21‏/6‏/2014

نيران الرغبة الحلقه الـ ثالثة عشر


- ازاى حامل مش فاهم هو مش سامى ..... سامى تـ
- سامى ماله سامى .. !
ظل ينظر الى ساره شارداً ( ازاى حامل , ايوه اكيد رجعت للى قالتلى انها كانت على علاقه بيه , ازاى فى ناس بالاخلاق دى , ازاى هى بالتدنى دا , لاء انا مش لازم اسكت لازم اشوفها واعرفها ان هقول لجوزها المسكين دا , ذنبه ايه يعيش مخدوع كده .. حرام اللى بيحصل دا حرام ) , ويقطع حملقته تلك صوت رنين باب المنزل ..
واذا بساره تستقبل المدير المنتظر هذا الشاب الاسمر ذو اللحيه السمراء بعينين واسعتين جذابتين ووجهاً رائع ..
ادم محاولاً التركيز مع صوت ساره : استاذ محمد اتفضل .. ؟
ادم يركز معهم ويحاول الخروج من هاجسه المحطم .. ولفت انتباهه نظره محمد لساره .. اعتلى وجهه الريبه والاضطراب وقف بضيق .. ليرى كيف نظرات ساره إليه .. أنها ترغب بأن ينضم إليهم ويرحب به ) .
اقترب بضيق : اهلا استاذ محمد ..
محمد مستغرباً .. فيبدو على ادم صغر سنه , فكر ان يتساءل هل هو زوجها ام بالطبع شقيقها والجواب الثانى هو ما كان وقعه على خاطره افضل .. فالفارق بينهم واضح ولكنه فضل ان يعلم عن طريق تقديم ساره لبعضهم ..
ساره بأبتسامه خجوله وهى ترى نظرات محمد الحائره : ادم جوزى ..
محمد بنظره شاكره لعدم تسرعه واحداث توتر : اهلا اهلا بيك , تشرفت .. !
ادم : شكرااا , اتفضل ( وجلسوا فى غرفة الزائرين الخاصه بهم ) .
ساره بأبتسامه تتركهم مودعه على ان تحضر السفره ..
محمد ينظر الى ادم معللاً داخل نفسه حتى يقتنع بفارق السن الملحوظ .. بأنه دوماً تفكيره ناضج حتى يكون هناك توافق بينهم .. تحدث بأبتسامه : حضرتك بتشتغل فين استاذ ادم ولا تسمحلى اقولك ادم بس ..
ادم بأبتسامه مقتضبه : امم ادم بس , انا بشتغل محاسب فى شركه المعمار ..
اه .. تمام بس انا مشوفتش حضرتك قبل كده ابدااا , رغم ان الشغل بينا كتير ..
- اه عادى يعنى انا فى المحاسبه حضرتك بتنزل الحسابات ولا المدير بس .. ؟
- المدير بس .. !
- طيب يبقى اكيد مش هتشوفنى مش محتاجه سؤال ..
- اه صح ..
- قولى بقى حضرتك ايه رأيك فى ساره ..
- رأيى فيها , رأيى فيها ازاى .. ؟
شعر ادم بتوتره فأثار الريبه داخل قلبه وتحدث بصوت حانق : فى شغلها اكيد .. ؟
- اه استاذه ساره قمه فى الاحترام والاخلاق والتواضع وغير كل دا انسانه مثقفه وطموحه وهتبقى فى اعلى المراكز ان شاء الله .
- من ناحية طموحه هى طموحه .
- ما شاء الله ربنا يسعدكو ..
- اه ان شاء الله , احنا بالفعل سعدا جدااا , ساره زوجه رائعه وانا بعشقها ..
قرر محمد الصمت وعدم استمرار الحديث بهذا المنوال يبدو ان ادم شخصاً غير طبيعى .. هل هناك شخصاً يتحدث هكذا عن زوجته .
بعد لحظات اقتربت منهم ساره مؤكده بتجهيز الطعام وبأن كل شئ جاهز ..
انضم إليها ادم ومحمد .. وجلس الثلاثه على طاولة الطعام ..
ساره ترى بهم السكون وعلى وجه محمد عدم الراحه ووجه ادم نظره غريبه تعتليه .. لم تعد تعرفه .. كل يوماً يتحول من شخص الى اخر تماماً ..

**********************************

فى احد المحلات تختار ما بين ملابس الاطفال حديثى الولاده ملابس رائعه ..
انتهت من التبضع والسعاده تعتلو وجهها .. واذا بشريف هو الاخر ومعه فتاه يتقابلان معاً فى الطابق السفلى للمحل والذى هو عباره عن مقهى ..
شريف يراها ليهرول إليها متلهفاً .. سما .. ؟
سما بضيق تتركه وتكمل طريقها غير مباليه به ..
شريف : استنى يا سما دقيقه بس .. !
- نعم .. ؟
- انا اسف يا سما بجد انا ندمان اوى على اللى عملته معاكى , انتى عارفه ان حبيتك جدااا , وطول عمرى بحترمك اوى , بس للاسف انا ضعيف وكنت تحت تأثير الشيطان انا خطبت وعرفت انك اتجوزتى واتمنيت تعيشى بجد سعيده جدااا انتى بجد تستاهلى كل السعاده اللى فى الدنيا ..
- شكرااا ومبروووك ليك .. حبيتها .. ؟
- لاء بصراحه , بس هحبها , ربنا يسعدك يا سما
- عرفتها ازاى طيب , وليه مش بتحبها .. ؟
- هى بنت من اختيار ماما بنوته من بيت مغلق ومحترمه وماما بتشكر فى اخلاقها ..
- اه , مش زباله زيى يعنى ..؟
- لسه برضو يا سما , بالله عليكى انسى وعيشى حياتك وانا اسف بجد لوفى شئ اعوضك بيه قولى ايه هو .. ؟
- اكيد مفيش , واطمن انا ربنا عوضنى بأنسان رائع فى كل شئ ..
- ربنا يسعدك ومن قلبى والله ..
- شكرااا سلام ..
- سلام ..

*******************************

فى منزل ساره وبعد ذهاب محمد وقف ادم متضرراً ..
ادم : ساره .. ؟
- نعم .. !
- انتى تنقلى من الشغل دا واللى اسمه محمد دا متعرفيهوش تانى .. !
- ليه ان شاء الله .. ؟
- علشان انا جوزك وحابب كده ..
- بس انا مش حابه كده ومش هعمل كده ابدااا يا ادم ..
- يعنى ايه بترفضى .. ؟
- ايوه
- يبقى انتى متلزمنيش ..
- تقصد ايه .. ؟
- يعنى كل واحد من سكه
- ماشى اللى يريحك .. !
- انتى شايفه كده ..
- ايوه ..
- قولى كده بقى انتى شكله مش مدير بس , النظرات اللى من تحت لتحت والتصميم وزياره البيت وانا بقى مغفل , صح
- انت مجنون .. !
- انا هبقى مجنون لما اعيش معاكى لحظه بعد كده , عيله منحطه صحيح .. !
- انت بتقول ايه .. !
- بقولك اللى سمعتيه ( وهرول الى غرفته اخذ معطفه واسرع بالرحيل قبل ان تتفاقم الامور ويحتد عليها وقت عصبيته تلك) .
وقفت ساره تنظر إليه غير مدركه ما يحدث او ما جعلها تحدثه هكذا , ماذا حدث ولم يتهم عائلتهم بالانحطاط .. ماذا يدور فى خاطره .. ؟

**************************

يهيم فى الشوارع هنا وهناك لا يعلم الى اين يذهب ..
وقعت عيناه على سما التى تجلس وحيده شريده فى نفس المطعم الذى قرر الدخول اليه ..
سما عيناها ممتلأتان بالدموع .. اقترب وجلس على نفس اريكتها دون ان يلبث بحرف ..
سما تنظر إليه لتكمل سريان بحر دموعها ..
ظل الاثنان ما يقارب الـخمسه عشر دقيقه صامتين واذا بسما بدأت بالحديث متألمه ..
- شوفت شريف من شويه , تخيل بيقولى ايه ان كنت وحشاه وبيتمنالى السعاده تخيل , بيقولى ان انا انسانه محترمه وكويسه وهو ندمان على اللى عمله معايا .. ؟
- هو انتى حقيقى حامل .. !
- لاء ..
- طيب ازاى ...
- بلاش تعرف خلى الاسرار تدفن , صدق الكذبه زى ما انا هصدقها , حاول تنسى وتدخل غيبوبه تعيش مرتاح .
- بس انا هطلق ساره ..
- ليـــــــــــه .. !
- مش هينفع نبقى سوا , انا هنتها جامد وهى كمان هانتنى , احنا الاتنين كل يوم بيثبت ان الاختيار كان غلط ..
- بس انتوا ..
( نهض من مقعده فى عجله من امره )
ادم : قومى يا سما تعالى معايا .. !
- نروح فين .. ؟
- يلا بس ..
همت بالنهوض وذهبت معه ..

*************************

فى فندق ذات الثلاث نجوم تجلس سما وبجوارها ادم ..
سما باكيه : ايــــــــه اللى بيحصلى دا , انا قولت هتغير , ايه خلانى اشوفك , ايه بيخلينى اضعف جمبك ,, ليه يا ادم لييييييه .. ؟؟؟
ادم غير مدرك ما يفعل ..
سما : ادم انت سامعنى ..؟
- ايوه , خلاص يا سما انا وانتى حبينا شئ وعملناه بس فى شئ مش فهمه .. !
- ان ازاى متجوزه ومازلت فتاه .. ؟
- بالظبط , دا غير شريف ..
- شريف كان بيخاف عليا جدااا مش علشانى , بس علشان ميجبرش نفسه بيا ودا فهمته متأخر ..
- وسامى .. ؟
- انت عارف سامى وظروفه , انا مش عارفه اقول ايه , انا حتى مش قادره خلاص احس ذنب .. انت عملت فيا ايه ,, احنا رايحين على فين .. ؟!
- سما خلاص انا هطلق ساره ونتجوز , انا مبقتش عاوزها على الاقل انتى انسانه صادقه ومكذبتيش عليا ابدااا , انما هى .. !
- ساره تكذب ابداااا , ساره دى انسانه نضيفه جدااا رغم انها اكبر منى بس غلبانه ومتعرفش اى شئ فى حياتها انا اعرف كتير عنها .. انا انسانه ضعيفه ضايعه منحله .. ايوووووه انا منحله قذره , انا بكرهنى اووووى يا ادم بكرهنى ..
- بس انا بجد حبيتك وبتمناكى , انا حسيت معاكى مشاعر مش هقدر اعيشها تانى مع ساره , ساره اصلا شكلها تعرف حد , هى قالتلى هخونك لوخونتنى يا ادم , وانا خونتها ..
- بس انا .. ؟
- انتى تطلبى الطلاق ونهرب من هنا ونتجوز ..
- بس .. اختى .. ؟
- بعد اللى حصل بينا مفيش حاجه اسمها اختى .. !
- خلاص يا ادم هطلب الطلاق , ونهرب انا فعلا مش هقدر اعيش كده تانى ..
- خلاص يلا بينا ..

**********************

تخرج سما ومعها حقائب بلاستيك كثيره ويساعدها بها ادم .. يحاولون المرور الى الاتجاه المقابل واذا بعين ادم ترى عيناً باكيه متألمه ووجه ملائكى شاحب ينظر بخيبه عليهم الاثنان "ادم , سما " وكفوفهم تحضن بعضها ..
ادم بصوت خافت : سااااره
سما بعين خاشيه ان يكون ما تلفظ به ادم حقيقى لتنظر الى حيث ينظر لتجدها هى ساره تقف بأنكسار وخيبه تعتليها , وعينها توحى بكلمه واحده .. هل ما اراااه حقيقه ام مجرد كابوساً بشع ....... !!!!!!!!!

***************** يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق