16‏/9‏/2014

قصه قصيرة لماذا انت


"4 والاخير"

فى نفس اللحظه بتقوم هدى من على كرسى ف البلكون اللى جمبه على صوته , وبكل عطف :
- اساذ , مالك
محمد بعيون كلها دموع وقهر :
- انا , تعبان اوى
هدى بألم لدموعه وحالته المآساويه , بتتكلم بتعاطف وصوت كله طيبه , رق معاه قلبه :
- مالك , احكيلى لو مش هيضايقك
- هحكى , اصل انا نفسى اطلع اللى جوايا , اوى
- اتفضل
"واخدت كرسى قربته من السور الفاصل بينهم وقعدت عليه تسمعله " , اتكلم محمد بيآس ودموع زى الشلال المنهمر مبتوقفش :
- حبيبتى ومراتى , وكل دنيتى خلاص بتفكر تمشى وتسيبنى , انا السبب , انا اللى خلتها تمشى
هدى بعطف وتأثر :
- طب اهدى بس وقولى فى ايه

بعين حمرا بيبص لهدى وكأنه اتصدم فجأه :
- واقولك ليه , انتى مين , ليه بتتكلمى معايا اصلا , ابعدى عنى
"وسابها وجرى على اوضته دخل وسابها "
بتبص عليه , ايه اللى حصل , هى عملتله ايه , مش هو اللى قرر يحكى , حصل ايه , ليه بيعمل معاها كده
ورغم جرحها من تصرفاته , الا انه مستفزها , نفسها تعرف حكايته ايه , ولازم هتعرف , انتظرت دقايق , سمعت تكسير جاى من اوضته , وحد بيصرخ بصوت عالى , شكله منهار , وقفت تحاول تشوف مقدرتش تشوف حاجه , لحظات وجت دعاء
دعاء بأستغراب لمنظر هدى وهى بتحاول تتسلق السور بينهم وبين محمد :
- هتقعى فى الشارع يا حاجه
هدى بخضه وأحراج :
- ايه , هقع ليه
- مش عارفه ليه والله
- طيب , عاوزه ايه يعنى
- مالك , وبقالك ساعه مختفيه هنا ليه , يلا عاوزه انام
- اقعدى شويه على الكمبيوتر , انا عاوزه افضل هنا شويه
- هتسهرى ف البلكونه , دا انتى غريبه
- لو سمحتى يا دعاء سيبينى لوحدى
- طيب , طيب , هروح انا انام احسن
- اه احسن
فضلت هدى الفضول متملكها نفسها تخطى السور وتروحله تهديه , اد ايه قلبها موجودع عليه , غريبه هى مستغربه نفسها , ليه متعاطفه كده , هو ميستاهلش منها تعاطف , ليه قلبها موجوع عليه كده , ليه وليه , وقفت ليه عنده وهو خارج البلكون تانى ووقف اقدامها , وبطريقه عفويه مسك ايدها اللى على السور الفاصل بينهم , ضغط بقوه , جسمها ارتجف , ايه بيحصلها , هو عاوز ايه , نظرات كلها قهر , اتكلم بألم :
- هموت , انجددينى , متسيبينيش اموت يا......... , انتى مين ؟
هدى بألم من ضغطة ايده :
- اسمى هدى , وبجد انا عاوزه اساعدك , بس سيب ايدى
بص على ايدها وايده اللى مسكاها بعنف وبدأت ملامحه تهدى من عصبيتها وتتراخى :
- انا اسف , اسف اوى , بس انا بموت , انا حبيبتى بتروح منى وانا مش قادر اسيبها , مش قادر اقولها يلا مع السلامه , مجرد انها هنا حتى ولو مجرد جسد انا مطمن ان فى امل , ازاى عايزنى اخليها تمشى , ازاى اموتها بأيدى , ازاى
- مش فهما حاجه ؟
قعد محمد على الكرسى بتراخى وهدوء وبدأ يتكلم بعصبيه اقل :
- انا موتها علشان اسكر , موتها علشان بعدت عن ربنا , موتها علشان كان نفسى ادوق الكاس , قالتلى مش هكون معاك , بلاش تروحنى معاك وانت سكران , عملت فيها ابو الرجوله ورفضت , انا رفضت علشان اموتها , كانت خايفه منى كانت حاسه ان هموتها , بس مرضيتش تكسر بخاطرى , وجعتنى اوى , ياريتنى سمعت كلامها , ياريتنى ما جربت , مجرد بعدت عن ربنا لحظه موت اجمل حاجه حصلتلى فى حياتى , ربنا خلانى ادوق العقاب بسرعه , مدنيش فرصه حتى افوق , خلانى اتوجع فى اغلى ما ليا
"رفع دماغه للسما "
- ليه يارب مخدتنيش انا , انا يارب اللى كنت استاهل الموت مش هى , هى رفضت ان اشرب , رفضت ان اغضبك
هدى بألم :
- اهدى بس يا استاذ محمد , دى اعمار , حرام تقول كده , انت اكيد غلط ,بس مفيش انسان موصوم ما الغلط !
- بس غلطى موتها , ضيعها منى , ربنا مدنيش فرصه اتوب , ليه يارب , كنت خدتنى انا
- حراااااااااام عليك , انا متعاطفه معاك بس اللى بتقوله دا حرام , ربنا حنين , وكريم , وعطوف , وصدقنى هو عمرها , ممكن ارتبط بحادثه زى دى علشان تفوقك , بس مش انك تلوم ربنا , دا ربنا مسبب الاسباب , قول الحمد لله
- الحمد لله انها ماتت وسابتنى !
- انك عايش وقادر تتوب وتستغفره , انك قادر تقول يارب والله يرحمها وتدعيلها , بس انت بتقول م شويه انها عاوزه تسبنى , ودلوقتى بتقول ماتت , مش فهما !
- هى عايشه بأجهزه اهلها والدكاتره عاوزين يشيلوها ويشيلو روحى معاها , هى لو مشيت انا هموت , مش هعيش , هكون انسان ميت
- بس كده حرام عليك , انت لازم تعيش علشان ربنا , ربنا كريم , روح اتوضى وصلى , واطلب منه من قلبك اووووى , استغفره , وقوله ياااارب انا توبت وندمت , قوله يارب رجعهالى من غيرها هضيع , شوف ربنا هيعمل ايه , جرب ألجأله وانت واثق اوى فيه من جواك وشوف هيحصل ايه
- هيحصل ايه !
- لاء دى على اد قربك من ربنا وصدقك من اللى هتطلبه وايمانك من ان ربنا جمبك وهيحققلك مرادك , بس ثق فى ربنا وانه جمبك
- انتى شايفه كده
- جرب !
- حاضر , بس لو محصلش ورجعت
- متقولش لو , قول يارب , قربله علشان ربنا خلقنا , ربنا حنين علينا , ربنا طيب ومش هيوجعنا , قربله علشان هو ابقى ليك من اى حد , ان مرجعلكش اللى بتحبهم , كفايه قربتله ..!
- انتى كلامك جميل اوى , وبيريح القلب , انا حاسس ان حاجه جوايا اهدى !
- انت بس بعدت شويه وكنت محتاج ترجع
- ارجع لمين
- لربنا , ربنا ميتنسيش , ربنا جمبنا وبيحبنا , خليك دايما جمبه , هو اقربلك من نفسك !
- حاضر , هصلى , وهترجاه , وهستغفره , ويارب ترجعلى
- خليك انانى اووووى فى قربك ليك اترجاه اوى واتذلل , يمكن !
- حاضر , حاضر

دخل محمد بسرعه اتوضى وصلى وفضل يدعى كتير ويبكى

***************************

هدى بعد اسبوعين , احوالها متغيره , ابتسامتها هاديه قاعده واقدامها حاتم
حاتم بسعاده :
- بجد يا هدى هتدينى الفرصه !
- انا , مش بكرهك بس انا جوايا حاجه متغيره , لازم تعرفها يا تقبل بيا كده يا تسيبنى وتهرب
- ايه ؟
- انا حبيت واحد من اول نظره , حبيته فى يومين بس !
- حبيتى , مين دا !
- مش مهم مين , المهم ان قلبى اتخطف وراح لواحد عمره ما هيكون ليا , هو دلوقتى بيعيش احلى وقت فى حياته , رجعتله حياته , رجعله حبه , رجع لربه , ورجع معاه نبض قلبه
- مش فاهم
- مش مهم , المهم ان انا عاوزه ابدأ حياه جديده معاك , بس هيكون فيها هو , مش هقدر انساه , بس مش هيعيش وياخد مساحه كبيره , لان ملحقش يكون جوايا ذكريات جوايا , مجرد حكايه
- بس
- مش هتقبل انا مش هزعل حقك
- لاء انا بس بوعدك , انك هتنسيه , مش هيكون هو , هيكون بس اناا , قلبك ذكرياتك حنينك هقدر استولى عليهم ليا , ليا انا وبس
- متأكده من دا وجداااا
- بحبك , ومسيرى اخليكى قلبك يدق زيى بيا , زى ما بيدق قلبى بيكى
- متأكده والله

فى اوتيل شيك ..
قاعد محمد وزوجته , بيتعشوا ..
بتدخل هدى وحاتم وبتشوف محمد اللى اول ما شافهم ابتسم , وقام يرحب بهدى
هدى لحاتم , محمد يا حاتم
حاتم بأستغراب:
- محمد مين ..؟
- محمد , هو !
بنظرات خاطفه بصله حاتم بسرعه وكأنه بيشوف مين هو , وايه بيميزه , ابتسم بسرعه واخدها من ايدها برقه , واتجه ليهم بعفويه
هدى بأستغراب وهما ماشيين :
- بتعمل ايه يا حاتم
حاتم بحب :
- لازم تعرفى انه مش مهم , لازم قلبك يتأكد ان الرعشه اللى فى شفايفك دى مش هتلمسك فى وجوده , لاء هى موهومه , اصلا هى مش لحد غيرى
هدى بتقرب منهم وهى مش قادره تفهم حاتم .
وقف محمد يسلم بأبتسامه :
- الملاك , " وجه عينه لزوجته " الملاك يا حبيبتى اللى حكتلك عنها
الزوجه بسعاده :
- اهلا وسهلا , انا محمد حكالى عنك كتير جدااا
هدى بأبتسامه :
- حاتم , عارف , انا عرفت لماذا انت !
حاتم بأستغراب :
- يعنى ايه لماذا انت ؟؟
هدى بأبتسامه قربت منه :
- انا طلبت من ربنا بكل ترجى اسعد وانساه .. !
محمد بيحاول يسمعلهم هو وزوجته مش عارف هى بتهمس لحااتم بصوت خافت , وكملت :
- شوفتك فى الحلم يومها , شوفتك بتمدلى ايد الحياه , استغربت وقولت ليه اشمعنا انت , ليه انت بالذات اللى تبقى السعاده وياه .
حاتم بفرحه :
- شفايفك بترتعش فى وجودى !
- وقلبى مش هينبض غير ليك , سامحنى
- قلبى مسامحك , اصله بيحبك
- بحبك , وهعيش عمرى كله بس احبك ..

"تمت"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق