وبتقوم على صوت تامر وهو بيزعق .. لاء يا سلمى تعالى هنا وانت يا كريم متموتش , استنونى انا عاوز ابقى معاكو .
بتحاول سلمى تقوم تامر بس هو مش بيقوم مكمل فى كلامه .. اسر اه اسر يا اسر انت فين اسرررررر وبيقوم وهو بيصرخ .

سلمى بتاخده فى حضنها : حبيبى مالك
سلمى اسر يا سلمى وكريم وانتى كنتى هتسيبينى ليه يا سلمى
سلمى بفرحه : انت افتكرتنى يا تامر صح افتكرتنى الحمد لله
تامر بحب : انا مقدرش انساكى يا سلمى مقدرش انتى حبيبتى .
سلمى بتحضنه اقوى : يا حبيبى يا تامر يا حبيبى اخيراااا , انا بحبك اوى ,, اوى

تامر بيبوسها وبيحضنها : عارف ان عذبتك كتير بس انا بحبك بحبك سامحينى سامحينى ..
انا مسمحاك يا حبيبى ومسامحه كل الناس المهم انك معايا وفى حضنى
تامر بينزل على بطنها وهو بيسمعها وبيلمسها بأيديه ابنى , دا ابنى
ابنك يا تامر ابنك
انا اسف اووووى يا سلمى
بتحط ايدها على شفايفه .. شششششش مفيش اسف تانى احنا هبندأ تانى صفحه جديده .


*********************

بعد اكتر من سنه تامر فى بيت كريم وحفله مجمعه اهل كريم واهل لبنى وعاميلن عيد ميلاد لأسر
سلمى واقفه وشايله بنوته عندها شهرين .. وعينيها مراقبه تامر .
تامر واقف مع اسر ومعاه خالته بنوته قمووره احلى من لبنى وبيهزروا مع اسر .
لبنى بتقرب من سلمى وشيفاها واقفه متضايقه ,, مالك يا سلمى
ها مفيش هروح لتامر بس
ماشى يا حبيبتى
بتقرب سلمى من تامر وتكلم وهو بتجز على سنانها :
اسر يا حبيبى شوفت عروستك حلوه ازاى عوزاك تحافظ عليها وتحبها .. بس بلاش تطلع ضابط شرطه .
تامر بيبص لسلمى بحب : ليه بس يا حبيبتى
بتقرب من تامر وعينها على خالة اسر .. علشان خايفه انا مرااااة ضابط شرطه يا حياتى
تامر بيبص على البنوته وهو بيقول : تاااااااااااااااااااااااانى يا سلمى


"تمت"

جوزى ضابط شرطة الحلقه الـسادسة عشر

تامر واقف وعطوه بيقرب منه .. فضل يبص عليه ويمشى خطوتين لورا ويرجع خطوتين لقدام وهو بيلف حوالين تامر ..
تامر بأستغراب: هو فى حاجه , انت مين .. !!
عطوه بغيظ : هو انت مش عارف انا مين ولا ايه دا احنا من اللى بينا ولو واخد 100 خبطه على نفوخك دا اللى بينا ميتنساش , ولا نسيت عيلاء وهو بيركز فى عين تامر .
تامر بيركزهو كمان فى عين عطوه :
- مين عيلاء ده يا معلم , يظهر انك انت المعلم بتاعنا صح , ازاى مش فاكرك انت كمان .. ؟
- انت بتمثل ياد ولا ايه , انت لو ضحكت عليهم كلهم مش هتضحك عليا انا .
بندق بيقرب منهم بأهتمام :
- رد على المعلم عطوه يلاااا .
- انا ارد اقول ايه مش انت اللى اديتنى بطاقتى وقولتلى اسمى اسامه , انا مش فاكر حاجه , ليه مش قادرين تصدقونى , وهو انا اسامه فعلا ولا انتوا بتضحكوا عليا , قولولى فى ايه ايه اللى حصل , وليه بتعملونى وحش كده .
- وايه اللى بينى وبينك يا معلم ميتنسيش , هتجنن انا ازاى ناسى كده مخى ممسوح بأستيكه , ما يمكن انتوا كمان بتكدبوا وانا حتى مش اسمى اسامه .. !
بندق بيقرب من عطوه :
- كفايه كده يا معلمى اكيد هو اسامه .
عطوه بنظره شاكه :
- ماشى يا بندق , روح يلا يا اسامه اعملى شاى .
تامر بيبص حواليه ..
عطوه بعصبيه وهو بيضربه على وشه بالقلم :
- ايه ياد مسمعتنيش ولا ايه ..

تامر بيمسك خده , هو انا عملت ايه يعنى , علشان الضرب ها .. !
عطوه بيبرق ليه وبيمسك مسدسه :
- انت يا ابن **** بترد عليا انا كده .
بندق بيجرى يمسك تامر وبيبعد بيه ..
- انت بتعمل ايه انت اتجننت , يلا روح اعمله اللى عاوزه .
تامر بضيق:
- هو انا فاكر يعنى مكان حاجه فى الزفت دا , والله انا حاسس ان فى حاجه غلط , اصل مبقاش ناسى الاماكن كمان يعنى .. !
- تصدق لو مبتسألش اسألتك دى انا كنت صدقت انك فعلا بتشتغلنا , بس انا مصدق انك فاقد الذاكره , تعالى يا واد يا بندوره وريه المطبخ .


***********************
"اسمعوا الاغنيه مع القراءه متنسوش "
http://www.youtube.com/watch?v=2ydT8nqtI9M

بتدخل سلمى الشقه بعد ما العامل مشى والبواب واقف معاها ..
اول ما شافت منظر العفش والستاير والالوان اللى بتحبها دموعها موقفتش وفضلت تبكى .
البواب .. مش عاوزه حاجه يا ست هانم ..؟
مبتردش عليه ..
بيمشى عبده وبيقفل الباب وراه ..
بتدخل سلمى وهى بتبص لكل حاجه وشافت صوره ليها كبيره متبروزه ومحطوطه فى الليفنج .. وقفت اقدامها لحظات وهى بتبكى .. يا حبيبى يا تامر .
بتدخل اوضة نومها هى وهو .. الوحيده اللى متغيرتش .. وعلى الكوميدينو صوره ليه جريت وخدت الصوره , وفضلت تبص فيها , وخدتها فى حضنها ونامت على السرير وهى بتبكى ..


*************************

مراد بيلف فى الشوارع وامر بالبحث عنها مش عارف يلاقيها فين ..
انا تعبت بجد راحت فين بس .. اه شقتها صح
لف بعربيته واتجه لبيت تامر .


**********************


عطوه قاعد هو وبندق ..
عطوه: مش قادر اشوفه اقدامى شكله بيعصبنى جدااا , انى مش هقدر استحمله اقدامى اقتلوه , انى مش هقدر انى عارف نفسى , شكله بينرفزنى.
- يا معلمى دا هيسهلنا كل الشغل اللى احنا عايزينه سيبه بس , وبتبصلوش وانى مش هخليك تتعامل معاه ابدا
- بس
- مبسش بقى يا معلمى , خلى العمليه تتم وبعدين انى هنريحوك منه تماما.
- خلاص ربنا يصبرنى واقدر استحمل سحنته دى كتير بقه .
- ان شاء الله يا معلمى ..
بيقرب تامر بصينيه الشاى وهو بيحاول يتجاهل النظر لعطوه ..
عطوه بياخد منه الشاى وهو ببيصله جامد :
تعالى يلا اظبطلى حجرين الشيشه .
تامر بأستغراب :
- انا .. !
- اه انت ياروح امك , هيكون مين غيرك المرمطون هنا .
- حاضر بس انا بعرف يعنى .. !
- اتعلم وحياه اهلك , انت هتفلقلى دماغى ليه .
- حاضر ..


********************


مراد بيقرب من بيت تامر بينزل من العربيه بسرعه وبيدخل على طول :
- ايوه يا بيه , حضرتك رايح فين ..!
- انا طالع شقة تامر بيه , مشوفتش مدام سلمى صحيح .. !
- ايوه شوفتها دى جت وشكلها تايه اوى , وفتحتلها الباب ودخلت وقفلت ورايا .
- يعنى هى فوق دلوقتى .. ؟
- اه , ليه ؟؟
- الحمد لله , طيب انا هطلع لها , خلى بالك من العربيه مفتوحه .
- حاضر .


بيطلع مراد وبيقف اقدام شقة مراد خبط مره واتنين ضرب الجرس مره واتنين وتلاته وبردوا مفيش اجابه ..
قرر يكسر الباب ولسه هيكسر :
بتفتح سلمى وبيقع مراد جوه الشقه :
وقعته ضحكتها غصب عنها ..
مراد لقاها بتبتسم , كبر من احراجه وقلب الموضوع فكاهى ,, ايوه ناس تختفى من بيتها وناس تانيه تلف فى الشوارع وتقع كدهوه ..
هههههههه معلش يا استاذ مراد بجد بس شكلك يضحك وانت واقع كده ..
اشكرك ..
انا اسفه بس حضرتك عرفت منين ان هنا ورجعت تعقد تانى وشها ودموعها تلمع مره تانيه فى عينيها ..
- انتى هتزعلى تانى ليه بس انا مصدقت انك ضحكتى ..
- انا هموووت على تامر شوفت عملى الشقه ازاى .. !
ايوه انا عارف هو كان قايلى ما شاء الله ..
بدموع بتنزل بسرعه :
- عملها علشان يسيبنى اعيش فيها لوحدى ..
- لاء متقوليش كده , هيعيش معاكى فيها , وهتبقى فرحانه وهو فرحان معاكى متوعليش .
- بس ازاى , فى اخبار جديده طيب .. !
- لاء مفيش بس كده احسن وان شاء الله هيبقى خير ..
- يااااارب يبقى خير يارب .
- ان شاء الله متقلقيش ..
- ياااارب

لحظات وسمعوا صوت حد طالع على السلم مع عبده , دقيقه ودخلت مامة تامر وبصت لهم من فوق لتحت ..
- انت بتعمل ايه هنا , وراجل البيت دا مش موجود .. !

*******************

تامر قاعد اقدام بندق بيحاول يظبطله الشيشه اللى يبدو انها مش عاجبه عطوه وبعد كذا نفس ..
- ايه القرف دا جتك الهم , غووور يلا من اقدامى يالاااا
- انت بتعاملنى كده ليه ,, ها .. !
عطوه بصوت عالى :
- ولا يا بندددددق شيله من اقدامى احسن اقسم بالله هفرغ بندقيتى فى دماغه ..
بيقوم بندق بسرعه وبياخد تامر وبيمشى بيه ..

- ادخل انت اوضتك يا اسامه بلاش توريه وشك شكله متضايق حبتين ..
- حاضر يا بندق , همشى لما اشوف اخرتها ايه , اصل كده كتير اوى محدش بينسى بالشكل دا يعنى , لو افتكر بس مين ده .
- بلاش تفتكره احسن يلا ..
- ليه يعنى ..؟
- كده احسن خلينا كده مقضينها يومين وخلاص ادخل انت اوضتك اتفرج على التليفزيون اعمل اللى يعجبك
- طيب .. طيب .

*********************

سلمى واقفه تبص لمامة تامر اللى فى ايديها شنطه كبيره سفر وهى بتكلم مراد ..
- انت ازاى بتيجى بيت الراجل بتاعه مش موجود .. وانتى يا هانم ازاى تسمحى لنفسك تدخلى راجل البيت .. !
سلمى بضيق من طريقة كلام مامة تامر :
- حضرتك انت بتقولى ايه دا الظابط مراد زميل تامر وكتر خيره بيساعدنا فى اننا نلاقى تامر ان شاء الله .
- يلاقى تامر ولا يحب فى مراته .
سلمى بضيق : ايه اللى بتقوليه دا يا طنط
مراد بأستغراب: حضرتك عيب الكلام دا تامر اخويا واعتقد حضرتك جيتى شوفتى الباب مفتوح .
- انا ماليش فى الكلام دا , دخل يا عبد شنطتى على اوضة النوم , انا جايه اقعد واستنى ابنى ولا انتى ليكى رأى يا تانى .. ؟
سلمى بتقرب من السفره وبتاخد شنطتها :
- شكرا يا طنط , انتى علشان مامة تامر انا مش هزعل من حضرتك .
مامة تامر وسلمى ماشيه :
- هو انتى لسه شوفتى حاجه ؟
وبتحدى بتكمل الام : انا هخليكى تنتحرى يا سلمى وهرفع ليكى قضيه وهسجنك واصبرى عليا ..
سلمى بتبكى وبتجرى ومراد بيقرب من مامة تامر : حرام عليكى يا طنط هتبقى انتى والظروف عليها حرام والله ..
الام بتحدى : وانت مالك انت تدخل ليه , زعلان عليها اوى ليه كده انت مش مفروض صاحب تامر ولا صاحبها هى ها .. ؟
مراد بيمشى من اقدام مامة تامر :
- ايه دا بجد فى حد كده .. استغفر الله العظيم .
بيجرى مراد علشان يلحق سلمى ..
اخيرا لحقها على باب العماره .. استنى بس يا سلمى ..
سلمى بعصبيه وهى بتبكى :
- هو فى ايه ليه كده ليه الدنيا معانده معايا كده , كل دا بيحصلى ليه , انا عملت ايه بس .. ؟
- اصبرى بس يا سلمى , هى بس قلبها موجوع على ابنها معلش .
- يا سلام تتهمنى فى شرفى , ولا ليه لاء ما تلاقى تامر ورا مامته هى كمان الصور , انا مش عارفه انا ازاى حزينه عليه , انا بجد خلاص بكرهه مش عاوزاه , مش عاوزاه ..................... يتبع

جوزى ضابط شرطة الحلقه الـخامسة عشر

الاب بخوف مع وجع قلب سلمى :
- ماله تامر
سلمى بتكتم انفاسها بصعوبه علشان تسمع :
- انا جالى اخباريه انهم لقوا لبسه اقدام البحر وبطاقته .
- يعنى ايه ماااات .. !
- سلمى بتصرخ .. فى التليفون .. لاء تامر مماتش تامر عايش وهيرجع انا متأكده تامر مش هيحصله حاجه ..
- الاب بيقفل التليفون وبيجرى على سلمى . بنتى اهدى يا سلمى , اهدى , احنا لسه منعرفش ايه اللى حصل .
- مراد من سماعة التليفون , عمى رد عليا يا عمى .
الاب : ايوه يا مراد يا بنى , طمنى بس ايه اللى حصل .
مراد : والله يا عمى ما فى جثه ولا اى شئ هى هدومه بس والبطاقه بتاعته لقيناهم على النيل , وكل شكوكنا دلوقتى يا هو رمى نفسه ودا احتمال مستحيل جدااا , يا حد هو اللى رماه وبردوا دا مستبعد علشان اللى هيرميه مش هيستنى يقلعه هدومه .
- هو فى لغز بس ايه هو مش عارفين .
- يعنى ايه ..
- يعنى احنا مش هناخد خطوه غير لما يظهر دلالات .. انا كنت عاوز احكى لحضرتك لوحدك علشان بس اعرفك ايه الجديد ومدام سلمى متقلقش زى دلوقتى .
- خير يا بنى انا ههديها .. كتر خيرك مع السلامه.
- ماشى يا عمى وانا موجود فى اى وقت , وتحت امركوا لو احتاجتونى .

*********************

مراد ندم انه اتصل بسلمى ,, بيتصل بوالدة تامر حقها تعرف ايه التطورات ..
الو ,, ازيك يا طنط
ايوه يا بنى .. انت مين
انا الضابط مراد من بوليس الاداب .. انا صديق تامر بس اعتقد حضرتك مش هتتذكرينى غير لما تشوفينى
بدموع : طمنى يا بنى لقيتو تامر والله قولى لقيتوه
مراد بحزن :
- لاء يا ماما ملقينهوش للاسف بس لقينا لبسه والبطاقه بتاعته على النيل
بصوت بينهج فى التليفون وبيطلع بالعافيه :
- يعنى تـ تت تامر ماااات .. !
- لاء يا طنط مماتش تامر هيبقى كويس اطمنى انا بس حبيت ابلغ حضرتك .
- لاء ابنى انتحر ابنى كان روحو فيها ابنى لما كلمنى كان صوته مخنوق ومتضايق انا متضايق اكيد ههى زهقته , لحد ابنى ما انتحر , منها لله , والله ما هسيبها
- يا طنط حرام يا طنط دول كانوا هيرجعوا لبعض وتامر كان سعيد وبيحبوا بعض جدااا
من غير ما تستنى تسمع كلامه قفلت السماعه فى وشه وهى بتعيط ..
مراد بيكلم .. الو .. طنط .. الو .. سمع صوت تيت تيت
بيقفل السماعه :
انا شكلى غلط ان اتصلت بيها ولا ايه .. سلمى دى غلبانه اوى بجد .. مع الكل .


بيمر يومين تامر تايه مش عارف ايه اللى بيحصل بيقرب من بندق اللى بيجهز نفسه هو ورجالته ..
هو انت رايح فين يا بندق ..
بندق بنظره حاده :
- متسألش اللى عاوزك تعرفه هقولوا وبس .
تامر بيلتزم الصمت .. وهو بيبص عليهم وهما بيجهزوا نفسهم .
بندق بعد ما جهز اسلحته ورجالته , اخدهم ومشى وقرب من تامر وساب معاه رجلين .. متتحركوش من هنا ومستيبوش اسامه لوحده , فهمتوا .

*********************

بندق ورجالته راكبين عربيه واقدامهم عربية الترحيلات للسجن
بيمشى ورا العربيه خطوه خطوه لحد ما جه عربيه تانيه وفتحت النار على كل اللى فى عربية الترحيلات ..
مات الظابط والعساكر ..
صوب بندق بالمسدس على القفل بتاع العربيه وضرب النار فتحه ..
بينزل المساجين وبيضربوهم بالنار وبينزل عطوه وبيقلعوه هدومه وبياخدو واحد معاهم جسمه بالظبط زى عطوه وبيلبسوه هدومه تحت تهديد السلاح وبيضربوه بالنار وبيدخلوه مع المساجين كلهم وبيشوهوا وشه بماده كاويه وبيضمروا النار فى العربيه ..


عطوم وبندق راكبين فى عربيه سواد ورا واقدام واحد من صبيانه والسواق ..
بندق بفرحه :
- حمدلله على سلامتك يا معلمى .
- الله يسلمك ياد يا بندق , ما يجيبها الا رجالتها جدع ياد
- تلميذك يا معلمى المهم رضاك عليا .
- انى راضى , بس مش قادر اصدق ابدا ان تامر بقى معانا .
- بقى اسمه اسامه يا معلمى خلى بالك
- بجد ناسى كل حاجه فعلا ولا بيمثل عليك .
- يمثل ايه بس يا معلمى هو انا تلموذ انت مشوفتوش الخبطه فعلا كانت جامده على نفوووخوه .
- طيب هنشوووف .


***********************


سلمى بتلبس هدومها وبتنزل من البيت من غير ما حد ياخد باله منها ..
بتلف فى الشوارع وعلى المستشفيات وهى خطواتها بطيئه ,, لحد ما تعبت وقربت من النيل وقعدت تعيط ..

************************

الاب والام قاعدين وسلمى بتفتح لمراد اللى بيدخل وهو ملهوف ..
ايه فى ايه ..
الام بدموع : سلمى يابنى سلمى بقالنا ساعتين مش لاقينها ودورنا عليها فى كل حته وملقنهاش .
مراد : طيب يا جماعه اهدوا بس هتروح فين هتلاقوها عند حدمن قرايبكوا او فى اى مكان .
الاب : دورنا والله ما اتصلنا بيك الا بعد ما غلبنا
مراد بيقوم يقف: طيب انا هنزل اشوفها ومش هرجع غير بيها ان شاء الله .
الاب: طيب اجى معاك .. !
لاء متجيش خليك هنا .. انا هكون على اتصال دايم معاكو وان شاء الله متقلقوش هلاقيها .
سالى بدموع واقفه ساكته والام بتردد بدموع .. يارب ايه اللى بيحصلنا دا بس يارب ,, استغفر الله العظيم .


**************************

بعد تعب ودموع رجليها اخدتها لشقتها بتدخل العماره وبتقرب من البواب ..

عبده او ما شاف سلمى جرى عليها : ست سلمى يادى النور اخيرا رجعتى , انتى مش ظاهره ليه لا انتى ولا تامر بيه .
سلمى بتحاول تمسح دموعها وهى بتردد :
- شوفلى حد يفتح الباب يا عبده معلش اصل انا مفتاحى ضايع وتامر فى مؤموريه مش هعرف اوصله دلوقتى .
- حاضر ياست هانم تحت اامرك هروح اجيبلك بتاع المفاتيح وهجيلك جرى ..


سلمى بتبكى وهى طالعه على السلم وبتفتكر تامر وهو شايلها وطالع بيها وهى عروسه ..
"فلاش باك"
نووورتى بيتك يا عروووسه
سلمى وهى فى حضن تامر
نزلى يا تامر , الجيران بيتفرجوا علينا .
ما يتفرجوا الغيران مننا يعمل زينا ..
الله بقى انا مكسوفه اوووى
بيفتح الشقه وهو بردوا شايلها وبيفتح بمعاناه
يا تامر نزلنى وافتح وبعدين شيلنى تانى يعنى مفيش مشكله ..
لاء خلاص فتحت .. يلا يا قمر يا سكره
انت اسلوبك ياااى اوى يعنى ايه سكره وقمر والحاجات دى
طيب يلا يا وحشه يا ..
بزعل بتبرقله : كده يا تامر انا وحشه
طيب يلا ادخلى غيرى وانا هحصلك
لاء تيجى تشيلى الطرحه بقى والحاجات بتاعة العرسان دول
ايه دا ,, الله بس انا مش بعرف اعمل طرح متجوزتش قبل كده
بهدوء وبتبرقله .. اتعلم يا حياتى
بأبتسامه : حاضر يا حبيبتى

بترجع للواقع وهى واقفه اقدام شقتها وعبده جاى يجرى ومعاه عامل المفاتيح ..


*******************

تامر قاعد ومعاه الرجلين وبيسمعوا صوت العربيات اللى بتدخل المكان ..
الرجلين المعلم وصل وصل

بيقف تامر مكانه مع دخول عطوه والعيون بتتقابل ..
..................................يتبع

جوزى ضابط شرطة الحلقه الـرابعة عشر


سلمى قاعده هى وباباها ومامتها لاول مره الروج بيلمس شفايفها من اسابيع وعينيها اترسم فيهم الكحل استعداداً لرجوعها لـ تامر
الوقت بيمر وهى متأنقه .. بدأ يظهر على وشها علامات الخذلان والحزن ..
الاب: هو تامر اتأخر اوى ولا انا اللى بيتهيألى .
الام : اه دا فات ساعتين من وقت ما اتكلم .
سلمى بحزن : يا ترى ايه اللى اخره
سالى ملطفه للجو :هتلاقيه بس حد عطله متقلقوش.
وصمت خيم على الجو

*********************

تامر نايم على كنبه قديمه فى اوضه مليانه كراكيب
بدأت عينه تفتح شويه شويه ..
قام قعد وهو بيبص عادى بيلمس دماغه بتألم , اه دماغى وجعانى اوى .
بيفتح الباب وبيدخل بندق وفى ايده مية مسدس , وبأبتسامه ساخره بيقرب من تامر ..
منور .. نفسك فى ايه قبل ما تموت .. !
تامر بأستغراب ..
انت مين
بندق بيبصله اكتر :انت هتستهبل وبيقرب المسدس من خده وبيخبط بيه على وشه .. انت هتعمل فيها فاقد الذاكره يا روح امك ؟
- انا مين , طيب اسمى ايه ؟؟
بندق بيبعد المسدس عن وشه :
- دا بجد ولا ايه .
- هو ايه , انا وانت اصحاب مش كده .. !
فكر بندق بسرعه وهو بيرد :
- اه انا وانت اصحاب
- طيب انا مش فاكر اسمى ولا اى حاجه .. ؟
- انت اسمك اسامه , دا احنا زومل من زمان .
- بجد , اسمى اسامه , طيب انا ليه مش فاكر حاجه .. !
- انت كده مش بتفتكر اى حاجه تانى يوم كل فتره بيحصلك الموقف دوت ياله ناملك انت شويه وارتاح وانى هروح اعمل حاجه نكلوها سوا .
- طيب ما اجى معاك
- انى عاوزك تنام فوق انت اللى بتصمم تنام على الكنبه دى مش عارف ايه حبك فيها ..
تامر بيبص حواليه مستغرب :
- انا اللى بحب انام فى المكان دا .. !
- ايوه ايه مش مصدقنى ولا ايه يا جدع ..
- لاء لاء مصدقك , طيب انا دماغى بتوجعنى اوى وتقيله هنام تانى .
- ماشى يلا اسيبك تنام ,, العواف عليك .

***********************

الساعات بتمر وسلمى بدأت تقلق اكتر والام والاب ومعاهم سالى بيحاولو يهدوها مفيش فايده :
بتثوروبدموع :
- انا متأكده ان حصل لتامر حاجه انا قلبى مش مطمن .
الاب: هتصل بيه
الام : اه اتصل بيه يا مدحت علشان تطمن
سالى: ان شاء الله هيبقى كويس
سلمى بدأ الكحل يسيل من عينيها مع كلمة باباها , التليفون مقفول .
سالى بسرعه: طيب , كلم صاحبه مراد
الاب : اه صح صح بس انا مش معايا رقمه
سلمى بخطوات سريعه على الاوضه لانها مش قادره تجرى :
- انا معايا الرقم اهو وبطلعه من على موبايلها .
بيتصل الاب :
الو ,, ازيك يا استاذ مراد .. انا مدحت حما تامر .. اهلا بيك .. حضرتك متعرفش تامر فين .. والله .. طيب اسف لازعاج حضرتك .. ايه .. لاء هو بس قال انه جاى من اكتر من 4 ساعات كده ومجاش قلقنا بس .. بجد .. طيب متشكر اوى لحضرتك .. مع السلامه
سلمى مسرعه :
- ايه يا بابا معاه طمنك .. ؟
- لاء مشافوش من يومين ,, بس هو كان مكلمه وقت ما كلمنا بالظبط .
سلمى بدموع اقوى :
- يعنى ايه تامر حصله ايه , راح فين كل دا تامر فين .. وبدأت تنهار .



بيمر وقت طوويل وبدأ الليل يدخل فى منتصفه وبيضرب جرس الباب ..
بتجرى سالى تفتح والكل عينه على الباب بلهفه :
بيدخل مراد وهو بيتكلم بأسى .. مالوش اى اثر
سلمى صمت رهيب دموعها وقفت وعينيها برقت وصدمه واضحه على ملامحها :
الاب لمراد: يعنى ايه , ممكن يكون حصله ايه
مراد: والله دورت فى الشغل والبيت وعند والدته مالوش اى اثر .
سلمى سابتهم ودخلت اوضتها ونامت ف سريرها وهى ساكته ومبتكلمش وغطت نفسها .

الكل بأستغراب
الاب : ادخلى يا سالى شوفى اختك
سالى: سيبها يا بابا ان شاء الله نطمن هى المفروض ترتاح .
الام: هدخلها انا ابقى جمبها , بعد اذنك يا مراد يا بنى , ربنا يلطف يارب
مراد: اتفضلى حضرتك , ويارب


******************************

بندق بيتصل بالتليفون وهو بيشرب سيجاره فى ايده واضح من شكله انها ملفوفه :
- ايوه بقولك يا حضرة المحامى قول لمعلمى , ان عندى ليه خبر بمليون جنيه .
- ايه هو ..
- قوله ان غيرت خطة الانتقام من تامر الظابط , هو هيبقى راجلنا ومعانا ايد بأيد وهنتقم منه بأيده من غير ما المسه .
- انت بتقول ايه , تامر الظابط ازاى .. !
- قوله كده بس .
- طيب
- وقوله كمان ان شاء الله يا معلمى قعادك عندك مش هيطول قريب جدااا هيبقى معانا .
- ازاى دا لابس القضيه يعنى لابسها .
- قوله بس يلا سلام .
- سلام
بيقفل بندق التليفون وهو بيشرب اخر نفس فى السيجاره وعينه حمرا وقرر ينزل لتامر .

تامر نايم على السرير بيقرب منه بندق :
- ايه انت نايم يا تـ اسامه .. !
- اه مش قادر حاسس ان مضروب على دماغى علقه .
- انت فعلا اتخبط فى دماغك وانت كنت سكران .. !
- انا بسكر
- انت دا انت اكتر واحد يشرب خمرااا
- بجد .. !
- اه بس انت امبارح كانت خمرا على شويه حشيش كانت ليله ايه فل
- هو احنا بنشتغل ايه .. !
- تجار حشيش اد الدنيا ..
- ايه دا وانا بشتغل تجار حشيش .. ؟
- اه
- ويلا قوم اطلع نام معايا فوق يلا ..
تامر بيطلع مع بندق وهو بيفكر "اكيد فى حاجه غلط , انا حاسس ان فى كذب , ازاى انسى نفسى كده "


************************

سلمى تانى يوم نايمه فى اوضتها ونايمه فعلااااا
- سالى بتصحيها .. !
- قومى يا سلمى كلمى حماتك ..
- هى فين
- بره .. !
- طيب
سالى بتخرج وبعدها بدقايق بتخرج سلمى وبتقرب من مامة تامر اللى قاعده عينها بطلع شرار..
سلمى بتقرب منها تبوسها , مامة تامر بعدت وشها عنها .
سلمى بحزن : ازيك يا ماما .
والدة تامر : ابنى فين .
سلمى : هيبقى كويس وهيرجعلنا انا عارفه ان تامر مش هيسيبنى .
والدة تامر بتقوم تقف بغضب: ابنى لو مظهرش وكويس هعرف انك انتى اللى ضرتيه , انتى قويه وتعمليها , ابنى لو حصله حاجه مش هيكفينى فيكى الحبس .
الاب والام لسلمى : ايه اللى بتقوليه دا يا حاجه .
والدة تامر بغضب: بنتكوا عارفه ابنى فين ولو متعرفش , هى كانت مزعلاه وهو كان بيشتكى منها ,, انا قولت اهو ابنى يظهر .. احسنلك .
سلمى بتقعد على كرسى :
انا متأكده انه هيرجع وهيبقى كويس وهسامحك يا طنط على كلامك دا علشان كل اللى هيفرق معايا ان تامر يبقى بخير ..
الام بنظره كلها غضب : يارب انتقم من الظالم يارب وبتسيبهم وتمشى
سلمى قاعده مفيش دموع بتنزل من عينيها كل دموعها نشفت , بتتكلم بثقه , يا صدمه .. !


**********************


بندق بيتكلم فى التليفون .. خلاص يعنى جثه زيها بالظبط .. اه والبطاقه وكله واللبس اللى كان لابسه جه مقاسها . طيب والموضوع التانى .. طيب يلا سلام .

تامر بيقرب من بندق وهو لابس لبس جديد وشبه لبس بندق اللى عباره عن قمصان مشجره الوانها فاقعه وبناطيل قماش .
بندق : ايوه كده حمام الهنا يا معلم اسامه
تامر : الله يهنيك , هو انا ماليش اى بطاقه اى تعريف شخصيه اى حاجه عاوز اعرف اسمى بالكامل ..

اسامه فى لحظه اداله بطاقه فيها اسمه وسنه وصورته بس كله حقيقى معادا الاسم .. !

تامر زى ما يكون بيحفظ اسمه : ازاى حد بينسى اسمه ..!
بندق : انت بقى يا سيدى بتنسى نفسك لما بتشوف بت حلوه اثبتلك .. !
لاء لاء مش مهم احنا مش هنشتغل ولا ايه ولا بنعمل ايه فى حياتنا اصلا .. انا حاسس ان فى حاجه مش مظبوطه... ؟
لاء احنا اجازه لسه الشغل جاى متقلقش .. وكله مظبوط انت بس اللى تعبان
ماشى .. !
يلا تعالى نشوف الرجاله ..
يلا .. وبيمشى تامر ورا بندق ..


******************

بيمر يومين وفى بيت سلمى بيتصل التليفون :
الاب بيرد وسلمى بترفع السماعه من اوضتها : الو
سلمى لسه هتقفل بتسمع صوت مراد ..
مراد بسرعه :
عمى انا عاوزك ضروروى بخصوص تامر بس بلاش سلمى تعرف دلوقتى انك جايلى ..
الاب : قلقتنى يابنى .
مراد مع ضربات دقات قلب سلمى السريعه بيكمل :
- علشان تامر
.........................يتبع

جوزى ضابط شرطة الحلقه الــ لثالثة عشر

تامر طلع على القسم ودخل اوضة وكيل النيابه زميله واتكلم معاه كلمتين وخرج ووسابله المكتب هو ومراد واقف نفسه يعرف تامر قال ايه ليه ...
لحظات وبيدخل عطوه الاوضه وتامر بيشرب السيجاره بشراهه
بيقف عطوه بقلق هو مش فاهم هو ليه جه من الحبس
مراد واقف عينه على عطوه لحظه ورجع تانى بعينه على تامر وبيقرب من تامر وبصوت هادى :
- هو انتَ هتفضل تشرب فى سجاير كده , مين دا وليه جيت هنا ... ؟؟
بيطفى تامر السيجاره بهدوووء وبيبص لـ عطوه وهو بيحاول يكتم غيظه بس مقدرش وهجم على عطوووه ونزل فيه ضرب

- فين الكلب بتاعك .. !!
- قولى فييييييييييين ..
بيجرى عليه مراد يحاول يخلص عطوه من ايدين تامر :
- سيبه يا مجنون , سيبه
- عطوه بعد ما مراد قدر يخلصه من ايد تامر بيمسك رقبته وهو بيحاول ياخد نفسه , اه كان هيموتنى
تامر ومراد ماسكه بقوه :
- قولى فين بندق فيييييييييين يا كلب ..

هاهاهاهاها , ايوه كده انت اكيد شوفت الصور , دى المدام طلعت ايه جاااامده .
مراد بعصبيه ونرفزه هو كمان :
- اه يا حيوان دا انت ******
تامر بعصبيه وبيحاول بيفلت من ايد مراد :
- سيبنى يا مراد سيبنى .. !
بيدخل وكيل النيابه على صوت شتايمهم ودخل بحزم وهو بيضرب عطوه على وشه .
- مزعل تامر بيه ليه يا حيوان.
عطوه لوكيل النيابه بنظره غاضبه وبيضغط على سنانه :
- مش هنزعلوووه تانى , واللى بيتعمل معايا دا مش اصووول يا بيه .
- نعم ياروووح امك .. !
- انى عايز نرجع الزنزانه بتاعتى .
وكيل النيابه لتامر :
- ايه اللى عمله فيك يا تامر قولى وانا اخليه يعترف .
تامر بيبص ليه بعين حمرا .. وبيشده مراد وهو بيشكر وكيل النيابه .. احنا اسفين ومتشكرين جداااا بعد اذنك


*************************


فى اوضتها قاعده سلمى والام والاب حواليها وسالى واخداها فى حضنها بتحاول تهديها :
سالى : اهدى يا حبيبتى ان شاء الله تامر هيعرف الحقيقه وهتبقوا كويسين .
سلمى بدموع : انا مشكلتى مش اننا نرجع , انا خايفه فعلا يكون ابن حرام .. !
الاب : انتى غلطى اووووى يا سلمى اووووى بس انا مش هعاتبك دلوقتى بس لازم تعرفى ان الغلط منك من امتى لينا جيران بيدخولو بيوتنا هما ورجالتهم كمان وفوق كل دا راجل البيت مش موجود
سلمى بتبكى اشد .
الام: مش وقت الكلام دا يا مدحت مش وقته .
الاب: طيب يلا هنزل انا اصلى العشا .


*************************

المحامى الخاص بعطوه فى مكتبه بيسمع صوت خطوات بتقرب من مكتبه وواضح انه لوحده فى المكتب .
- بصوت عالى : ميــــن بره .. ومفيش رد .. بيعلى صوته .. انت رجعت يا محمود .
فجأه بيدخله بندق "اسامه" دا انا
- المحامى بخوف : انت دخلت ازاى .. ! محمود قافل الباب بره .
- هاهاهاها من امتى بستنى ابواب مفتوحه
- بس انا محستش بيك
- معلش دلوقتى انا جاى اعرف معلمى اتعمل معاه ايه .
- اتعمل معاه ايه القضيه لبساااه لبساااه , بس اللى مستغربه انت ازاى مكنتش معاه , دا مبيمشيش من غيرك يعنى .. !
- هو اللى طلب منى كان حاسس ان فى غدر هيحصل , زى ما يكون قلبه حاسس قالى خليك انت علشان لو حصل واتمسكت تجيبلى حقى .
- اه صح هو قالى اقولك تنفذ اللى قالك عليه .
- ايوووووه , على اخر الاسبوع اكون شفيت غليل معلمى فيه .
- هتعمل ايه يعنى .. !
بنظره حاده مخيفه :
- من امتى بتسأل .
المحامى بخوف :
- طيب بلاش , اتعابى هاخدها من مين طيب .
- انت بس دور على صغره تطلع معلمى , او يتحبس بالكتير سنه ولا اتنين , وانا ماليش بركه الا انت .
المحامى بفرحه :
- ماشى انا تحت امركوا .


***********************

تامر ومراد فى العياده اللى كان كشف فيها قبل كده
تامر بضيق :
- انا عارف اللى فيها بلاش نتوجع تانى .
- لاء لازم نروح ونشوووف التحاليل ايه مصيرها وان كانت صح ولا غلط .
- بس انا خايف ادى امل وارجع يروح منى ..
- معلش بس علشان نرسم خطوتنا وانت رايح لسلمى تصالحها تبقى عارف موقفك .
- تفتكر ممكن تسامح .. !
- هتسامحك هى واضح انها طيبه , وانت عصبى .
- انا معرفش انها ضحية كلاب شغلى .. !
- عارف والله عارف يلا حصل خير .. !
- خير ايه بس وبيدخولو للممرضه .
الممرضه اول ما شافته :
- اهلا استاذ تامر نورت احنا حاولنا نتصل بحضرتك كتير بس معرفناش بس دايما مكنش حد بيرد على الرقم اللى ادتهولنا ..
- ليه خير .. !
- علشان التحاليل حضرتك مكنتش بتاعتك كانت بتاعت واحد تانى واحنا عرفنا دا بعد 3 ايام من استلامك ليها .
مراد بفرحه :
- يعنى هو كويس
الممرضه : انا معرفش حاجه لسه هنحلل لاستاذ تامر تانى اتضح ان دكتور التحاليل عندنا , كان مش شايف شغله ودا بعد ما جالنا كذا شكوى , ضغطنا عليه وعرفنا انه كان بيلخبط كله مع بعضه للاسف .
تامر بعصبيه :
- وانتوا ازاى متدوروش وراه يعنى شوفوا انا وغيرى وغيرى حصلنا ايه فى حياتنا بسببكوا .
الممرضه بخوف :
- احنا اسفين والله بس احنا اتصلنا بكل الناس وعملنالهم تحاليل تانى على حساب العياده تعويضاً ليهم , بس حضرتك اللى معرفناش نوصلك ابدا ..
مراد بهدوووء :
- خلاص بقى يا تامر كده الحمد لله فى امل اطمن بقى , وادخل يلا .
دخل تامر على مضض وعمل التحاليل تانى وبعد ما خلص بيتكلم بسخريه :
- ياريت بقى متبقوش تضيعوهم تانى ..
مراد بيبص للممرضه وهى محرجه :
- معلش هو بس فعلا اللى مر عليه مش بسيط الفتره اللى فاتت .


**********************

مراد وتامر بيمشوا اتجاهاً للبيت ..
مش هتروح تصالح سلمى وتعتذرلها .. !
هروح بس مش دلوقتى لما النتيجه تطلع , واتأكد ان كويس , وكمان اظبط الشقه قبل اى حاجه .
مراد:
- صح انت بتفكر صح
- انا تعبتها كتير يا مراد تفتكر ممكن تقبل تسامح .
- معتقدش ان بعد كل الل حصل ترفض , وانا هقنعها .
- بجد !!
- ايوه مش انا اللى كنت هدخلها السجن بردوا .
- ايوه .. وبكسوف من نفسه .. انا غلطاتى كتير اوووى ولا تغتفر .
- لاء هتغتفر متقلقش , ياما بيحصل فى البيوت .
بأمتنان :
- شكرا اوى يا مراد انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه بجد انت انسان نبيل جداااا ربنا يكرمك يارب .
- احنا اصحاب
- الحمد لله ان لقيتك انت مش حد تانى , وقت عصبيتى دى بجد ربنا وقف معايا .
- الحمد لله يلا اطلع انت ارتاح وانا همشى .
- ماشى .

*************************

طلع مراد على بيت سلمى وأستأّذت باباها للدخول
سالى بأبتسامه اللى قابلها مراد بنفس الابتسامه :
- اتفضل .
- انا عارف ان عملكوا ازعاج كده وكل شويه جاى .
- بصراحه اه
بأستغراب :
- نعم .. !
- بهزر بهزر
- ههههه ماشى ممكن اقابل مدام سلمى ..!
- اكيد طبعاً , ثانيه واحده ابلغها .

بتخرج سلمى وهى ماشيه براحه بس هى فضلت تخرجله ميدخلش الاوضه تانى كلام باباها حسسها بالذنب
- اهلا استاذ مراد
- عندى ليكى خبر كويس اوى يا مدام سلمى .
- اتفضل سامعه حضرتك
- تامر عرف انك بريئه , ومكونتيش غير ضحيه لشغله .
سلمى بحزن :
- خلاص مبقتش تفرق
- لاء ازاى تفرق انتى لازم تقفى جمبه , تامر بيضيع كل حاجه بتنهار , اللى عرفته فى الشويه الصغيرين دول ان عطوه دا ورجالته سبب فى موت اتنين ليه صديق عمره كريم وعلاء اللى كان معتبره اخوه الصغير , وانتى واللى حصلك , تفتكرى تقفى جمبه ولا تسيبيه .
- مش مهم اى حاجه دلوقتى انا بيكبر فى احشائى ابن مش عارفه مين ابوه المجرم ولا جوزى هيبقى ابن حرام ولا شرعى .
- شوفتى .. !
- شوفت ايه ؟
- انك لمجرد انك اتخدعتى وحامل هتموتى من الرعب , هو بقى يعمل ايه .
- يعمل ايه فى ايه دا شخص مصانش عرضه .
- وانا قولتلك اى شخص مكانه اسألى حتى والدك , كان قتلك بجد , انما واضح انه بيحبك , حبه كان اقوى من شرفه , صدقينى ولو كان قتلك معاه الدليل اللى ميخلهوش يتحبس ..
- خلاص يا استاذ مراد كفايه
- يبقى تسامحيه وتقفى جمبه .
- مش هقدر .
- حتى لو قولتلك ان شاء الله اللى فى بطنك يبقى ابنه وتعيشوا سوا .
- حتى لو قولتلى كده , بردوا مش هسامحه .
- ماشى , انتى حره بس واضح ان تامر اختار غلط , الزوجه الجدعه تقف جمب جوزها فى محنته
وقام وقف , بعد اذنك واسف ان ازعجتك .

********************

تامر فى شقته بيدخل بين انقاض العفش وبيتجه لاوضة النوم
بيدخل يفتح الدولاب وبياخد هدوم لسلمى وبيتأملها وبيحضنها , سامحينى يا حبيبتى سامحينى ,, لحظات واتجه لبره الاوضه وف ايده لبسها وشاف برفيوم ليها واقع على الارض ,اخده واتجه بيهم لغرفة النوم الصغيره دخل وهو بيشم البرفيوم بتاعها واخد لبسها فى خضنه وهو بيتألم وبينام .

*************************

بعد اكثر من يومين سلمى بتفتح عينيها من نومها على صوت باباها .. حبيبتى يا سلمى قومى يلا عاوزك ..
سلمى بتحاول تقوم وواضح ان عينيها وارمه مبتبطلش بكا قامت وقعدت ..
- ايوه يا بابا .
- ايه يا حبيبتى انتى كويسه .
- اه الحمد لله دماغى تقيله بس .
- طيب وعياطك طول الليل بعد ما بنام دا ايه .. !
ببكاء اكتر ..
وحشنى اووووى يا بابا اووووووى .. وهو حتى لما عرف ان بريئه متصلش بيا وانا اللى قولت هيجى يجرى عليا .
- يعنى بتحبيه وعاوزاه لسه ..
- بحبه بس مش عاوزاه .
- ازاى دى .
- انا كرامتى اتوجعت اووووى منه يا بابا .
- بس انتى السبب انتى غلطتى لولا فتحتى للناس دول بيتك مكانش حصل اى حاجه من دى صح ..؟
- يا بابا بس هو صدق
- وطردك بس عارفه واحد تانى كان موتك .
- يعنى انت شايف ان اسامحه يا بابا بعد ما دخلنى القسم .. !
- اه , وربنا سترها ومحصلش حاجه , ربنا بيختبركو


************************

تامر واقف فى وسط عمال والشقه بقت غير اى شقه رجعت احلى من الاول .
واقف مبتسم :
- اكيد هتعجب سلمى جداااا انا واثق , دا ذوقها والالوان اللى بتحبها .
بيخلص مع العمال وبيروح على ميعاده لمعمل التحاليل ..
بيقعد اقدام الدكتور وهو منتظر النتيجه وخايف جدااا ..
كل اللى بيفكر فيه .. يارب تكون النتيجه كويسه , وافرح سلمى يارب يارب ..
الدكتور بهدوء وابتسامه :
- انت زى الفل يا استاذ تامر واضح انها كانت مشاكل سطحيه جدااا بس متأثرش على الخلفه .
تامر قاعد مش مصدق اللى بيسمعه :
- بجد بجد يا دكتور انا اخلف عادى .. !
- ايوه بجد , واحنا اسفين على سوء التفاهم اللى حصل بجد ..

تامر بيقوم من اقدامه وبيسلم عليه بسعاده وابتسامه واسعه :
- انا متشكر جدااا جداااا ربنا يخليك اشكرك بجد
بينزل تامر من عند الدكتور وهو بيتصل بالتليفون :
- ايوه يا مراد انا كويس انا بخلف يا مراد .. الحمد لله ,, انا كويس ..
- قفل مع مراد واتصل تانى :
- ايوه يا عمى ازيك وحشتنى اوى , ادينى سلمى معلش ادينى سلمى ..
الاب من اقدام سلمى :
- كلمى ..
- مين .. !
- كلمى بس ..
سلمى بتاخد السماعه وبتسمع الصوت من غير ما تتكلم صوت انفاسها بس اللى واصل لتامر :
- حبيبتى يا سلمى انا كويس , ودا ابنى انا وانتى , انتى حامل منى , دا ابنى , افرحى يا سلمى , دا ابننا , انا بحبك اوووووى , سامحينى , يلا اجهزى جاى اخدك على بيتنا وعاملك مفاجئه .
ما بين دموع نازله وودانها الى اشتاقت لصوته وقلبها اللى بيخفق بشده وجسمها اللى بيرتجف لفرحتها انه كويس وان ابنها منه ..
ردت وهى بتبص لباباه ا ..
بس انا
هنسيكى يا سلمى كل اللى حصل انا عارف انك بتحبينى واحنا بعشقك ومقدرش اعيش من غيرك اعذرينى
بس
باباها بياخد منه السماعه وبأبتسامه لسلمى
تعالى يا تامر وكل حاجه هتتحل
ربنا يخليك ليا يا عمى انا اسف اوووى على كل حاجه

*******************

تامر بيمر للطريق التانى وعربيه جيت بسرعه خبطته وقع على الارض اغمى عليه اتفتحت العربيه ودخلوه جواها وساقوا بأقصى سرعه ..


............................يتبع